;
شهاب الدين المحمدي
شهاب الدين المحمدي

رمضان شهد الجهاد 2149

2012-08-07 03:09:04


يقول الشيخ المجاهد المستنير راشد الفنوشي : توسط الحديث عن الصيام في القرآن الكريم الحديث عن عدد من الفرائض بصيغة " كُتب عليكم " القصاص في القتلى والوصية عند الموت وكتب عليكم الصيام وكتب عليكم القتال وكل ذلك من أعمال البر التي يتطلب أداؤها صبراً ومشقة وهي جزء من خطة إعداد الفرد المسلم والجماعة المسلمة لمدافعة الظلم والعدوان والطغيان ، وما لذلك من سبيل غير إقامة العدل في الجماعة المسلمة وفي نطاق الأسرة ، وتطهير الأنفس من أسر الشهوات وتحرير الإرادات من العوائق والعلاقات والتدرج في مقامات الإخلاص إلى الله ، والتحلي بمكارم الأخلاق مثل الجود والرحمة وضبط النفس والشجاعة والنظام والعدل.
1) الترغيب في الصوم :
ـــ ولأن الصوم عبادة شاقة فقد جاء الترغيب فيه متنوعاً مغرياً ، من ذلك : أنه عبادة لم يخل منها دين " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " لأن الشيء الشاق إذا عمَّ سهل تحمله كما أشار الرازي ، وأنه من أوسع وأفضل الطرق لتحصيل فضيلة التقوى " لعلكم تتقون " وأنه " أيام معدودات " سرعان ما تنقضي وتمضي ، ولو شاء لفرض عليكم صيام الدهر ولكنه سبحانه رحمة بكم جعله أياماً معدودات يعفى من أدائها جملة أو إلى حين أصحاب الأعذار كالمريض والمسافر والحائض والنفساء أما في السنة المطهرة فقد جاء البيان المرغب في أداء هذه الفريضة الجهادية أوسع :
*أجر الصوم دون سائر العبادات مفتوح غير محدد " الصوم لي وأنا أجزي به " رواه الترمذي ، وللصائمين باب خاص إلى الجنة لا يدخل منه غيرهم يقال له الريان رواه البخاري                                                        *وإن رمضان سيد الشهور، ولو علم الناس ما في شهر رمضان لتمنوا أن يكون سنة رواه الطبراني               *أتاكم شهر رمضان بركة يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ينظر إلى تنافسكم ويباهي بكم الملائكة فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل...رواه الطبراني                                                                                                                                             *إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين رواه البخاري                            *من قام رمضان ــ أحيا ليله بصلاة التراويح والتلاوة والذكر والاستغفار ــ إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه..متفق عليه
2) الصوم مدرسة :
ـــ الصوم مدرسة للتدريب الجماعي والفردي المكثف على مجاهدة النفوس ومقاومة الأهواء والتعود على الشدائد والانضباط والنظام.                                                                                       إنه تجديد للحياة الإجتماعية وتعبئة عامة من خلال التحكم الجماعي في أوقات الأكل والشرب والتمتع واليقظة والنوم ، حتى ليخيل إليك أن المجتمع قد تحول إلى كتيبة عسكرية تتحرك بحركة جماعية واحدة.  إن المدينة المسلمة تتحول في لحظة الإفطار وكأنها خاضعة لقرارمنع التجول وبعدها بحوالي ساعة من الإفطار ينتشر الناس في حركة جماعية نحو المساجد مع ما يصحب هذه التعبئة الروحية من تنشيط لشبكة العلاقات الإجتماعية ، فتجدد أواصر القرب والتضامن والرحمة والأخوة ، وذلك من خلال الاشتراك في الجوع وإدراك الجميع مدى الحاجة إلى الطعام والشراب وإلى المشاركة فيهما وكأنه فرحة العيد.       ولذلك لم يكن عجباُ أن كان شهر رمضان في حياة المسلمين شهر الجود والصدقات والتزاور وإطعام الطعام اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام الذي كان أجود ما يكون في رمضان : حتى لكأنه الريح المرسلة " فيتنافس المؤمنون على إفطار الصائم وتشتد حسرة غير القادرين على ذلك حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ، فقال : " يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن فاستكثروا فيه من أربع خصال : خصلتين ترضون بها ربكم ، وخصلتين لا غناء بكم عنهما ، فأما الخصلتان اللتان ترضون بها ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما فستسألون الله الجنة وتعوذون به من النار" رواه ابن خزيمة
3) حال أمتنا في رمضان :
قد أسلفنا أن الصوم جزء من برنامج عام لتربية الشخصية المسلمة والجماعة المسلمة على التحلي بمثل الإسلام في تقوى الله وتجدد الصلة معه سبحانه وتوثيق روابط المجتمع المسلم وتعبئة الطاقات الفردية والجماعية وتنظيمها وتوجيهها في اتجاه المزيد من التقرب إلى الله تعالى سواء من خلال تجنيد النفس أكثر أداءً للواجبات العبادية الخاصة كالصوم والصلاة والذكر والتلاوة ، وانتهاء عما يفسدها ويخل بها ، أو كان من خلال النهوض بواجبات الوقت ، ولكل ظرف تعيشه الجماعة المسلمة واجبات مخصوصة به
ـــ من هنا وجب على دعاة الإسلام في موسم الخير هذا أن يكونوا أسبق من غيرهم إلى إصلاح ما بينهم
وبين الله تبارك وتعالى بالإستغفار والتلاوة واجتناب المفسدات وفعل الخيرات وأن يستغلوا روحانيات هذا الشهر لشحذ عزائم الأمة وتحريضها على التقرب إلى الله وعمارة المساجد وتوعيتها بما يتعرض له الإسلام ودعاته من هجمة دولية غير مسبوقة بقيادة بني إسرائيل وحلفائهم الدوليين جنباً إلى جنب مع عدد كبير من الحكام المسلمين والنخبة المتغربة المتواطئة
ـــ مطلوب توعية قاصدة هادئة تبغي الإصلاح وتجميع عناصر الخير في الأمة لمواجهة الحملة الشرسة ودعم صمود المجاهدين في كل ميدان والرابضين وراء القضبان والمشردين والرافضين في شمم وعزة
كل مساومة والعمل على مشاركتهم اجر صمودهم وجهادهم بأن نخلفهم في أهلهم فنشاطرهم الرزق في هذا الشهر المبارك فإن طعام الواحد يكفي الإثنين ومن خلف مجاهد أفي أهله فقد غزا
ـــ إخوة الإسلام أحبابنا في كل مكان ... اصبروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ، واصبروا منتظرين وعد الله فهو آتٍ لا ريب فيه وعساه أن يكون أسرع من توقعاتكم .
نتقبل الله صومكم وسائر نسككم
للتأمل:
إذا كانَ حبُّ الهائمين من الورى
                             بليلى وسلمى يسلبُ الُّلبَ والعقلا
فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي
                            سرى قلبه شوقاً إلى العالم الأعلى

*مدير عام الإعلام والعلاقات والمؤتمرات بوزارة الأوقاف والإرشاد
خطيب مسجد الإحسان بمديرية شعوب بأمانة العاصمة 

Shab15@ymail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد