;
محسن خصروف
محسن خصروف

نادي ضباط القوات المسلحة من يملكه؟ 3169

2012-09-17 02:27:45


 من النادر جداً أن أذهب إلى نادي ضباط القوات المسلحة لأسباب عدة أهمها أنه فقد خاصيته الرئيسية التي كان يتميز بها وهي النشاط الثقافي الفكري الذي تم حظره منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، رغم أن القاعدة المادية لذلك النشاط في النادي كانت متوفرة، وإن بمستوى متواضع، فقد كان في النادي المكتبة المتميزة وصالات المطالعة ونظام الإعارة وصالات المحاضرات التي كان يتم فيها إقامة العديد من الندوات والأمسيات الثقافية والأدبية بكل أنواعها وكان يحييها رواد وأعلام الأدب والشعر والسياسة والفن في اليمن، وتحول النادي، بعد ذلك،ولفترة ليست بالقصيرة، إلى وكر للعسس الذين يبحثون عن معلومة قد تودي بمناضل أو ثائر أو ضابط شريف يرفض الانخراط في عالم "المطراشة" والنهب للمال العام، أو يرفض النفاق والتدليس ومسح الأجواخ، بل الأحذية أحياناً، أو يتفوه بكلمة نقد لأخطاء أو خطايا النظام. لكن النادي، رغم كل ما سبق، ظل يستقبل يومياً عشرات الرواد، ويلتقي فيه العديد من الزملاء، إذ لا متنفس آخر لهم غيره إلا الشجرة الخبيثة القات. وحين كنت أذهب إليه للقاء أحد منهم، وقد كان في الغالب صديقي العزيز جداً العميد الركن محمد علي الإبي، أجد دائماً الشكوى المرة التي يشكوها الزملاء من ارتفاع أسعار مبيعات النادي التي تساوي أسعار مثيلاتها في المرافق السياحية التي يرتادها الأجانب الذين تمتلئ جيوبهم بالدولارات أو العملات البترولية، فسعر كل سلعة تباع في النادي مضاعف على مثيلتها في السوق اليمنية، وكأن رواده ليسوا من ضباط القوات المسلحة الفقراء الذين لا يلوون على شيء غير المعاش، سواء أكان معاش العمل أو المعاش التقاعدي، رغم أن مالكي النادي(عفوا إدارة النادي) يعرفون أن أندية الضباط في كل الجيوش تقدم لهم أفضل الخدمات المجانية أو بأسعار رمزية تتكافأ وحقهم الأصيل في أن يوفر لهم الوطن، ممثلاً في قواته المسلحة، ولأسرهم حياة كريمة وخدمات متميزة ومنها النادي بكل مرافقه.
مؤخراً أصبت بانزلاق غضروفي نصحني الأطباء والمختصون في العلاج الطبيعي أن أمارس السباحة يومياً، فذهبت إلى النادي الذي كنت أظنه مجانياً، أو بقيمة رمزية، باعتباره حقاً مكفولاً لي باعتباري ضابطاً سابقاً خدمت في القوات المسلحة خمسة وأربعين عاماً، كما هو الحال في كل المؤسسات العسكرية في كل أنحاء الدنيا، لأجد أن الاشتراك الشهري ثلاثة آلاف ريال، وبرغم ارتفاع قيمة الاشتراك الذي سيتسبب لي في أزمة اقتصادية أسرية نظراً لضئالة وحقارة المرتب الذي يمنح للمتقاعدين، في مواجهة احتياجاتي الضرورية أنا وعائلتي فقد دفعت المبلغ لأنه سيكون، كما أقنعت نفسي، مؤقتاً وسأشفى بإذن الله في فترة محددة، فلا أضطر بعد ذلك إلى اقتطاع جزء من قوت الأولاد، لكنني فوجئت حين استلمت بطاقة الاشتراك بأن شهر إدارة النادي عشرين يوما فقط، وحين سألت عن السبب رد الشاب الموظف المختص في النادي الصحي بأن هذه أوامر وتعليمات الأفندم المدير، سألت مجموعة من المشتركين فأجمعوا على أن هذا هو النظام المعول به: الشهر عند إدارة نادي ضباط القوات المسلحة اليمنية عشرين يوماً فقط!!
انتهى الشهر العشريني فجئت لأدفع اشتراك لشهر آخر ففاجئني الموظف بأن مقداره قد ارتفع إلى خمسة آلاف ريال، أصبت بفجيعة وكاد أن يغمى علي، سألت: لماذا؟ وهل هناك زيادة في مرتبات العاملين والمتقاعدين قادمة وإدارة النادي تستبقها بالزيادة؟ فعلمت أنه: "لا زيادة" سألت مرة أخرى: لماذا الزيادة؟ فجاء الرد: هذه أوامر الأفندم المدير!!!! ولأن الاشتراك قد صار فوق إمكانياتي المالية الحقيرة فقد سحبت الثلاثة آلاف قرطاس(ريال) التي كنت قد وضعتها على سطح الحاجز الخشبي الذي يفصلني عن الشاب الموظف وسحبت بطاقة الاشتراك التي تحتاج لتجديد وغادرت النادي مقهوراً أتألم كثيراً للحالة التي وصلنا إليها نحن فقراء الضباط المتقاعدين الذين أخرجنا من القوات المسلحة لا "نلوي" على شيء غير المعاش التقاعدي الحقير الذي لا يكفي لثمن الخبز وطبقين فول للثلاثة الوجبات لمن لديه خمسة أولاد"لجميع إفراد الأسرة وليس لكل واحد منهم" ورصيدنا النضالي الذي نعتز به ويحتقره ويزدريه ويسخر منه، بل ويسفهه الذين مكنتهم مواهبهم الخاصة من أن يتحكمون في أمورنا وحقوقنا ومنها حقنا المشروع في ارتياد النادي الصحي في نادي الضباط مجاناً، لأن هذا نادينا الذي بني من اشتراكاتنا الشهرية التي كانت تقتطع من مرتباتنا، ومن ميزانية القوات المسلحة التي عملنا في العديد من مكوناتها عشرات السنين، وبما يجعلنا نستحق قانونا أن نتمتع بكل خدمات النادي ومميزاته مجانا كسائر أندية الضباط في العالم، وإن كان ثمة اشتراكات، فهي دون شك رمزية وهامشية ولا تؤثر على الحياة المعيشية للضابط العضو.
السبت الـ15 من شهر سبتمبر أبلغت بأن الزيادة في الاشتراك قد رافقها زياد في الأيام حيث صارت لشهر كامل أي ثلاثين أو واحد وثلاثين يوماً، وظن من أبلغني أنني سأفرح بذلك!! هو لم يستوعب بعد بأن مبلغ خمسة آلاف ريال شهرياً ستشكل مشكلة عويصة في حياتنا المعيشية، وأن ما نرجوه هو أن نصل إلى الوضع الطبيعي في النادي، أي أن يقدم خدماته مجانياً لضباط القوات المسلحة، أو باشتراك رمزي، كأن يكون ألف ريال في الشهر، مثلا، أو ألف وخمسمائة ريال، فهو مبلغ يمكن تحمله على مضض بالنسبة للمضطرين، والاستغناء عن السباحة والنادي الصحي أحياناً والعودة إليه حين يكون بالإمكان ذلك مالياً، وهكذا.
طيب يا حضرات الميسورين "المتحكمين" في كل احتياجاتنا، ومنها النادي:
" أنتم تتمتعون بمستوى عال من الدخل تستطيعون معه أن تشتركوا في أكبر أندية العالم ولا تتنازلون، بالتأكيد، للسباحة في هذا النادي الذي تتحكمون فيه؟ وبالتالي فإنكم لا تحسون باحتياجات الضباط الفقراء، ولا تحسون بآلامهم وحالاتهم الصحية المتوجعة، فما ذنبي أنا الضابط الذي لا يستطيع الاشتراك في ناديكم؟ إلى أين أذهب؟ لم يعد " ماجل الدمة" ولا ماجل السمع" ولا "ماجل الأمير"موجودة، فأين نذهب أنا وأمثالي، يا حضرات الملاك المتحكمين في النادي؟؟ هناك ضباط متقاعدون يا حضرة المالك يحملون رتبة العميد واللواء خدموا في القوات المسلحة أكثر من أربعين سنة، بعضهم يضطر وهو يتحسر، أن يقول لأبنائه أثناء تناول الطعام: " يكفي أكل" خللوا الباقي للعشاء أو للغداء" أكيد أنت أيها المالك لا تصدق هذا وستعتبره نوعا من المزايدة والافتراء، لأنك صرت في خانة ذوي المال الوفير وربما العقارات، لكني على أتم الاستعداد أن أقدم لك نماذجاً حيّة منهم، وهم والله من أشرف وأكفأ الضباط الذين صاروا عاجزين عن الحصول على ثمن الدواء الضروري الذي صارت تخلو منه صيدليات المستشفى العسكري بفعل فاعل، ولكن شرطي لإحضار هذه النماذج البائسة هو: ألا تسخر منهم وتعتبرهم من المزايدين أو من الأدعياء المأزومين الذين تسكن الأزمة في رؤوسهم فقط، أو من أعداء الوطن الذي تعتقدون أنه ملكاً لكم لوحدكم، فهم والله ضمير وشرف القوات المسلحة اليمنية التي دفع منتسبوها الأُولْ من دمائهم ثمناً لحرية الشعب والدفاع عن ثورته ونظامه الجمهوري بدون مقابل مما يلهث للحصول عليه الانتهازيون وسارقو المال العام، بل والله أنهم ضمير الوطن الصافي.
إن الكثير والكثير جداً من ضباط القوات المسلحة قد دفعوا ثمن اشتراكهم في انتسابهم لليمن مرات عديدة "دماً" غالياً وعن طيب خاطر، فهل يستكثر مالكو النادي عليهم أو على أبنائهم حمام السباحة أو صالة الألعاب؟! هل تكون مكافأتهم الاقتطاع من لقمة أولادهم؟؟
عجائب
 لن نسكت على الباطل، وهذا هو دأبنا.
 ونرفع هذه الحروف المتوجعة التي تصرخ بصوت عالٍ إلى الأخ وزير الدفاع لينظر في هذا الوضع غير الطبيعي، ويحمي الضباط من هذا التعسف الغير إنساني، ومن المنتفعين الذين يشكلون حماية مستديمة للذين يريدون أن يسطون على لقمة أولادنا أو يدعونا نعاني آلام المرض ليكون النادي ومرافقه الخاصة حكراً على ذوي المال، وقد نلجأ للأخ الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي إن أقتضى الأمر، فهو والأخ الوزير يعلمان جيداً ما تقدمه أندية الضباط للضباط، وما هو المقابل.
 والله المستعان.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد