;
د. فايز أبو شمالة
د. فايز أبو شمالة

لنا دولة ولهم الأرض 1663

2012-12-05 03:45:00


فرح القادة الفلسطينيون بحصولهم على دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة، فرحوا، فالجائع يرى فتّة العدس خروفاً مشوياً، فرح الفلسطينيون، واعتبروا قرار الأمم المتحدة نصراً لا يضاهيه نصر المقاومة في قطاع غزة، بل حرص البعض على استقبال رئيس السلطة في رام الله استقبال الأبطال، وصفقوا له بحرارة الظمآن، واعتبروه فاتحاً، لا يقل شأناً عن صلاح الدين، فرح السياسيون الفلسطينيون لقرار الأمم المتحدة؛ لأنهم لم يتذوقوا طوال حياتهم طعم النصر، فجاء قرار الأمم المتحدة منسجماً مع مشوارهم السياسي الممتد على مسافة خمسين عاماً.
وحين وقف محمود عباس خطيباً في رام الله، قال: أصبح عندي الآن دولة!.. إنها جملة شعرية تذكرنا بالمطربة اللبنانية فيروز، حين غنت من كلمات الشاعر السوري نزار قباني قصيدة: أصبح عندي الآن بنقدية! إلى فلسطين خذوني معكم، يا أيها الثوار.. وكان الشاعر نزار قباني قد فرح فرحاً عظيماً لانطلاق الثورة الفلسطينية... فأين ذهبت البندقية؟ وهل جرى الاستعاضة عنها بالدولة الورقية؟
لا شك أن الفلسطينيين بحاجة إلى دولة، مثلهم مثل كل شعوب الأرض، ولكن الفلسطينيين بحاجة إلى وطنهم أكثر من حاجتهم إلى هذه الدولة!..
لقد ربح الفلسطينيون دولة بصفة مراقب، ولكن الإسرائيليين ربحوا مزيداً من الأرض، وتوسعوا في الاغتصاب، وتبروا في الاستيطان ما علوا تتبيراً.
لقد ربح الفلسطينيون دولة على الورق، ولكن الإسرائيليين ربحوا أرضاً على الحقيقة، حين أعلن "نتانياهو" عن بناء 3000 وحدة سكنية يهودية جديدة في القدس، ومن خلال دفع خطط بناء في المنطقة "E1" التي تفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
لقد ربح الفلسطينيون دولة، ولكن "نتانياهو" الذي يقبض على الأرض اشترط تحققها باعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل!..
 فهل سيذهب السيد عباس إلى المفاوضات، ليحقق هذه الدولة من خلال التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، أم سيذهب إلى المقاومة، ليحقق هذه الدولة رغم أنف الإسرائيليين؟..
لقد سبقني بالرأي الشاعر عبد الرحيم محمود حين قال قبل عشرات السنين:
قل: لا، واتبعها الفعال ولا تخف             وانظر هنالك كيف تحنى الهام
 واغصب حقوقك قط لا تستجدها             إن الأولي سلبوا الحقوق لئام
              هذي طريقك للحيــــــاة فلا تحد                  قد سارها من قبلك القسام
فهل سيسير عباس على درب القسام، وينهي أسباب الانقسام؟ أم هل سيواصل عباس درب التسوية، ويغرق الفلسطينيين في مستنقع الأوهام؟..
سننتظر قادم الأيام!.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد