;
محاسن الحواتي
محاسن الحواتي

صورة الرئيس وصورة الشعب!! 2117

2012-05-16 03:05:40


•   قيل -والعهدة على من قال- أن الرئيس/ عبدربه منصور هادي وجه بإنزال صوره من الشوارع والمحلات والمصالح الحكومية، يعني الراجل ناوي يخلينا من غير صور نحن الذين ولدنا على صور القائد والزعيم، كيف يتسنى لنا أن نكون بلا صورة؟! قد تمثل الصورة للبعض وجود الدولة والقانون، وللبعض الآخر وجود الكبير في حياتنا وللبعض الثالث الصورة تعني له التغيير وإنهاء الماضي وبعض أخير الصورة لابد أن تحل محلها صورة "الصورة بالصورة والبادئ أظلم"، ثقافة الصورة التي لابد أن نبحث لنعرف مدى تأثيرها.
•   لماذا لا يرغب الرئيس الهادئ في تعليق صورته؟! هل يخاف أن يطالها نفس مصير صور الرئيس السابق؟! هل يفكر الرئيس الهادئ في أن الفترة الرئاسية الخاصة به قليلة وبالتالي لا داعي لتعليق الصور وإنزالها؟ أم أن الرئيس متواضع جداً ولا يريد من شعبه أن يتمسك بالصورة ويؤلهها ويقدسها كما فعل مع الرئيس السابق؟! أم أن عبدربه يسعى لترسيخ ثقافة اللاصورة في الحكم؟ أسئلة كثيرة أنا في حاجة ماسة لإيرادها حتى وإن لم أجد إجابة، لأن من باب التعود أن تكون هناك صورة للزعيم الملهم، البطل، الرمز، حامي الحمى...إلخ من المسميات.. إذا ما صح أن الرئيس الهادئ لا يريد أن تعلق صورته، فعلينا أن نعلق صورة الشعب مكان صورته، لكن أي صورة للشعب تلك التي سنعلقها!؟ إذا علقنا صورة الشعب العاطل عن العمل في وزارة العمل هذا يعني إدانة للوزارة.. وإذا علقنا صورة النساء المتسولات في أي مكان كان ذلك اتهاماً للجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن وكل من له علاقة بقضايا المرأة، لو علقنا صورة للشعب في مطعم شعبي "الشعب يصطبح بالفول والفاصوليا يومياً وآخر الشهر يتهنأ بوجبة كباب بلدي يتيمة"، ستعتبر وصمة عار في جبين الحكومة أجمع بما فيها وزارة التجارة والصناعة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة...وإلخ.
•   أي صورة نعلقها بدلاً عن صورة الرئيس؟! صورة المبدعين اليمنيين وهم يكتبون بدم قلوبهم عن مجتمع مثالي توحي بأنهم في دولة تمر بأزمة إنسانية فعلية وأنهم لا يكتبون إبداعاً بل وصية في آخر لحظات الاحتضار.. لم نجد يا فخامة الرئيس صورة مناسبة حتى الآن، ولم يفلح أي مصور في تصوير الشعب صورة جماعية واحدة.. قد يقترح أحدهم تعليق صورة بعض القطط "السمان" الذين نهبوا الوطن في العهد الفائت حتى نوحي للعالم أننا دولة متقدمة والدليل الخدود النيرة والوجوه الدسمة اللامعة التي بالصورة.. لا، لا.. هذه صورة لا تصلح لأنها تشكك في الخطاب التنموي الذي يبكي العالم وباسندوه معاً.
•   الصورة وهي لقائد كعبدربه تمثل الكثير بالنسبة للشعب اليمني، فهي تعني الحضور الذي يجب والحضور الذي نفتقد والحضور الذي نأمل، للصورة تقاسيم ويمكن قراءتها بهدوء، فالرجل كاظم للغيظ، ومازال "كاتم" لا يتحدث كثيراً ولا يبدي ما في نفسه، لم يظهر عداوة لأحد ولم يظهر مودة كاملة لأحد، يعني ماشي في الوسط، حتى ابتسامته لا تعد بالكثير ولا تتحول إلى ضحكة إلا نادراً.. جاد وطيب، يحسب حسابات كثيرة.
•   أحدهم قال لي: "والله لولا الأمم المتحدة ومجلس الأمن لما علق الرئيس عبدربه صورته في أي مكان"، ربنا يخلي مجلس الأمن الذي ساهم في هذا التحول التاريخي.. لذلك نخشى أن يتركنا الرئيس/ عبدربه بلا صورة وستسقط الجدران وإحساس الأمن والاستقرار قد يتقهقر في دواخلنا وإلى أن نجد صورة مناسبة لهذا الشعب.. نترجاك أن تبقي صورتك والتي لم تعد تمثلك كشخص، بل هي صورة لإرادة جماعية ولدت في لحظة تاريخية هامة من حياة هذا الشعب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد