;
أحمد حمود الأثوري
أحمد حمود الأثوري

ثورة في ذاكرة الأجيال 1753

2012-09-26 02:27:55


قد أبدو متشائماً لكن هذا حالنا الجمعي في وطننا الحبيب ونحن نحتفل بثورة قام بها الآباء والأجداد ضد الحكم الملكي الأمامي، ثورة لطالما عمدت بدماء تروي صحاري البؤس والشقاء " فكم شهيد من ثرى قبراً يطل.. كي يرى ما قد سقى في الدم غرسه"!.
أقف اليوم وليس لي مزاج لأكتب بل لأتذكر جزئيات من طفولة عشناها نحن الأجيال الحديثة، أتذكر جيداً كم كنا نستعد لهذا اليوم، نبتهج كثيراً وقد منحنا إجازة من المدرسة لنتفرغ لجمع بقايا الرماد وعجنه بالجاز " الكيروسين " ثم لنضعه على حواف الأسطح منتظرين أن يهطل الظلام لنلعنه جميعاً بإحراق كرات الرماد المشبعة بالجاز ليشرق النور من كل سطح منزل.
يا لزمن مضى كم كان يزهر ليل قريتي بسنابل من نور وهي التي مازالت وبعد 50 عاماً من قيام الثورة غارقة في الظلام.
أتذكر جيداً أن النسوة كن يصعدن أسطح المنازل لدفعنا على تغذية الكرات بمزيد من الجاز دون أدنى حسابات بأن الفوانيس ستشكو الجفاف لأشهر جراء هذا العبث المستمر حتى العاشرة ليلاً - وهذا بالنسبة لقرية بمثابة وقت متأخر .
أتذكر جدتي التي كانت تود دوماً أن تظل شعلة منزلنا هي الأبهى، فكانت تحتفظ لنا بالجاز قبل أشهر من هذه المناسبة.
كبرنا قليلاً فلم نكتف بكرات النار على الأسطح بل كنا نحمل الإطارات إلى أعلى قمم الجبال لنشعلها هناك كي ترى النور جميع الكائنات.. والآن اختفت شعلة الثورة ومازلت متوهجة في قلبي.
اختفت الاحتفالات في مدارسنا وتحسرنا على تلك الفقرات الفنية التي كانت ترافق الاحتفالات فأصبح عيد الثورة كأي يوم آخر، بل ترافقه غصة نتيجة واقعنا الذي جعلنا نلتمس بأن أهداف هذه الثورة دمرت وأجهضت، فلم نتحرر من الاستبداد ومخلفات الاستعمار ولم نلتمس الحكم العادل ومازلنا نمتاز بفوارق " القبيلي الخادم، السادة، البراغلة"..
بنيت جيوش شخصية تقتلنا وتدمر الوطن ولم تستطع بعضها حتى اللحظة خلع جلباب العائلة.. مستوانا " الاقتصادي،الاجتماعي، السياسي والثقافي " منحدر بشدة فأصبح الريال يعاني سكرات الموت، وإذ بعلاقاتنا الاجتماعية والسياسية سيئة للغاية فكل طرف يصارع أخاه لاختلافات تفرضها الحياة، وسياسة البلد لم تعد واضحة في عهد حكومة وفاق تواجه تحديات كبيرة.
ثقافتنا ! أرجوك أيها القارئ أعذرني هنا " طنش أمر ثقافتنا "..
خلال عقود تم إنشاء نظام - ليس مجتمعاً - " ديموخراطي " أناني متقيح ظلماً مستمد أنظمته " مدري من أي ديانة "..
"الجوول " الخامس من أهداف الثورة بعضنا يريد إعادة النظر فيه كي يحتسب "تسلل" على ما يبدو، فبرزت دعوات الشقاق والفرقة والانفصال بعد أن تمت لنا الوحدة التي هي عزاؤنا في كل ما لم نحققه.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد