;
المحامي/ أحمد محمد نعمان
المحامي/ أحمد محمد نعمان

السِّحْرُ وَعُقُوبَتُهُ فِي الإسْلاَم!! 2387

2012-07-14 17:26:43

السحر ذنب عظيم وخطر جسيم وجرم يقود صاحبه إلى الجحيم، فهو عقد وعزائم ورقى وأدوية وتدخينات وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئاً في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ويكون بالتقرب إلى الشياطين وعبادتهم وهو شرك أكبر مناف للتوحيد ومُحرم في جميع الأديان السماوية .وما أكثر السحرة والمشعوذين والعرّافين في عصرنا هذا والمنتشرين في بعض البلدان كالقرى والمدن والعزل ممن يدعون الطب والمعالجة عن طريق السحر والكهانة والشعوذة والطلاسم مستغلين السذاجة والغباء والجهل المخيم في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية وكل ما كان المجتمع متعلم ومثقف ومتفقه في أمور دينه الإسلامي كل ما كان محصناً من السحرة والمشعوذين ومخاطرهم، فالجسم الصحيح من الأمراض والعقل السليم من العاهات والقلب الطاهر من الادران والحقد والحسد يتوفر كل ذلك في شخص الإنسان المتعلم في أمور دينه ودنياه والعكس من ذلك متوفر في شخص الإنسان الجاهل الذي دائما ما يتعرض للأمراض والأسقام والعلل المختلفة فيتوجه إلى السحرة والمشعوذين لطلب معالجته، والسحر له حقيقة وتأثير وليس مجرد وهم وتخيل ويدل على ذلك القرآن وصحيح السنة النبوية وهذا هو مذهب أهل السنة وعامة العلماء قال الموفق ابن قدامى المقدسي في المغني (وله حقيقة - أي السحر -فمنه ما يقتل ومنه ما يمرض ويأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغض أحدهما إلى الآخر أو يحبب بين اثنين) وقد اشتهر بين الناس قيام السحرة بعمل عُقَد للرجل الذي يتزوج فلا يستطيع إتيانها وأيضاً حل هذه العُقَد فيقدر عليها بعد عجزه عن إتيانها.

وللسحرة حكايات كثيرة مالا يسعنا الحديث عنها ومالا يمكن التواطؤ على الكذب فيها، وعلى كل فلا يجوز للمسلم التوجه إلى ساحر أو عرّاف ممن يدّعون علم الغيب ليصل إلى معرفة علاجه عن طريقهم فذلك كفر . ولا بئس أن يذهب المريض إلى الطبيب المعالج المتخصص في معالجة أي جزء من أجزاء الجسم المصاب بالألم فذلك أمر مشروع. فالله الذي خلق الداء هو الذي خلق الدواء وهو الذي بيده الشفاء قال تعالى :( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) وقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم في حديث ما معناه (تداووا فإن الله ما خلق داء إلا وجعل له دواء ) ولا يجوز التداوي بالمحرم كالسحر والطلاسم والشعوذة بأنواعها المختلفة، فالله لم يجعل شفاء عباده بما حرم عليهم ولكن بما أحل لهم، ومن تداوى بالحرام فلا شفاه الله، ويستطيع الإنسان التحصُّن من السحر قبل وقوعه كما يستطيع الحصول على علاجه بعد أن يصاب به، فأما ما يتقي به المرء خطر السحر قبل وقوعه هو التحصُّن بالاذكار الشرعية المأثورة عن النبي صلى الله وعليه وسلم الصباحية والمسائية وأما العلاج منه فيكون بالرقية الشرعية المعروفة عن الرسول وبالأدعية المأثورة والآيات القرآنية المعنية بالعلاج من ذلك، أما ما يقوم به بعض السُذّج من علاجهم بعمل السحرة وهو التقرب إلى الجن بالذبح والدعاء والاستغاثة وغيره من القربات فهذا لا يجوز، لأنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر، فالواجب الحذر منه، كما أنه لا يجوز سؤال السحرة والمشعوذين واستعمال ما يقولون لأنهم كذبة وفجرة يدّعون علم الغيب ويلبسون على الناس .وقد حذر الرسول صلى الله وعليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم فقال :( من أتى عرّافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله وعليه وسلم ) والسحر من أكبر الكبائر واقبح الذنوب المحرمة شرعاً، بل سماه الشرع كفراً قال تعالى : (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) كما أن السحر من السبع الموبقات (المهلكات) قال رسول الله (اجتنبوا السبع الموبقات قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)وقد ذكر الرسول السحر بعد الشرك لأنه يُكَفّر متعاطيه فلا يمكن توصل الساحر إليه إلا بعبادة الشياطين والتقرب إليها. كما أن السحر يجمع الموبقات الخمس التي بعده، لأن إتيان أي منها على انفراد يمثل اعتداءً إما على النفس أو المال أو العرض، أما السحر ففيه اعتداء على كل هذه الأشياء، فضلاً عن اعتدائه على حق الله بإشراك غيره معه، وللساحر عقوبة شرعية جزاء له على جرمه وهي القتل فقد روي أن الخليفة عمر بن الخطاب كتب إلى ولاته (أن يقتلوا كل ساحر) وذهب الحنفية إلى قتل الساحر في حالين (الأول) أن يكون سحره كفراً و(الثاني) إذا كانت مزاولته للسحر بما فيه إضرار وإفساد ولو بغير كفر.

 وإذا كان هذا هو حكم الشرع وعقوبته على الساحر فانه يجب كشف حال السحرة والمشعوذين وبيان حِيَلهم وأساليبهم الخطيرة التي ينصبون بها على الناس ويحتالون، كما يجب فضح تضليلهم وتطهير المجتمع منهم حتى يعيش في مأمن من شرهم، فكم قتلوا من أبرياء وشردوا من أسر، وأفرغوا من بيوت هذا، فضلاً عن تفكيكهم للمجتمع وتطليق الزوجات ونهب الأموال عن طريق ما يسمى(بالعلاج) وعملهم هذا منكر يجب إزالته من قبل جميع المسلمين والدولة، لأن بضاعتهم لا تُرَوّج ويُسَوّق لها إلا عند نقص العلم والعلماء وتفشي الجهل ووقوع الفتن، فيسعى كثير من الناس إلى السحرة سؤالاً وتصديقاً وعملاً بما يقولون لاسيما وأن السحرة فئة خبيثة فأحوالهم دنيئة وأفعالهم رديئة ولو كان لهم من الأمر شيء لنفعوا أنفسهم ورفعوا ما ينزل بهم من بلاء وأمراض ولاستكثروا من الخير لأنفسهم ونالوا رفيع الدرجات ولكن كل ذلك بتقدير العزيز العليم.. فلا يقف الأمر عند زيارة واحدة لهم، بل إن الساحر يزيد في تعقيد المشكلة أحياناً ويساعد في تخفيفها أحياناً أخرى كي يبقى المريض الذي يأتيه ضحية دائم التردد عليه وفي كل مرة تُستنزف الأموال وتُنتهك الحرمات والأعراض ويُعصى رب الأرض والسماوات، فلينتبه الجميع لأفعالهم ويجب مقاطعتهم ومحاربتهم والإبلاغ بهم إلى السلطة ليأخذوا عقابهم الرادع لهم.. ونسأل الله أن يقينا وأمة الإسلام شرهم ومكرهم وكيدهم ونعوذ بالله من شر كل حاسد إذا حسد .
Anomanlawyer1@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد