;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

عام على إحراق ساحة الحرية 1692

2012-06-01 00:29:02


مر عام على إقدام قوات الأمن والحرس العائلي على اقتحام وإحراق ساحة الحرية بتعز بصورة وحشية تشبة إلى حد ما محرقة الأخدود.. قبل إحراق الساحة كنت أمر فيها وأتجول بين خيامها أشعر بالفخر و الاعتزاز و الدهشة لما أرى وأشاهد، فالساحة تحولت إلى مجتمع مصغر تجمع فيها كل فئة الشعب وشرائحه، الأكاديميون وأساتذة الجامعات، الأطباء المهندسون المعلمون المشايخ والعلماء والطلاب والعمال والعاطلون عن العمل حتى الناس البسطاء الذين يطلق عليهم المهمشون،لقد انتهت الفوارق الاجتماعية وصاروا جميعاً آسرة واحدة لهم هدف واحد وقضية واحدة،
لقد مثلت ساحة الحرية وجه تعز الحقيقي الذي كان منذ القدم مركز الإشعاع الحضاري و التنويري على مستوى اليمن، فقد وجد الشباب فيها مكاناً خصباً لاكتشاف طاقاتهم ومواهبهم الإبداعية، بل إنها غدت مدرسة إنسانية متكاملة ومنبعاً للوهج الثوري ومصدراً للكرامة ومصنعاً لأدوات المستقبل, وقلباً نابضاً للثورة تتحكم بوهجه وتوزعه إلى القرى والأرياف، فيأتون إليها الثوار من كل حي وقرية تحتضنهم ليجدون فيها كرامتهم،يشعرون بمدى أهميتهم كأفراد وجماعات تنازلوا كثيراً عن حقهم وأستضعفوا طويلاً من قبل عصابة بسبب غياب الروح الجماعي والتضامن المجتمعي والكرامة الثورية
لقد فتحت الساحة تاريخاً جديداً وأعادت للمواطن اليمنى قيمته وهيبته وسيادته،وأحيت في قلبه قيم العزة والشموخ و كسرت وهم الخوف والخنوع للاستبداد التي لم تنطفئ وسيتوارثها الأجيال بعد جيل,
لقد أحرق بلاطجة النظام ساحة الحرية بطريقة وحشية وأرادوا من وراء دلك ليس القضاء على الثورة فقط، بل استئصال الوهج الثوري والإشعاع الحضاري والألق الثقافي والإبداع المتميز الذي ظهر به شباب تعز و فتياتها وأثبتوا أنهم رواد الثقافة ومنبع الحضارة ومكان التمدن,، لكن هيهات أن يحدث ذلك. فلم تمر أيام قليلة حتى عادة الساحة وصارت رمزاً يستمد منه الثوار أسس ومداميك الثورة التي أنطلق شعاعها إلى كل بيت و قرية وحي وصارت تعز بجبالها وسهولها وهضابها كلها ساحة للحرية..
ها نحن اليوم نحيي الذكرى الأولى لهذه المحرقة بعد أن حققنا الهدف الأول لثورتنا المتمثل برحيل رأس النظام العائلي لنأكد إن ثورتنا مستمرة وان إرادة الشعب لن تقهر. وأن المجرمين والقتلة الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب فقد هزموا وانتصرت تعز وذهبوا يجرون أذيال العار والهزيمة وبقيت تعز شامخة مرفوعة الرأس تواصل دورها التنويري والحضاري كما أراد الله لها..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد