;
أحمد حمود الأثوري
أحمد حمود الأثوري

على وقع دخان السجائر.. علبة دخان لأجل الثورة (1-2) 1883

2012-07-05 02:54:47


تتداخل أفكار الأمس واليوم وتزدحم الذكريات وتعبر أمام العين فصول رواية تراجيدية مشتتة ، فتمتزج الأحداث ويتوحد الماضي بالحاضر بسلسلة التيه المتأصل في جذور أدمغتنا، ينفث إحدانا دخان سجائرة ليواجه سطوة ذكريات الماضي وقسوة الحاضر وفوبيا المستقبل.
* السجارة الأولى:
استبداد مؤسس مورس ضدنا وكأننا قطيع أغنام - لذاك النظام الذي ثار ضده عامة الناس- ولسنا بشراً ولدتنا أمهاتنا أحراراً نضاهي الشمس علوا بالهمة والشرف ونداعب النجوم بأنامل الرفعة والكرامة..
* السجارة الثانية:
الظلام مقيت في هذه اللحظة والقمر محتجب، النظام السابق أمتص ثروات الوطن ليفرغها في أرصدته الخاصة وتمنن علينا بما نحصل عليه من فتات نظير خدماتنا وجهدنا وأصبحت رواتبنا الحكومية منة وفضل وكرم منه، وأبسط الخدمات والحقوق لم نجدها كما ينبغي لنا أن نحصل عليها.. والآن في ظل حكومة وفاق أنتجتها المبادرة الخليجية أعدمنا ما تبقى لدينا من أسباب لبقاء الحياة , فالأيادي الخبيثة والنفوس الكارهة للوطن تعمل بنزق شيطاني للانتقام من الشعب وإثبات فشل هذه الحكومة ولكي يعض عامة الشعب أصابع الندم على قيامهم بثورة – هذا ما يريده أعداء الوطن – فغمرونا بالظلام..
 أسلاك كهرباء فقط وكأنها وقف السماء أختلف حولها الورثاء، فتركوها معلقة فارغة من أي شحنة أو جريان إلكتروني.. جدتي تعلق على ما وصل إليه حالنا، فتقول لي: "إن أسلاك الكهرباء هي خدمة من الحكومة لنا، وليست للكهرباء ولا علاقة لها لا من قريب أو من بعيد.." إنما - كما تواصل جدتي حديثها- هي حبال لنشر الغسيل.. وتضيف بأنها تنتظر أن تكمل الحكومة مشروعها القومي هذا وتهبنا "ملاقط " تثبيت الثياب على هذه الحبال التي تصل القرية ببعضها.

* السجارة الثالثة :
الدخان يحوم في الغرفة مضطرباً كأحشائي ويتركز على صورة التقطت مع الزملاء في حفل تخرجهم.. كانوا مبتسمين بعد حصولهم على تلك الشهادة "الشتاف" التي كانوا يأملون أن يلجوا بها نحو حياة جديدة بعد أن تمكنهم من الحصول على وظيفة تستر الحال، ولكن هيهات في ظل حكومة سابقة متغطرسة لا تعطيك أدنى حق إلا وقد امتصت حياتك وحكومة جديدة متوافقة نعطيها العذر أحياناً وأحايين عدة نطلق لعناتنا على انهزامها، الشرفات كئيبة، وأصوات الكلاب في الخارج تملأ المعمورة، تصرخ جوعاً فلا هنالك لرائحة عظم.. فالناس هنا على حافة المجاعة.. وقريباً سيتم أوتوماتيكياً ضمنا إلى القرن الأفريقي سواء أعارتنا وسائل الإعلام طرفة عين أم لا.. فمصيرنا أن نعيش حال أسوأ من الإخوة في الصومال.
* السجارة الرابعة:
أفتح صوت المذياع، أخبار دموية، ثورات هنا وهناك وحكام أصموا عن سماع هتافات شعوبهم لهم بالرحيل وتمسكهم - أي الحكام - ببوق الشرعية الواهن كخيوط العنكبوت، منهم من قتل ومن هرب أو من أخرج "خروج مشرف بحصانة" ومازال غير مستوعب خروجه ولا مقدراً هذه الفرصة التي لا تحدث سوى في الخيال وآخر مازال ينخر في بلده وقوافل الشهداء تزف بالمئات كوجبات لغروره الطائش.. ومازالت لغة التهديد تثير تقززي.. فالحاكم المخلوع - وبلغة إخوتنا السلفيين - ولي أمرنا السابق.. مازال يتوعد بقتالنا ويحرك أتباعه المرتزقة لقطع شريان الحياة، لا حول ولا قوة إلا بالله.. لقرون ثلاثة يعبث بالوطن، يسرق الثروات.. ويتآمر على الوطن ابتداءً من السماح بدخول الأغذية التالفة والسموم القاتلة والحبوب المخدرة، وصولاً للسماح لقوى خارجية استعمارية بالتدخل بشؤون هذا البلد "كالتجسس وخرق سماءنا، وبناء قواعد حربية"، لتلك القوى الخارجية وصولاً إلى بيع الغاز بأبخس الأثمان - بيعة سارق - والتآمر على إيقاف ميناء عدن لتأجيره لشركة موانئ دبي.. إلخ وقلنا ماشي خلينا نشوف عقله لا فين، بس يستبيح دمنا وهم خارج منظومة الحكم - ولو أن خروجه بشكل لفظي فقط - فهذا إلا ثاني وما دخلت عقلي "الرجيم" زودها حبتين!.
قبل عام وفي مثل هذا الشهر والناس هنا بالتحديد.. يتطلعون إلى إكرامية رمضان.. وهبة الملك.. وينسجون في مجالس القات أحلاماً وآمالاً.. وتحولت الأدعية في المساجد إلى رجاء الباري بتعجيل الإكراميات التي كانت أوهام للعبث بمشاعر الغلابى.. بالمناسبة قبل سنوات مررت بإحدى العجائز لأسلم عليها.. وصلت إليها ووجدتها تتضرع بالدعاء ل هائل سعيد أنعم بأن يرزقه الله رزقاً كثيراً طيباً مباركاً.. ما أن فرغت من دعاءها حتى سلمت عليها وأخبرتها بأن المرحوم هائل سعيد وورثته يستحقون الدعاء منك، فهم يشيدون المساجد والمدارس ويقومون بأعمال خيرية.. قالت يا بني إني ليل نهار أدعي لهائل سعيد بالرزق لأن ابني يشتغل عنده.. فأصابتني إجابتها في مقتل..
* السجارة السادسة:
أبحث عن دفتر ملاحظاتي، أصطدم بخزنة ثيابي، فلا رائحة هنا للضوء ، فنادراً ما تكون هناك كهرباء تجري في الموصلات، ظلام يحول بيني وبين دفتري، ذكريني أيتها السجارة السابعة في البحث مرة أخرى فقد يجود القدر بسيل من الالكترونات تتغلغل في ثنايا الأسلاك فيبتسم المصباح!.
أحتاج لدفتري لأدون هذا الوحي الذي يخالجني، فلا أجد بداً سوى التضرع لله بأن يهبني ذاكرة حديدية لأسرد هذا الهاجس في وقت لاحق.

* السجارة السابعة :
وفي هذه السجارة السابعة وجميل رقم سبعة ذكرتني بالبحث عن دفتري مرة أخرى، ولكن لم تجود سحائب حكومتنا بذياك السيل من الالكترونات، يارب يستهترون بنا وبإرادتنا هؤلاء الغجر وكلما أرتقت سلميتنا ارتفعت وتيرة شهوتهم الشيطانية لتدمير الوطن وأبناءه وبلا هوادة.
* السجارة الثامنة:
مدني غائبة الذكرى، مواقف عربية مهزوزة مازالت تنظر لثورتنا كأزمة، ومواقف غربية لا يهمها أمر العربية السعيدة طالما كان ذاك النظام الديكتاتوري الأسبق خادماً مطيعاً لها، تاركاً لها الحبل على الغارب لتمارس قذارتها على هذه البلدة الطيبة، وتبسط أيادي - تباً لها- على ثروات الوطن، فأصبحنا ننتظر تنفيذ المبادرة وآليتها التنفيذية بطرق تحفظ سلامة واستقراء الوطن.
* السجارة التاسعة:
دول عربية وغربية تستخدم كل وسائلها لإنجاز ثورة شباب سوريا.. ليس حباً في سوريا وشعبها، بل لتدمير ذاك البلد والسماح لإسرائيل بتوسيع رقعة احتلالها لتتجاوز الجولان، وتخولها للسيطرة على مقدرات قومية لذاك البلد الرائع، أنا أرى أن لكل شعب حرية اختيار مصيره, فالشعب السوري قال كلمته وقلوبنا معهم وندعو لهم بالخلاص ليل نهار وأتمنى أن تنجح ثورتهم، ولكن هذه الحكومات التي دعمت بلداناً ثائرة نظرت إلى شباب اليمن بصانعي الأزمات، وعملت جاهدة إبان الثورة لتقديم حلول خرجت من مطبخ قذر بقصر الرئاسة، ومدت هذا النظام بشتى أنواع الدعم كي يصمد أطول فترة.
* السجارة العاشرة:
نصف علبة دخان حتى الآن أدخل في أحلام اليقظة أحايين كثيرة، أحلم بدولتنا المدنية التي نسعى لها وقدمت منا أرواح كقرابين لتشييدها، وتعطلت حياتنا لأشهر لتمحص قلوب من سوف يسكنها.
لم نفقد الأمل بنصر رب العالمين وبعزم شباننا الأوفياء لوطنهم ولن نيأس من رحمة الله في إنجاز الثورة وتحقيق بقية أهدافها المتعثرة، ثقوا بأن الله أراد شيئاً وهو مما لا شك فيه رؤوف بنا واختار لنا الخير ويجب أن لا نستعجل النتائج وأن نثابر ونستعين بنوايا سلمية سليمة وربنا خير الناصرين، وسننتصر بمشيئته على كل العقبات التي تقف أشواك في حلق الدولة المدنية الحديثة.
يتبع غداً في الجزء الثاني..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد