;
عبدالله الكميم
عبدالله الكميم

ومن يحرس الحرس!؟ 1791

2012-11-01 07:14:11


(ومن يحرس الحراس؟) سؤال قديم من عقلاء روما، واجهوا به إجراءات المستبدين من حكامهم للسيطرة على المجتمعات..!
فالحاكم المستبد يرى أن العدو الحامل للسلاح، الآتي مقتحماً الحدود، ما هو إلا الصورة الأبسط للأخطار التي تواجه (الوطن).. إذ في داخل المجتمع (كما يصور المستبدون) تكمن أخطار وبلايا ماحقة تهدد سلامة (الوطن).. لذا يتحتم فرز جيوش تكون كدرع أمان، ويتبع ذلك إنشاء أجهزة تجسس مهمتها الاطلاع على خفايا الناس، ونواياهم إن أمكن.. ويلزم أيضاً أن يتم الربط بين ذلك الجهاز وكل أجهزة الدولة (الأمنية والجنائية والقضائية والتشريعية والتنفيذية).. لتتم السيطرة الكاملة وتقفل الدائرة تماماً، فلا مفر لمن يعاديه النظام ولا أمل، إن فلت من هذي الدائرة، فسيكون هناك بين يدينا في التي تليها.. إن أفاد من هذا القانون، فسنأتيه بغيره، إن أنصفه ذاك القاضي، حولناه، لذا نظام شعاره (الأفعى التي تعض ذيلها لتشكل دائرة مقفلة)..!
ولأن المبررات كلها احتمالات، فقد واجه العقلاء أولئك المستبدين، باحتمال وارد: جنود ذاك النظام، (حرسكم)، من سيراقبهم؟ من سيحميهم من أنفسهم؟ ما الضمان إنهم لن ينحرفوا ويستغلوا مراكزهم، قواتهم، نفوذهم، بل وأسرار الناس التي لديهم؟ ما المانع من أن يبيعوا (الوطن) للعدو تحت أي مبرر كان؟.. (من سيحرس الحراس؟!)..
في بلادنا تاه الحرس عن المبدأ من يومهم الأول، عقيدتهم العسكرية تم السطو عليها مع أول كرتون (فول) استلموه..! ما عادت الجمهورية، والثورة، والوطن، واليمن، تعني لهم نفس ما تعنيه للشعب.. لقد حصلوا على صورة لعائلة من الكائنات المجهرية، تم تكبيرها آلاف المرات، ثم سوقت على انها الوطن، والثورة والجمهورية..
يقول أحد أفراد الحرس: لن نسمح بتغيير قائدنا، وإن أصروا على الإتيان بغيره فسنصفيه، ومع يقيني أن قتل الفاعل وارد في العملية أو بعد، إلا أني أرحب بأن أكون الفاعل فداء لزملائي في وحدتي العسكرية.. نحن صفوة الجيش.. وأن نبقى بلا قائد أفضل، حتى تتهيأ الظروف لعودة قائدنا..
أي مأساة تتكشف!! يبدو أن لا شيئ تركته العائلة إلا وسيكلفنا الكثير لإصلاحه.. بدءا من المجاري والإسفلت، إلى عقول أبنائنا المجندين في تلك الوحدات..
حادث اقتحام السفارة، ومثله الحوادث المعللة بانقسام وتهاون الجيش والأمن أو تمردهم، جميعها تومئ إلى عملية سطو كبرى تعرضت لها عقول وأفهام أبنائنا في تلك الوحدات الملحقة بالعائلة الفاسدة.. ولقياس حجم ما تم نهبه تأملوا في ما يلي:
في يوم الأحد 18 سبتمبر، 2011، خرجت مسيرة ثورية سلمية كان من المخطط لها الوصول لجولة (النصر) (تقاطع الزبيري الدائري)، ما حدث كان فوق أبعد تصور، لقد خلطت قوات الحرس لحوم الثوار ودماءهم بالإسفلت، في مشهد لن يمحى من ذاكرة من عايشه.. بالنسبة لأحمد علي كان يومها يأمر مستنداً إلى أن (والده) الرئيس، بالنسبة للجنود كانوا يقتلون تنفيذاً لأمر القائد أحمد علي، بالتأكيد كل ذلك بعيداً عن الله والدين والوطن والجمهورية.. والحصيلة (في ذلك اليوم فقط) بضع وثلاثون شهيدا، والعشرات من الإعاقات الدائمة..
في يوم الخميس 13 سبتمبر 2012، تتكاثر مظاهرة غاضبة من الفيلم المسيئ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتسير في اتجاه السفارة الأميركية، يتموضع حراس السفارة بشكل مغاير للمعتاد، وبأسلوب معاكس للظرف الاستثنائي القادم باتجاه السفارة، لتقبل مجموعة من المتظاهرين، مخترقة خط الحماية الأول الخاضع لقوات الأمن المركزي، وتتعداه إلى الثاني الواقع في اختصاص القوات الخاصة، وتصل خط الحماية الثالث وهو بوابة يستحيل اختراقها ما لم تفتح الكترونياً من الداخل، يتم الاقتحام ويبدأ نهب وتكسير كل ما طالته أيديهم..
الحصيلة: 4 قتلى (يمنيين)، وجرحى (يمنيين)، وأضرار مادية (ستدفعها اليمن حتماً)، واعتذار رسمي (يمني طبعا)، وصاحب الفيلم سيء الصيت (يضحك)، وطرف يمني (يحتفل بانتصاره؟!)..
عموما.. بيت القصيد: سبتمبر، والحراسة، والمتظاهرين، والضحايا..
أن تواجه مسيرة كنتاكي بذلك الإجرام، فيما هي سلمية، ولم تنهب أو تخرب شيئاً، بينما تواجه مظاهرة السفارة (التدميرية الهدف) بتلك الطريقة، دليل صارخ أن العساكر في اليمن أصبحوا يعملون بشريحتين، الأولى لا مقدس فيها غير أحمد وعائلته، والثانية: من العار أن تحمي سفارة دولة تهين النبي صلى الله عليه وأله وسلم.!
من البلاهة الاعتقاد بأني أطلب أن يتعاملوا مع مظاهرة السفارة، كما فعلوا في كنتاكي، كلا.. إنما أتسائل: هذا الشعور الإيماني) الذي ظهر فجأة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، أين كان في السنة الماضية؟ ماالذي تغير: الله الذي حرم سفك الدم لازال موجوداً، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، القرآن، ثم الدستور، القانون، العرف، الأخلاق... الخ. كل من حرم سفك الدماء لازال باقياً مثلما هو، التغير الوحيد أن أبو احمد علي لم يعد، وزال!! فهل كان أمره فوق كل أمر؟!
ولمن يريد أن يتقعر دفاعاً عن أحمد علي، أن موقفه كان نوعاً من التضامن مع محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، نذكره بأن محمد بن عبدالله هو من بعث بالدين الذي يحرم قتل البشر الذين كانوا في جولة النصر (كنتاكي سابقا)، وكذا متظاهري السفارة، وقبلهم شهداء جمعة الكرامة ومحرقة تعز..إلخ.
ثم إن مقتحمي وزارة الداخلية، والدفاع وغيرها، لم يكونوا يغضبون لمحمد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فمن يتحمل دماء الضحايا؟ ولم لم يستنكر أبطال الاقتحام (البارد) للسفارة سفك الدماء في الداخلية والدفاع... الخ..
إن كل تأخير في إزالة بقايا العائلة من الجيش والأمن، يصب حتماً في صالحهم، فكثير ممن يصدقهم مبرمجون على تفسير كل هذا الانفلات الأمني والتردي، والانتهاكات ماهو إلا بعض نجاحات القائد الرمز وابنه البطل، الذين لازالا يهيمنان على مسار الحياة في البلاد.. وذلك أساس في تكاثرهم، وتناسخهم، ثم جرائتهم..
فهلا أوقف سيادة الرئيس ذلك.!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد