;
فيروز محمد علي
فيروز محمد علي

ثروة الدماء! (2) 1615

2013-02-14 17:22:46


في البلدان الديمقراطية نص الدستور يقول "السلطة هي حكم الشعب نفسه لنفسه".. غريبة هي تلك مراحل الضياع التي يعيشها الشعب الديمقراطي في الشرق الأوسط وأفريقيا كي تطبق تلك الديمقراطية.. دماء تهدر و أرواح تزهق تحت مسمى الديمقراطية الغبية الملعونة التي يديرها النخبة من ذوي الشخصيات المقرفة التي لا هم لها سوى مصالحهم.. ترى ما هو الذي يجمع بين تلك الدول ومطامع الغير فيها..لما انتشرت داخلها الحروب الأهلية المسلحة دون هوادة أو رحمة ومن يدعم تلك الجبهات المسلحة؟!.
قال أحد الساسة المستثمرين: إذا أردت الاستفادة من ثروة دولة ما فقط ضع تحتها خط أحمر والجميع سوف يعلم ماذا يعني ذلك..إنها اللحظة الجيدة للحضور. إن الأوقات العصيبة هي التي تأتي بمعظم المكاسب.. كما يقال بالعامية ب"مصائب قوم عند قوم فوائد"..لا يعنيهم المصدر أو الوسيلة للوصول لذلك..إنها القاعدة لكل مصالحهم..
تلك الجماعات الإسلامية المسلحة التي تتواجد في دول مثل اليمن أفغانستان والشيشان.. والصومال.. والنيجر.. ومالي..وسيراليون.. الكونغو.. ليبريا..رواندا..أوغندا.. مصر..العراق.. ليبيا..أثيوبيا.. نجيريا.. موزمبيق.. زمبابوي..ناميبيا.. وشمال وجنوب أفريقيا.. وغيرها من الدول في الشرق الأوسط.. والدور الاستراتيجي الإسلامي في المنطقة..!!
أينما تكون هناك حرب، ابحث عن المتربحين من الحروب والجيوش الخاصة الذين يمولون ويدعمون الطرفين لإبقاء جذوة الحرب مشتعلة والأرباح متواصلة، كما يقول رئيس محطة السي آي أي السابق جون ستوكويل «الأعداء ضروريون لإبقاء عجلات ماكينات الجيش الأمريكي دائرة».. في أواخر التسعينيات قامت شركات ذات علاقة بالسي آي أي مثل بكتيل بالعمل مع وكالة ناسا لإنتاج دراسات بالأقمار الصناعية لاكتشاف المناطق الغنية بالمعادن في كل العالم.
 أولاً: العثور على ثروات من المعادن في أفغانستان بقيمة تريليونات الدولار.. وذكرت الصحيفة أن مذكرة داخلية في البنتاغون أشارت إلى أن أفغانستان قد تصبح (المملكة العربية السعودية لليثيوم) وهو من المواد الخام التي تدخل في صناعة بطاريات اللابتوب والبلاك بيري..
وسبب حروب أفغانستان هي إستراتيجية طريق الحرير.. كانت شركات النفط بمساعدة إدارة بوش تحاول جاهدة أن تعقد صفقة مع طالبان لبناء أنبوب خط نفط يمر عبر أفغانستان، واحتياطي نفط قزوين له أهمية إستراتيجية قصوى في تحقيق الهيمنة على بقية النفط الموجود في العالم..والهدف هو إبعاد روسيا والصين وإيران عن النفط في هذه المنطقة وكان هذا يتطلب إنشاء خط أنابيب يجري عبر أفغانستان.
ثانياً: حقول النفط في العراق والمصافي ومحطات الخزن، إضافة إلى تخطيطين يفصلان مشاريع النفط والغاز العراقية..هذا غير الشركات الأجنبية المتقدمة لعقود حقول النفط العراقية. وتشمل أسماء       60 شركة من 30 دولة مع عقود في مختلف مراحل التفاوض..
لم يكن بين العقود ما يشمل شركات أمريكية أو بريطانية رئيسية وثلاث دول حصلت على أكبر العقود وهي الصين وروسيا وفرنسا وكلها أعضاء في مجلس الأمن وفي طاقتها أن تسعى لرفع الحصار وإذا رفع الحصار ولازال صدام حسين في الحكم فسوف تنفذ تلك العقود وهكذا تحرم أمريكا وحليفتها الرئيسية بريطانيا من ثروة النفط العظيمة في العراق..
إن الخطط الموثقة للاحتلال والاستغلال التي سبقت "11" سبتمبر تؤكد الشك بأن السياسة الأمريكية تملى عليها من صناعة الطاقة.. حرب الثروات والمستفيدين من تلك الحروب..
ثالثاً: ظهرت الكونغو كمنبع أساسي للموارد المستقبلية، خصوصاً معدن الكولتان الذي يشبه الليثيوم في أهميته لتشغيل معظم التقنيات التكنولوجية..وفي الكونغوملايين الأطنان من الألماس والنحاس والكوبالت والزنك والمنغنيز واليورانيوم والنيوبيوم والتانتالوم والذي يعرف أيضاً باسم كولتان، وقد أصبح الكولتان شديد الأهمية للشركات الأمريكية لأن منه تصنـّع الهواتف النقالة والمناظير الليلية وللمحافظة على الطاقة الكهربائية في شرائح الكومبيوتر..والبلاي ستيشن..وبعض الأسلحة الخطيرة، رغم أن أستراليا تعتبر المنتج الرئيسي للتانتالوم.. كما انه يوجد في تايلندة وماليزيا.. أثيوبيا ونيجيريا وزمبابوي وموزمبيق وناميبيا وجنوب أفريقيا ومصر.
إلا أن الكونغو يتحوي على 80% من احتياطي العالم.. هذا المعدن له تركيب كيميائي محدد وصفات فيزيائية متجانسة ويعتبر من المواد الأساسية التي تتشكل منها الكرة الأرضية..جشع الدول العظمى في الدول الفقيرة ودعم متمرديها.. من أجل وضع أياديهم على ثرواتها..
إن رجال الأعمال والسياسيين الأمريكان والأوروبيين ما زالوا يسعون بأقصى الجهد للحفاظ على احتكارهم للموارد الطبيعية لدولة فقيرة.. ومن أجل حماية هذه المصالح الاقتصادية تستمر الحكومة الأمريكية وبعض الحكومات الأوروبية في تقديم ملايين الدولارات بشكل أسلحة وتدريب عسكري للأنظمة غير الديمقراطية والمنتهكة لحقوق الإنسان.. يبدو أن المعادن النادرة المترسبة في باطن أرض الشرق الأوسط و القارة السمراء باتت لعنة..إنها ثروات غنية بالموت والدمار.
هذا غير أن الصومال تعتبر واحدة من اكبر ثاني مخزون العالم في الجبس ومعادن كثيرة جد ثمينة، مع ساحل شاسع يصل إلي 850 كيلومترا من الثروات الغير مستغلة وكلها فرصة استثمارية جد هامه.. وفي الفترة ا لأخيرة قامت شركة المعادن الوطنية بتصدير عدة أطنان من معدن يكثر عليه الطلب العالمي اسمه "الكولمبيت" التانتليت وبقية الدول الصناعية عبر ميناء بربرة في نهاية شهر يونيو الماضي، معدن الكولمبيت لها أسواق نشطة في ايطاليا والكثير من الدول الأوربية....
إن التحول لضربات الهجوم الحربية على الدول السابق ذكرها لم يكن سببها أخلاقياً كما يتشدقون ولكنها اقتصادية بحتة.. ما لم أستطع الوصول له هو كيف كانت تنفذ معادن اليمن للخارج ترى عبر أي طريق بري أو بحري كانت تجرى تلك الصفقات القذرة على مرأى ومسمع الشعب..
يا شعب اليمن إن البحر من أمامكم والخليج من وراءكم فأين المفر من نهب ثرواتكم ونفطكم واغتيالكم.. فلا تعصوا ربكم واسجدوا مع الساجدين.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد