;
أحمد حمود الأثوري
أحمد حمود الأثوري

تعز وحكومتنا الخجولة ( 1 3 ) 2116

2012-09-30 02:58:45


لا تلومونا إن قظت لعناتنا مضاجعكم.. إن خرجنا من صمتنا لنهد كل مجد زائف في عقولكم.. أيتها الحكومة الغافلة عنا - في ضياع في ضياع.. إن تأخرتم فنحن بخطونا إليكم لا نحمل سوى الموت الذي ينتشر في عروقنا، والثقافة التي وسمتم بها مدينتنا... هل قلت وسمتم بها؟ أعتذر جداً فهي مثقفة من أصلها ومن بذرها تزرع الثقافة وتوزعها إلى كل مدينة، ماذا فعلتم..؟ تنتظرون بكل إصرار طفولي لديكم كي تروا تعز موبؤة بحمى " الضنك " التي لا تستثني أحداً؟.
أيها الغارقون في سبات عميق ببلاط الحكم والمتكاسلين عن كل واجب لن ترحمكم عدالة السماء ولا صوت الأنين من كل جسد يصارع الموت من حمى انقرضت من كل الأماكن.. تعز.. أبوابها مغلقة أمام الجميع " أمامك منطقة موبؤة بالموت.. عد أدراجك من حيث أتيت "، فأي صعلوك وسفيه يستطيع أن ينفي ما أقول ؟
تعز.. عندما تقدم أبناءها فداء لوطن كبير دون أن تكترث أو تنتظر أحداً ليلقي عليها عبارة ساذجة " شكراً تعز".. عندما تتمادى بالعطاء ولا يتم مجازاتها سوى بالحقد فهي مدينة لا تصدر سوى " لغالغة، براغلة وجبالية " وعندما يسميها احدهم بأحد اسماها التي تمتاز به عن كل بقعة " عاصمة الثقافة " ينتظر منها أن تقدس اسمه على هذا الصنيع!.. الله أكبر هل كانت بحاجة لأحد أن يشهد لها بهذا وهي ربيبة العشق والحرف الخالد والنضال من اجل أن ينعم الوطن بكله بدولة مدنية تحترم كل فرد دون امتيازات طبقية أصولية أو جهوية..
هاهي اليوم تعز تصارع كابوساً جديداً إلى جانب القتل والدمار.. بكل ضراوة تكابر وتعاند وتصر على أن لا يستفيق أنينها وهذه الحمى الخبيثة التي انتهت من العالم مازالت مستوطنة أحشاءها".. حمى الضنك " تخطف الأرواح دون أن " يسمي عليهم أحداً" وأكثر ضحاياها في الأرياف ممن لا تعلم عنهم حكومتنا شيئاً"، ففي الريف لا أحد يعرف سوى أبناء قريتك أنك فقدت عزيزاً ولا هنالك من مستشفيات سوى وحدات صحية تقبع في كل عزلة تحوي عشرين قرية - وليس لديها ما يجعلك أن تثق حتى بزيارتها لتلقيح طفل.. وللعلم في الأرياف تحتاج إلى 5000 ريال تكلفة مواصلات إذا أردت أن  تصل إلى أقرب وحدة صحية.."
نعم تعز.. يراد لها أن تتصدر مشهد الموت وأن يستمتع مصاصو الدماء بالجثث الهامدة التي تساق إلى الموت بطرق شتى، ما أكثرها في هذه المدينة التي لا تتمنى سوى الحياة للوطن ولا تنتمي سوى إلى كرامة الإنسان وعزته وشموخه..
لم يبق أمام حكومة الوفاق إلا أن تهرع بكل قواها إلى هذه المدينة لتعيش معاناة الناس هنا، لتبحث عن الماء، وتتذوق قرصة " ناموس " تجعل السفر إلى الآخرة شيئاً محتوماً لا محالة.. لا هناك من إنسان أفضل من آخر " كلنا يا حكومة عيال سبعة " فإن كان أولادكم وحاشيتكم ينقلون إلى خارج الوطن إذا أصابهم الزكام فنحن لسنا أسوأ منهم شأناً ونحن نتعرض لشتى أصناف الموت ولا نجد سريراً واحداً يحتوي ثقل أنيننا..
لا أدري كيف تريدون لوطن متمثل بتعز أن يواجه بقواه الفردية وحوشاً ضارية وكيف لابن الريف الذي تحاصره الطرق الوعرة أن ينتصر على المرض ويصل حافياً إلى أقرب مستشفى وقد غزاه " الضنك " وحطم كل صفيحة دموية يمتلكها؟.
حقاً أقول: إننا أمام مواجهة حقيقية، بل اختبار أخلاقي وطني بامتياز لحكومة لطالما بررنا لها الكثير بحكم وضع البلد، لكن يبدو أن رصيد التبرير أوشك على النفاد أمام هذا الصمت المخزي والمعيب بحق حكومة تشدقت بالانتصار للإنسان ونحن نرى هذا الإنسان يزف بمواكب جماعية إلى القبور ولم نرَ رجفة وزير أو خوف مسئول على أبناء الوطن..
صدقوني إن بقت هكذا مواقفكم مخزية ولا ترتقي لموقف امرأة طاعنة في السن في قمة جبلية لا تستطيع إيقاد شعلة تذهب عنها سطوة الشتاء، فالأفضل لكم أن تذهبوا جميعاً إلى قبوركم فما انتم سوى جثث هامدة ستطفح جيفتها لتؤذي الإنسان أينما حل وارتحل.
غصة وطن :
حكومة تشبه الظل وتمارس الضلال
تنام في سباتها مهووسة بالطعن في أجسادنا
تقول ألف مرة كلا وبل.. كلا وبل !
أصنام من عهد هبل
أوهام هم !...
لا شيء غير الوهم في تاريخنا المنسي
الكل يصرخ أي نهم ؟
والكل يدرك أنهم أصنام في صمت الخجل !!
يا الله !.. كم نستلذ بحكومة ينتابها دوماً خجل..
الله.. ما أحلى الخجل!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد