;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

ذو القرنين ولعبة الكراسي المتحركة !! 1606

2013-01-15 15:39:47


من أهم قواعد اللعبة أن يتم إزاحة أحد المقاعد ليصبح عدد اللاعبين أكثر برقم واحد من عدد الكراسي ويبدأ العزف, ويدور الجميع في تنافس شريف محبب.. وفي لحظة مباغتة يتوقف العزف ويتسابق اللاعبون على الكراسي المتبقية ويجلس كل واحد على أول كرسي يستحوذ عليه وقد يتدافعون في سبيل الجلوس على الكرسي الوسط , لكنهم قلما يؤذون بعضهم البعض وفي النهاية يبقى أحدهم دون كرسي فينسحب من الملعب مبتسماً.. وتتكرر اللعبة حتى لا يبقى سوى كرسي واحد ولاعب فائز وحيد..
لعبة جميلة كلنا أحبها وتمتع بها في صغره , لكن هل مر بخلد أحدنا بأنه سيأتي من يلعب هذه اللعبة مع تغيير جذري لقواعدها، حيث لابد من إبقاء عدد كاف من الكراسي ولابد أن يبقى جميع اللاعبين في الساحة , وكلما يفعلونه لا يعدو كونه تغيير في مواقعهم !!
وسيوجد جمهور عريض يتابع هذه اللعبة السمجة باهتمام ظاناً بأنه سوف تأتي لحظة تعود فيها اللعبة لقواعدها الأصلية ويتعقل كل من لا يحصل على كرسي فيمضي من الساحة مبتسماً, خاصة أنه قد لعب كثيراً وبقي في الساحة لزمن طويل !
ولكن هؤلاء اللاعبون مختلفون وقواعدهم مختلفة وصراعهم لانهاية له, وثمة محكمون للعبة من الخارج يديرونها بحنكة وكيد شديد..
 وتدور أحداث اللعبة بعد تغيير قوانينها, و اللاعبون رغم أنهم كبار لكنهم في كل دورة من دورات لعبهم يحدثون الكثير من الخراب حولهم , فكل واحد منهم مستعد لتحطيم كل شيء ليبقى في الساحة ويلعب, ولسان حاله ينطق بصلف مقزز: أنا.. ومن بعدي الطوفان..وقد يمد يده ليقذف بكرسي أحدهم بعيداً ويحطمه، فتزداد اللعبة ضراوة لأن ذاك الأخر لن ينسحب أبدا..ً
 ويعلو من حولهم الغبار وتشرئب أعناق جمهور المتفرجين وهم يرون الغبار يتصاعد حول الحلبة , فيصعد سقف أمنياتهم: ربما سنتخلص من فلان فهو الأكثر مكراً وشراً وتعطشاً للدماء أو ربما سيختفي من اللعبة فلان الأكثر نهماً للمال وآااه ليته يكون فلاناً فهو الخائن الأعظم لنا..وينقشع الغبار ليكتشف الجمهور بأن الجميع مازالوا في الملعب وقد امتدت يد من قريب لتعيد ذلك الكرسي الذي تحطم منذ برهة للحلبة والجميع جلوس ومازالوا يلعبون , فتخيب أمال الجمهور المغلوب على أمره والمرغم على البقاء متفرجاً, وتستمر اللعبة وتسقط أركان الحياة الكريمة في هذه البقعة من الأرض تحت وقع صريف المتبارزين وتكبرهم تارة, واتفاقهم على وأد كل أسباب الكرامة للجمهور تارة أخرى, وتقاسم الغنائم وتجويع الشعب تارة ثالثة !!
ويتطلع أحد المتفرجين الحالمين للسماء يقلب خاطره في عالم من الخيال ويهمس لنفسه : ليت ذو القرنين يعود من جديد لنستنجد به: اجعل بيننا وبينهم سداً وخلصنا من شرورهم هؤلاء المفسدين !!
وتمر السنوات ثقالاً بخيبة الأمل، فذو القرنين لن يأتي من جديد أبداً.. وحالم أخر ينتظر لحظة يمل فيها هذا الجمهور من البقاء متفرجاً، فينزل للملعب نزولاً متجرداً ويفض هذه اللعبة المدوخة للجميع ويطرد الحكمين المتواطئين وينتزع الكراسي الصدئة من بطن الأرض الطيبة لتنقى وتترقى وليحيا على ظهرها حراً كريماً مستقلاً للأبد..
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد