;
د. فايز أبو شمالة
د. فايز أبو شمالة

هل من عشيرة "عبيدات" فلسطينية؟! 1711

2012-10-03 02:49:52


أنا عربي أولاً وفلسطيني ثانياً، لذلك أزهو وأشمخ مثل نخلة في واحة الانتماء للفعل الفذ، أتيه فخراً على كل الخلائق، وأنا أتلمس بعقلي وروحي فحوى البيان الصادر عن الاجتماع العشائري؛ الذي ضم النخبة والنخوة والقمة والهمة والشهامة لعشيرة "عبيدات" في الأردن، العشيرة التي استنكرت قرار الحكومة بتعيين أحد أبنائها سفيراً في تل أبيب!.
فأي حس وطني وإسلامي لدى عشيرة "عبيدات"، حين تعتبر تعيين أحد أبنائها سفيراً يتنافى مع موقف العشيرة ضد الكيان الصهيوني، وضد التطبيع معه عبر الأجيال المتعاقبة؟ وأي كرامة عربية هذه التي تصفع اتفاقية وادي عربة، وتدوس على اتفاقية أوسلو، وتحتقر اتفاقية كامب ديفيد، مع كلمات بيان عشيرة "عبيدات" الذي يقول: إن من يقبل بتولي منصب السفير، ويقوم بوضع يده بيد من عمل على اغتصاب الأرض، وقتل أبناء فلسطين، وشردهم، واستباح المقدسات الإسلامية؛ فقد تجاوز جميع المحرمات والخطوط الحمراء وتعد إساءة بالغة للأمة والعشيرة التي تتبرأ منه؟! أي صحوة إسلامية وعربية ووطنية تزين جبين كل عربي لم يزل يرفض الاتفاقيات المهينة مع الصهاينة، ويبصق في لحية كل من صافح مغتصباً للأرض؟.
هؤلاء هم العرب الذين نبتوا من الأرض، وهؤلاء هم القادة الحقيقيون، لأن مواقفهم الشجاعة هذه هي الأقرب إلى نبض الشارع العربي الأردني ولاسيما حين تؤكد العشيرة أنها ستبقى وفية لأمتها، ولن تهادن أعداءها في سبيل تحرير كامل التراب الفلسطيني، ولن يثني عزمها أي مرتد عن الصف، مهما طالت الأيام.
ما أروعكم يا شباب وشيوخ ونساء وأطفال عشيرة "عبيدات"! ما أنقى سيرتكم! وما أصفى سريرتكم! وما أنقى صوتكم العربي الجريء! وما أخلص انتماؤكم لدينكم ووطنكم! حين يصير منصب السفير في دولة الغاصبين تجاوزاً لكافة الخطوط الحمراء، وإساءة بالغة لأفراد عشيرته؛ التي تتبرأ منه، وأن العشيرة تعلن لأبناء الوطن وللأمتين العربية والإسلامية شجبها واستنكارها لهذا الموقف الذي يتنافى مع تاريخ ومواقف العشيرة.

سيكون لبيان عشيرة "عبيدات" دوي في عقول وقلوب العشائر والقبائل والعائلات والتجمعات والأفراد في مصر العربية وفي الضفة الغربية، حين ينظر كل حاكم ومسئول في راحة كفه اليمنى، ويسأل أصابعها برعب: هل أمسكت بالقلم ووقعت على اتفاقية مع الصهاينة؟.
سيكون لموقفكم البطولي المشرق يا عشيرة "عبيدات" صدى لدى الفلسطينيين، حين يسأل كل أب ابنه، ويسأل كل جار جاره، ويسأل كل فتى زميله، وحين يسأل كل موظف مسئوله، وحين يسأل كل أسير قائده، وحين تسأل كل امرأة زوجها: هل التقيت مع صهيوني، وابتسمت في وجهه؟ هل استقبلت في مكتبك صهيونياً، وانشرح صدرك للقائه؟ هل قبلت شفتاك خد يهودي؟ هل اتصلت هاتفياً بإسرائيلي ونسقت معه عملاً، ورتبت معه شأناً ما؟!.
فإذا كانت عشيرة "عبيدات" قد رفضت بإباء وشمم أن يصير أحد أبنائها سفيراً في دولة الصهاينة، فما هو واجب العشائر والعائلات والتجمعات الفلسطينية تجاه أبنائهم الذين يقومون بأدوار لا تقل بشاعة عن مهمة السفير؟ ما واجب المجتمع الفلسطيني تجاه من يلتقون مع الصهاينة، ينسقون ويتفاهمون ويتفهمون ويتلهفون لرنة هاتف منتصف الليل الصهيوني؟.
كاتب فلسطيني

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد