;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

دعاة التمزق.. كيف لا يخجلون؟! 1466

2013-01-28 15:41:34


مشهد مهيب لا سابق له وأكبر من أن يوصف، الوطن يشمخ، الكل يحترمه، يقف إلى جانبه، ينحاز إلى المستقبل.. البيت الأممي ممثلاً في الخمسة عشر عضواً في أروع اللحظات وأكثرها إشراقاً وسمواً يصغي إلى السلام الجمهوري, يقدم التحية للوطن هيبة وإجلالاً, يعظم معنى (وحدتي أنت عهد عالق في كل ذمة ).. هذا الحضور الكوكبي المؤثر رسالته أقوى من كل إدعاءاتهم وضلالاتهم وتنابلتهم.. العالم من أجلنا يقطع الفيافي والقفار والبحار والمحيطات, يعلن انحيازه الكامل والمبدئي إلى الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ويقدم الأنموذج الفريد على مستوى الكرة الأرضية في التضامن من أجل مستقبل اليمن.. وثمة عاق ينأى عن الاحترام لنفسه حتى ويتقد حقداً بمسماه( فك الارتباط).. وإذاً ما الذي سيفعله أياً كان من الواهمين أمام الأمم المتحدة؟ وما عساهم يقولون, بعد كل هذا, الممولون من الخارج, القابضون ثمن الارتهان؟ ما عساهم يفعلون؟..
والبيت الأممي صورة بيضاء لمعنى الحياة يجسد أنبل المواقف وأعظمها في تعظيم الوطن والوقوف إلى جانب وحدته وفخر تاريخه حين كان الجميع يرفعون التحية لمعزوفة طرية تعبر عن ضمير شعب وهوية وطن (السلام الجمهوري) الذي بعث فينا الفخر وأعاد ترتيب الفرح في قلوبنا ومنحنا ثقة الآتي وغرس في عمق التراب الوطني الولاء لله والثورة والوحدة.. هكذا كان المشهد كبيراً ونظراً ويقدم معنى الحياة انتماءً لكل ما هو مضيء ويفعل في القلب ما هو إنساني خلاق, ليبقى الحدث تاريخياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى رائع، وتبقى وقفة أعضاء مجلس الأمن بكامل حضورهم دعماً وسنداً للوطن وسلامته وأمنه ووحدته بمثابة رسالة لا تقبل التأجيل لكل الواهمين.. إنهم يحرثون في بحر، وإنهم بشرذمتهم القليلة وفتاويهم البائسة وارتزاقهم المقيت لا يشكلون شيئاً يذكر أمام العالمي وهو ينحاز إلى التاريخ, إلى الجغرافيا الواحدة, إلى اليمن أرضاً وإنساناً, إلى الخلاق في المسيرة المظفرة التي تتقد سمواً ونبلاً وطهراً، بينما يقف آخر وقلة قليلة في البؤس غرباء يتنادمون ويعيشون الريبة وهاجس الارتزاق وطمس هوية ونكران يمنيتهم.. وإنها لمفارقة كبيرة لو كانوا يعلمون, فالعالم يختار الوطن موحداً ونقياً ومزدهراً بينما البؤساء يختارون الجنوب العربي اسماً لهم، التجرد من هويتهم، الانسلاخ من حضارتهم، التنكر لموطن الآباء والأجداد، وكأنهم من المريخ جاءوا،لا يحفلون بماضٍ ولا يعيرون الانتماء معنى، ويقدسون القاتل هناك وهو يختار لهم عناوين يتشكلون من خلالها كراهية وحقداً وفوضى, وهو أمر يدينه أقطاب الكوني وينكرونه ولا يجدون فيه سوى الخروج عن مسار الوطن وتحولاته القادمة.. هكذا ينعقد مجلس الأمن ويقدم التحية وهو يرهف السمع لنشيدنا الوطني ويتقن تجويد الفرح, وهناك في الظلام يقبع من لا يلقي بالاً لمن عصوا وكانوا يعتدون واتخذوا أرباباً لهم من دون الوطن يوجهونهم كيف يشاءون, فيما هم يبقون معصوبي الأعين كأن (على قلوب أقفالها) وهم يتوهمون(فك الارتباط) في تناقض فج مع العالم بأسره ومع الوطن موحداً، ومع الآفاق المستقبلية.. وإذاً ما الذي سوف يبقى لأولئك الذين أغواهم (البيض) ومن لف لفه وغرتهم بالوطن أعما ل العمالة والارتزاق التي لن تكون ذات جدوى أو تعبر عن شعب ووطن وتاريخ؟.. كيف لهم أن يظهروا على الملأ ويقدمون أنفسهم في الصغير الصغير من المواقف والهزيل من الارتزاق؟ بأي معنى يصدر مرابو الدين وعالم يمتهن القيم الإسلامية فتوى الانفصال ويحوقل ويحمدل وفي قلبه شيطان التشرذم والانقسام؟ كيف لا يخجلون من يسعون في الأرض فساداً وقد أكد وبقوة العالم أنه يقف سنداً إلى جانب وحدة اليمن وأمنه واستقراره؟ كيف لعالم باسم الإسلام لا يزدري نفسه وهو يرى المسلمين بوجه ليس فيه حياء وقد سعى في الخائب ولم ينل رضي الله وفضل على ذلك رضا (البيض)؟.. مثل هكذا بشر لا يرعوون ينبغي ازدرائهم حقاً، فهم الإثم كله وأخص بقوة من يفتون في الانقسام.. أما الساسة من (فك الارتباط) ومواطنو (فك الارتباط) فنقول لهم: ها أنتم ترون العالم أين يقف, وإلى أين ينحاز, وقد برهن بقوة أن اليمن أغلى فيما أنتم تستبدلونه بالأدنى وإنا لنربأ بكم من أن تتوه خطواتكم، ونفضل لوطننا أن تعمه بشائر الفرح، خير ألف مرة من التطاحن والدمار وما تتمناه بلاد فارس من وئد الحلم اليمني بإشاعة الفوضى والاقتتال, وإنا لنفضل أن يأخذ الجنوب كل الشمال وأن يكون الوزراء والقادة العسكريون وكل الدوائر الحكومية من الجنوب ويبقى الشمال محكوماً فذلك كله نقبله دونما تردد مقابل أن نعيش الإخاء والحب بدلاً عن الكراهية التي لا طائل من ورائها وليست سوى العبث كله وموقف عدمي يخالف ويتناقض مع العالم بأسره, فخير للجميع الوفاء للوطن ومسيرته المظفرة بدلاً من إعاقة التنمية وإفشال المبادرات وتحقيق رغبات البائعين ضمائرهم, من ارتهنوا لبلاد فارس ويعتنقون الديانة الإثنى عشرية ويبجلونها اليوم ويتعهدون لطهران بجعلها ديانة (الجنوب )وفي المقدمة من ذلك (البيض) ويباركه في هذا أهل الفتوى الباطلة, من يدعون له بالعزة والنصر المؤزر ويرونه الوافد الذي يجب أن يسود وكل ذلك ثمنه بخس وتنازل عن قيم ومبادئ وأرض ودين وهوية.. فما بال أهلنا في الجنوب لا يدركون القادم من طهران ولا يقفون مع العالم في وحدة تراب الأرض وسلامة الإنسان؟!.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد