;
أيمن سيد أحمد
أيمن سيد أحمد

الإخوان وتصحيح مسار الثورة 1818

2012-12-13 03:19:03


هدد العلمانيون ومعهم بعض الموتورين ممن خسروا في انتخابات الرئاسة وانضم إليهم حديثًا فلول النظام السابق الذين تلطخت أيديهم بدماء شهداء ثورة 25 يناير، هدد هؤلاء جميعًا رئيسهم الذي نجح في انتخابات حرة نزيهة عندما أراد أن ينهي المرحلة الانتقالية، خرج هؤلاء على الديمقراطية التي طالما حاربوا من أجلها وطالبوا باحترامها وأعلنوا على الرئيس وعلى مصر كلها الحرب لأنه سعى سعيًا حثيثًا إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة المنتخبة حفاظًا على مكتسبات الثورة واحترامًا لرأي من نزل وبذل وانتخب..
عزموا واستأجروا من يقتل ويحرق ويدعو عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الحرق والقتل ومحاصرة البيوت الآمنة، خرج هؤلاء على الشرعية وعلى الإرادة الشعبية ورفضوا الحوار وأصروا على اللجوء إلى العنف ليفرضوا على الشعب إرادة طالما رفضها ويبدو من خلال هذه الدعوات تزامنًا مع الحملة الإعلامية الشرسة والمنظمة ضد التيار الإسلامي منذ أن نجحت الثورة في خلع مبارك حتى الآن أن هؤلاء ومن وراءهم عملوا منذ البداية لخدمة مصالح غربية ولم يعملوا من أجل إزالة طاغوت لينعم الشعب بالحرية وكأن الشعار الذي رفع شعار ثوة 25 يناير "عيش حرية كرامة إنسانية" كان شعارًا لحشد الناس ومن ضمنهم الإخوان المسلمون وبدلاً من أن تكون السيادة للشعب ليعيش حرًّا كريمًا.
نصَّب هؤلاء أنفسهم متحدثين رسميين عن الشعب الذي انتخب غيرهم وناصبوا الرئيس والحكومة العداء وبدأت آلتهم تصف الإعلان بالديكتاتوري وأن الرئيس بهذا الإعلان أصبح لا يسأل عما يفعل مثله مثل الآلهة، ورفضوا الحوار لأنهم لن يستطيعوا التحاور مع إله، مع أن أكثرهم هلوسة قال: إن الله نفسه قبل بالحوار فكيف لمرسي أن يرفضه، هذا اللغز وهذا التلبيس زادوا عليه تدليسًا وتهييسًا مفاده أن التظاهر والحشد حق للمعارضة، وأنه لا يحق للأغلبية أن تعبر عن رأيها وقبل ذلك أجروا حوارات تلفزيونية عديدة حول مدى جدوى وجود الجماعة بعد أن وصلت إلى الحكم، وقام من قام منهم برفع دعاوى قضائية لحل الجماعة وسمعنا من يقول "ارحمونا أيها الإخوان، الحقيقة أنكم سرقتم الثورة من الشعب لا تكذبوا على أنفسكم ولا على الناس، بل لا تكذبوا على الله".
انقلب هؤلاء على الإخوان منذ البداية وادعوا أنهم سرقوا الثورة التي لولاهم لقضي عليها يوم موقعة الجمل ثم طالبوا بحل الجماعة ثم وصفوهم بالكذبة على الله، ثم عمدوا إلى التشويه والتشهير بالباطل.. والآن توصلوا إلى نتيجة خبيثة إذا لم تستطع أن تهزم خصمك سلميًّا عبر انتخابات حرة نزيهة حرَّض على قتله وحرق مقارِّه؛ فوجود الإخوان وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة بشكلهم الحالي على الساحة السياسية هو العقبة الوحيدة أمام وصول الثلة العلمانية إلى الحكم.. وما الحرق والقتل والتدمير والتحريض والتشويه إلا لإزالة هذه العقبة الكؤود من أمامهم. ونحن نقول لهم إن دين الله لا يحارب، وإن الله لا يصلح عمل المفسدين، وإن دولة البغي ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.
ونؤكد أن الإخوان- كما قال قبل ذلك الدكتور عبد الله الأشعل- "آخر قلاع الثورة المصرية"، وبهم تنجح الثورة في تحقيق أهدافها وبدونهم تضيع الثورة ليعود مبارك ونظامه أو لتقع مصر الدولة العربية الكبرى في براثن النزاع والتبعية للغرب والصهاينة.
والمطلوب الآن من السيد الرئيس هو المزيد من القرارات الثورية الجريئة، ومن الشعب هو النزول بكل قوته إلى التصويت يوم 15 ديسمبر؛ ليقول كلمته في الدستور كما قالها قبل ذلك في انتخابات مجلسي الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة، وليعلم الشعب المصري العظيم أن نجاح ثورته واستقرار بلده متوقف على كلمته، والمطلوب من القوى السياسية الشريفة هو توحيد صفوفها وتناسي خلافاتها للمرور بالبلد من إلى بر الأمان، كما يجب تفعيل القانون على كل من حرَّض على الانقلاب وعلى كل من اعتدى وعلى كل من سولت له نفسه أيًّا من كان بالخروج على النزاهة في المعارضة والخروج على اللياقة والإرادة الشعبية.
وأخيرًا خاب وخسر من بث في المصريين الفرقة، وخاب وخسر من طوعت له نفسه قتل أخيه وخاب وخسر من ظن أن الشعب المصري شعب ساذج وأنه سيلقى نفسه بنفسه في أتون الصراعات التي سقط فيها لبنان والعراق، هيهات هيهات لكل من تسول له نفسه أن يدفع بالأحداث لإيصال مصر إلى مصير بلاد تمزقت وبلاد خربت وبلاد ضاعت هويتها.. فمصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله.. وستظل مصر بلد الأمن والأمان لكل من فيها مواطنًا كان أو مقيمًا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد