;
حياة الذبحاني
حياة الذبحاني

عزيزة وغصن الشجرة 1831

2012-10-18 02:31:12


هناك حيث سقطت كان أخر عهدها أن لامست يدها الطيبة المليئة بالدماء غضن شجرة...عجيب أمر امرأة تسقط وبيدها غصن شجرة قبل أن تخبر أختها عن القتلة قائلةً:علي عبدالله صالح قتلني..ثم تمسك بهذا الغصن..يا ترى ما السر الخفي الذي جعل عزيزة تمسك غصن الشجرة ويكون هو آخر من تراه وتلمسه؟ امرأة كهذه لم تتخلف عن مسيرة يوم واحد.. تشارك في كل الوقفات والاحتجاجات..دماؤها الزكية تسجل حضوراً في كل اعتداء يطال حرائر تعز..كانت من ضمن المصابات في الاعتداء الذي طال الحرائر في الجمهوري والجحملية، وأمام مدرسة الشعب..أول شهيدة في مسيرة سلمية كانت تنادي بوقف الاعتداءات والقتل ضد أبناء المحافظة..ترفض الذهاب إلى المستشفى الميداني قائلة إنها ضريبة حب الوطن لا بد أن لها شأناً خاصاً..كان آخر نضالها هناك حيث كان  البلاطجة يقررون أن وادي المدام منطقة محرمة على الثوار بعد أن تقاسموا الرصاص في الظلام..قررت "عزيزة" الحياة في النور، وكانت قبيل موتها بدقائق وعند سماع الرصاص تحدث أطفال المدرسة: أسرعوا إلى البيت واهربوا من الرصاص وتلوح لهم بيديها..لم تكن تعلم أن رصاص الغدر والحقد يتربص بها ولم تعلم أنه الوداع..كم أخجلتنا بحضورها المميز وتفاعلها اللامحدود..اشتقت لنفسها عزاً يطاول السماء ويضرب في جذور الأرض ليخبر الجميع عن بطولة امرأة ترفض الذل والهوان وتسقط ليرتفع الوطن..لا فرق في التسمية فهناك "بوعزيزي تونس" وهنا "عزيزة اليمن"..ترى في صمتها كل الكلام وفي عينيها آمالاً وأحلاماً..تنادي دائماً ليسقط النظام..وتنشد المحبة والسلام..امرأةٌ صدقت فصدقها الله..أغاظهم صوت امرأة حرة، فما كان منهم إلا أن وجهوا بنادقهم إليها، فنالت رصاصة في الرأس لتبدأ حينها حياة الخلود..روحها الطاهرة ما زالت هناك تحلق ودماؤها الزكية قد روت شجرة الحرية..
عزيزة.. سلام الله عليك يوم خرجتي ويوم ناضلتي ويوم استشهدتي..عزيزة ماذا أخبرتي غصن الشجرة؟ ستثمر الشجرة عهداً علينا سنواصل النضال ولن تذهب دماؤك الزكية هدراً سننادي أرضنا وسنخاطب الحجر والشجر..عهداً علينا أن نقتص من القتلة نعرفهم جيداً.. نامي قريرة العين يا عزيزتي.. سيتحقق كل ما كنت تحلمين به ستحضر دولة العدل والقانون والمواطنة المتساوية سيعود مجدنا التليد وسنبني اليمن الجديد..عزيزة كم كنت رائعة وأنت تضربين أروع الأمثلة في التضحية والصمود، ما يثبت للعالم أنك تستحقي أن تكوني فعلاً حفيدة أروى وبلقيس الحضارة..
دماء عزيزة ستلاحقنا نحن إن سكتنا عن القصاص لها..أما القتلة فلكم ميعاد يوم لن تخلفوه "ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون"..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد