;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

لا مجال للتراجع 1933

2012-11-28 04:30:03


لا مجال اليوم للتراجع والخوض في جدل بيزنطي يشتغل عليه النظام ويحاول عبر معنى الحوار إلى إحداث محاصصه تروق له أو تعبر عن نزوعه في السيطرة والاستعلاء فمثل هكذا عادة دأب عليها أسقطتها الثورة الشبابية ولن تكون ذات معنى وما على من يجيئون من بوابة المؤتمر والمناصفة والتقاسم إلا أن يخرجوا من هذا النفق الذي جلب للوطن التعب والدم والتخلف.
فالوطن اليوم ـ ومعه كل الأحرار والمجتمع الدولي ودول المنطقة ـ معني بالتغيير ويتجه إليه حثيثاً لتحقيق تطلعات الجماهير ولا معنى لتخريجات أخرى وتسامح يبديه الزعيم لجرحى ويظن أنه قد حقق مبتغاه وأحدث تصالحاً مع الشباب بتمثيلية بائسة لا تستقيم من خلال الذهاب في حلم اعتذار الجرحى له وإدانة ثورتهم.
ويبدو أن البقاء في المغالطات يكشف عن نفسية لا تعترف بالواقع والمتغير وكأنها تريد البدء من جديد للسيطرة والاستعلاء ولكن ليس قبل التصالح مع شباب الثورة عبر الجرحى وهكذا تسير الأمور في الوهم واحتراف الخديعة واستخذاء لواقع الحال وركوب موجة التصالح على طريقة الزعيم التي اعتدنا عليها "33"عاماً.
وإذاً نحتاج إلى الوعي بما ينتهجه من كانت رصاصاته تثقب جماجم شجعان وتغتال الفرح وتزرع الضغينة ثم تأوي إلى التباكي والترحم على حال الشهداء والكل أبناؤنا وإخوتنا.. وهو أمر لم يعد مجدياً ولا ينطلي على شباب الثورة الذين يستحيل أن يلجأوا إلى من أرهق بلاداً يقدمون له الاعتذار وكأنه مظلوم وملاك والجرحى هم الخطاء وهم الظلمة وهم الذين ساروا في فلك الآخرين دون أن يعوا.
والحقيقة أن الثورة قامت بعد أن استكملت معناها وباتت ضرورة ملحة ولا تقبل التأجيل وبعد أن استكمل النظام السابق كل حيله واستنفذ جميع أغراضه في إبقاء الوطن في التخلف والتفرقة والانقسام وغرس الفوضى ونبش المناطقية والطائفية حتى بات الحخروج على الطغيان حتمياً ولامناص وهنا تحدثت البندقية وصار القتل المجاني هواية النظام السابق والتلاعب بالحقيقة عبر إعلامه الظلالي المزيف، هو الذي برز وبصورة مقزة، ولم يكن له من نصيب أمام ضرورة التغيير وتصميم القوى النضالية وهو تصميم نابع من فهم المعطى وأن الطغيان لم يعد قادراً على البقاء.
وبهكذا إرادة وفعل خلاق انجزت الثورة الشبابية ما يستحقه الوطن وانتصرت الثورة بغض النظر عن سلبيات ما تزال ترافقها، لكنها تبقى مؤقتة وغير ذات أهمية بالقدر الذي كانت أهمية إسقاط التوريث كتوجه كان يراد له أن يصير واقعاً لا مفر منه.. وبإسقاط التوريث إلى الأبد وجد النظام نفسه أمام تصدعات كبيرة ألحقت به الدمار في بنيته التقليدية القائمة على ثقافة العنف والاستبداد والسلطة المطلقة، حتى إذا ما خارت قواه وجدناه يتحول باتجاه تزييف الحقيقة وتظليل المجتمع واللجوء إلى تمثيلية جيء بها من ساحة التغيير.وفق هذا المنحى يبقى المستبد في الوهم يشتغل على أكثر من اتجاه، أولاً من خلال الحوار وفرض منطق المحاصصة والقسمة الضيزى وتحت عنوان المؤتمر أكبر من كل قوى التغيير والساحات والمشترك وأهله ولو كان كذلك لما سقط النظام باعتبار أن الأغلبية في الشعبي العام انتموا للتغيير للساحات حتى برلمانيون خرجوا عن التنظيم والتحقوا بالتغيير.
وفق هذا النحو نسأل بأي معنى يضع الزعيم شروطه مناصفة ولم يعد معه غير القوى الانتهازية التي انتفعت وتاجرت بالوطن وأهله؟ ولما تفكير كهذا يسيطر على الزعيم ويظن ـ بعد أن أفلس جماهيرياً ـ أنه يمتلك الأغلبية العددية والعمل بذات المحاصصة المماثلة للحكومة؟؟ وهو يدرك أن ذلك مستحيل بحكم أن الحوار يشمل العديد من القوى التي ليست في الحكومة ولم تكن مع المحاصصة، هناك الحراك والحوثية وقوى أخرى، هذا أمر لابد من تعقله وفهمه حتى لا يأتي يوم وهو قريب يجد النظام نفسه تحت ضغوطات عملية وقوية لا يقدر على الصمود أمامها.
وثانياً: ما يذهب إليه الزعيم ونفر معه في خلق وهم من أن الاعتذار هو الذي يقدم نفسه وأن الجرحى وشباب الثورة وجدوا أن السابق أروع من اللاحق وأن الندم هو الأبرز على ما حدث وأن موجبات الحال هو الاعتذار، في إشارة يتمناها النظام أن يكون مقبولاً في القادم، في الانتخابات المقبلة التي يتهأ لها بأجندة معارض قوي يحاول أن يجعل من الحكومة والتغيير مجرد كلام ولامعنى له.
وربما أن سلبية الأداء الحكومي وجوانب القصور ـ وهي متعددة ولابد من تفاديها ـ لعل كل ذلك يدفعه باتجاه إبراز نظامه السابق أنه الأفضل.
هذا أمر علينا أن نشير إليه ونؤكد أن أي سلبي في أداء الحكومة وتسويف في الإنجاز وتجاهل دماء الجرحى والشهداء كل ذلك يجعله يزحف كأيجابي، فمساحة التردي في الأداء يطل منها النظام السابق ليضع نفسه في الأفضلية وهو ما قد يصادف هوى لدى من كانوا يراهنون على التغيير سريعا كمنقذ لبؤسهم ونكد معاناتهم وإن علينا هنا أن نشير بأن من الواجب أن يكون الجهد في أداء الحكومة، مضاعفاً وأن تشتغل بعيداً عن السلبي من شللية وحزبية وتعير المواطنة المتساوية والشراكة في البناء والتنمية معنى جد حقيقي، فالكثير من الوزراء اليوم يستخذون للحال ولايريدون تعكير مزاجهم بالتغيير ويفضلون بقاء الحال حتى لا يطالهم وجع الرأس ويمضون بإسلوب رتيب في أداء أعمالهم مما أو جد إحباطاً نفسياً لدى القوى النضالية ودفع قوى حاقدة للتشفي وإحداث بلبلة وتشكيك في التغيير الذي لم يجد منه المواطن ما يحقق له أبسط الأمور الأمن والاستقرار.
ولعلنا هنا نقول:إن ضعف الأداء لا يستقيم مع ثورة وهي فعل تغيير جذري شامل ومنهجي ومقصود وسلمي.. بدون هذا المعنى وتقاعس الوزراء عن التغيير للأفضل فإن النظام السابق يستطيع الدخول من أبواب متفرقة إلى ما يسعى إليه ولربما يحدث انكساراً في الفعل الثوري، نخشى على وطن ونخاف من قادم، بفعل سلبية التخاذل والركونية والبقاء في الحال وهو محااااال..
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد