;
أحمد حمود الأثوري
أحمد حمود الأثوري

هندسة عدن .. لعب ومزح وبلوتوث 4006

2012-05-29 16:31:25


يكفينا سنة تركنا في إجازة أكاديمية يا أساتذتنا، كإسناد للفعل لا الثوري ورمزية لمقتنا لنظام خرب بسياسته هذه العملية المقدسة وفي الأخير نحن من خسرنا فقط، بعد توقفنا لقرابة عام كامل مر علينا فصلان دراسيان نعي نحن وأنتم بأنه مر "كلفتة ومشي حالك " وعندما ثار الطلاب مطالبين بإلغاء التعليم الموازي لم يجدوا أحداً يسند هذا الطلب الشرعي بل ألصق إعلاناً بكل أروقة الكلية يحذرنا من مغبة عدم الدفع..
*** *** ***
يكفي/ ندخل هذه الكلية التي أشبه ما تكون بثانوية عامة، بمبناها القديم، والأنشطة المعدومة، ونخرج وكأنك يا " أبو زيد ما غزيت " لا رياضة ولا ثقافة ولا جمعيات طلابية في ظل تغييب للاتحاد الطلاب منذ سبعة أعوام واكتفاء الجامعة والكليات بالتعامل مع شخصيات تخرجت من الكلية منذ سنوات.
*** *** ***
يكفي/ حرماننا من معامل تطبيقية داخل الكلية ونحشر 15 طالباً فوق تجربة معملية واحدة، معداتها أجهزة من العصر الحجري، مبدأها الأساسي " شوف وما تلمس " وتنهال عليك التوبيخات إذا ما فكرت " تبعسس " وتستكشف بمد يديك إلى أي قطعة أثرية في المعامل .. والاستكفاء بتطبيق صيفي لنذهب حاملين ورقة ثم نأتي بعد شهر لتختيمها وأرجلنا لم تطأ باب ورشة وأعيننا الزائغة لم يحالفها الحظ برؤية جهاز ونعود إليكم ببحث منسوخ من زميل عن زميل عن زميل تخرج عام 1970م.
*** *** ***
يكفي/ ندخل ندرس خمس سنوات ندفع فيها كل عام "ضريبة دخول"، عفواً رسوم أنشطة طلابية ورسوم التعليم الموازي ولا نرى نشاطات طلابية تذكر سوى أسبوع الطالب الجامعي الذي يقام في بعض السنوات ويشرك فيه القليل من الطلاب والبقية من المغضوب عليهم ..
*** *** ***
يكفي/ أحياناً أن يجمع أكثر من قسم أو شعبة وتختصر المحاضرتين أو الأربع بمحاضرة يتيمة واحدة، " وقلك هندسة !!" ما ترحمونا وتفتحوا باب الانتساب ونكون نجي يومين في السنة يوم التسجيل ويوم الإمتحان "وكفى الله الكلية والطلاب شر البعسسة" .
*** *** ***
يكفي/ أن تكون مزنبل ورأسك فاضي ثم يكون حظك ودعوة والديك وعلاقتك الشخصية أو برشام في ذات امتحان هو سبب تفوقك على زملاء "فحروا الكتب -الملازم- فحر، وشفطوا الدروس شفط".
*** *** ***
يكفي، أن بالإمكان أن تكون معيداً أو تحظى بالسفر للخارج لأنك من أولي الوساطة والجاه والحظوة ومن تفوق متسكعاً يطارد شيئاً اسمه الأمل يقوده إلى العمل برتبة "شاقي" أو مغسل صحون ببوفيه هذا إذا توفرت له وساطة كي يحظى بهذا العمل .
*** *** ***
يكفي أن تجد طالباً متبقياً لديه مواد "ترم دراسي ونصف" ولكنه "جرانديزر زمانه" صعد معك منتقلاً إلى مستوى أعلى لأنه من بلاد المسؤول وآخر "يصطلي ويقتلي" باحثاً عن إسقاط مادة تنجيه من الفشل ولا هنالك من سبيل.
ويكفي أن يضحك علينا بأن التحويل من قسم لآخر طبقاً لمفاضلة المعدل لتجد المساكين ينتظرون عاماً أو عامين لتحويل تخصصهم ونجد أصحاب الحظوة "المتلتليين" من ثلاث مواد يتبرطعون محولين من قسم إلى آخر كيفما شاءت رغباتهم.
*** *** ***
يكفي أنه تم نقل بعضنا إلى حرم جامعي جديد ضخم في "بلاد النامس الصحراوية" يبعد عنا سنة ضوئية ندفع أجرة الوصول إليه 400 ريال يومياً للطالب الواحد " يضربها لنا واحد منكم أيها القراء بقرابة 5000 طالب وطالبة يومياً ".
أضيفوا لها أن أكثر من 1500 طالب يدفع سنوياً 200 ألف كرسوم تعليم موازي، وكل هذا والكلية مغلقة في وجهك " مضربين الدكاترة " نهبت حقوقهم!!.
طب والطلاب يروحوا فين ؟؟ يتصعلكوا مثلا ! يحملوا سلاح ويبلطجوا ونترك أي جماعة تتلقفمهم وتحولهم إلى قنابل موقوتة! وإلا يقرمطوا أو يلاحقوا بنات الناس من حارة إلى "حافة".
إذا كانت الجامعة في أي مجتمع هي نواة الإصلاح والتنمية ومن تقوم بدراسات تصب في خدمة المجتمع أين دور جامعة عدن في الأزمة الأخلاقية التي غزت الشارع؟؟ بل أين هي في منح الأساتذة مستحقاتهم وإنهاء المهزلة والفراغ التعليمي الجاثم على كلية الهندسة حصراً, وإعادة ما سلب من خزينة الكلية كي ترفد المعامل بأجهزة تخلى الواحد منا يتشرف أنه في كلية هندسة.
*** *** ***
يكفينا أننا في كلية هندسة " على ما قالوا بنتخرج مهندسين أو مكنسين ، مدري إنه صدق إنه كذب ! حرااام ما لنا علم".
ونجزع سنة وراء سنة ونحن متخلفين علمياً وأدبياً وأخلاقياً، يتخرج مهندس بامتياز ولا يستطيع التفريق بين علم إسرائيل وعلم الجزائر ! ولا يستطيع التفريق بين الضاد والظاء، ولا هو عارف أين كوعه من بوعه، ونجد إشكالاً وألواناً وتصرفات منا وكأننا في سوق قات "زواحف وفقاريات و و ..."من طينة "طيحني، وبزني الهوى واجدل، وشل عمري معك "،تمشي بحذر كي لا تتزحلق ببصاق التنمبل وتهرب من الممرات التي تختنق فيها أدخنة السجائر,هذا إذ لم تصادف في المحاضرة الأولى منا من جاء "مفذح بعودي قات " من صباح الله ..!!
*** *** ***
يكفينا دكتوراً نظامياً وخمسة متساهلين وبهذا يصعب علينا التأقلم مع تشديد النظامي وتساهل الأغلبية لنظل في صراع داخلي دائم بين تعامل هذا وهؤلاء ..
*** *** ***
يكفينا
نزيد بأيدينا نكمل على ما تبقى ما تبقى بحضورنا القاعات أجساداً فقط، من أجل تسجيل الحضور فقط فتمر المحاضرات "ضحك ولعب وبلوتوث" ولو لم يعاقب الطالب لحضوره لتجدن القاعات يسكنها الأشباح ويكفي إننا نستهبل ونستحمر ولا ندري مصلحتنا فين، نتحدث عندما يشرح الدكتور، بعضنا يرد على الجوال وآخر فاتح صحيفة وثالث يطووس في ملكوت الله‏ ‏ ولم نعِ ذوقيات التحدث، فنخاطب الدكتور باسمه " وكأنه تعسكرنا سواء أو كنا نرعى الماعز معاً" وفوق هذا لقافه والمقصر فينا يحتج ويشجب ويندد بالظلم المغدق عليه.
*** *** ***
يكفي أننا جميعاً لم نسمع عن تسيير رحلة ترفيهية أو علمية، ولم تقام ندوة لمناقشة قضية مجتمعية ولم تنظم فعالية ثقافية في هذه الكلية ويكفي بأنها كلية احتضنت لدهر أقسامها السبعة بمبانيها الصغيرة والقليلة جداً وصولاً لاستئجار شقة في الطابق الأول لعمارة سكنية واعتمادها كقسم من أقسام الهندسة.
*** *** ***
يكفي أن الكلية ومنذ عقود تفتقر إلى مجلة طلابية شاملة مدعومة تناقش قضايا الطلاب والهيئة التعليمية سوى تلك التي تقوم بجهود الطلاب أنفسهم دون أدنى دعم يقدم للقائمين على تلك النشرات أو المجلات ويكفي بان الكلية لم تحدث نظام إدارتها رغم إمكانية الاستفادة من ابتكارات الطلاب في خلق طرق حديثة إلكترونية لتسيير ومراقبة بعض العمليات.
*** *** ***
يكفي طلاب الهندسة منذ شهر " رايحين راجعين" الكلية ,خلسهم الحمى وأهلكهم الجوع وملوا من الترقب وتكبدوا دفع رسوم التعليم الموازي ومنتظرين أن تبدأ الدراسة للفصل الثاني لكن الآباء في الهيئة التعليمية لم يصلوا لقرار بعد .بكره بعدها، وبعد بكره وصدق لك أيها الطالب المسكين من هذه الأخبار !! استهلك ما لديك من طاقة في مواجهة المجهول لا فتحت أبواب الكلية ولا هم سمحوا لك ترجع منزلك تتقرص العافية وتدور لك مهرة تنفعك.
*** *** ***
يكفي قمنا بمطالبنا المشروعة والمكفولة وكان ينظر لنا من قبل الغالبية بفاشلين يصطنعون فوضى.. منذ أعوام طالبنا بتفعيل دور الإتحاد الطلابي والمجالس الطلابية لإشراكنا حسب القانون في خلق البيئة الملائمة لتحقيق أهداف الكلية ولا هنالك من أيدي امتدت إلينا سوى تمييع مطلبنا ورمي الحجج على الآخرين بأن الاتحاد موقف من فوق " ملله والله كسرت رقابنا ونحن مقبعين إلى فوق إلى السماء ولا ندري كيف منعت السماء عنا حقوقنا" ايش يعني من فوق؟؟ محد داري , بل هذه الأسئلة من المحرمة شرعاً ولا يجوز البحث لها عن إجابات كمن يسأل عن وجود الله وشكله ولونه؟.
*** *** ***
يكفي أن منا من مازال يدخل الكلية بمعوز أو شورت يتجول بفناء حوش المدرسة عفواً الكلية فلا يخجل ولا هنالك من يخجل ويقول له إخجل! كل واحد يلتفت للذي بجانبه ويقول "مووو دخلنا انا !!!"
يكفي أنك تعتمد على ملزمة وتنجح وتعطى لك رخصة مزاولة مهنة الهندسة وأنت لم تدلف باب المكتبة ولا قد لمست حنايا كفك غلاف مرجع، فطالب متخرج يقسم بأن رجله لم تطأ بوابة المكتبة سوى عندما قدم لمشرفها نسخة من بحث تخرجه وعندما أراد توقيع إخلاء طرف.
شخصياً برغم كل شيء كنت أتمنى- سخيفة هي أحلامنا - ولو ورقة إعلانية بسيطة تحظ على أهمية ارتياد المكتبة .
تتخرج مهندس وإذا سألت عن نظرية فيلمنج لليد اليسرى ؟ تطووس وتسرح ساعات وأنت تردد احتمالات ويحدثك متخرج آخر أن سرعة المعالج تقاس بالكيلو متر لكل ثانية وآخر يسأل صديقه "كيف يكتب اسم علي هل ألف ممدودة أو مقصورة ؟؟؟" لا يا شاطر همزة على نبرة !!"
يكفينا.
نتخرج وقد نفسياتنا محطمة وباقي نصف ربع العقل، نشيب وقد تقدمنا بالعمر 20 سنة، نتقدم للزواج وكل البنات " يقشببين ويقشعر شعر رؤوسهن إذا ذكر أن العريس مهندس " مو أعمل به مهندس قد استهلك شبابه بالدراسة حالته حالة، ما أشتي ولا زوج، اعنس وأبقى عازبه ولا أرتبط بمهندس !!يكفي تشوف نفسك بالمرأة وتخاف, أمعقول هذا أنا يا أمة لا إله إلا الله!!.
*** *** ***
الثورة إن لم تبدأ بالعلم تنتهي بالظلم والفساد طبعاً ... أخيراً هي الدعوة الصادقة لعدم تعطيل أي عملية تعليمية، لأن العلم هو السبيل لنهضة الأمم .. .. وأملنا كبير بأصحاب القرار في فتح الأبواب أمام الطلاب المتسكعين بشوارع المدينة..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد