alnawras85@hotmail.com
____________

سقطت القيم والأعراف والضمير الحي , وسقطت هيبة الدولة , فماذا أسقطنا بعد أعوام من الثورة !
نصر على التوهم إننا نجحنا في تغير النظام , نتمادى بالأمل الخادع بان كل شيء سيزول .
بعد عامين من ثورة مازالت حتى اليوم نجد الوجوه تتشابه بل مازالت كما هي تصعد إلى هرم السلطة .
تدلف عتبات المؤسسات الحكومية لتجد نفس المأساة تتكرر , مازالت الرشوة والوساطة هما سبيلك لتخليص ما تريد , ومازال الشارع يطفح بخريجي الجامعات بين " مجنون ويائس "
للأسف سقطت كثير من القيم , وكما أسلفت سقطت هيبة الدولة لتجد أن ثلاثة أطفال كفيلون بإغلاق شارع وتعطيل مصلحتك , وان بإمكان أي جماعة إغلاق المدارس والمحلات بل وصولاً إلى الابتزاز لتطأطئ رأسك ذلاً وخوفا على حياتك من مصير مجهول أمام دولة ليس فيها ادني مقومات الأمان وسيطرة الفساد على مؤسسات العدالة .
عامان ونحن نرصد الألم والقهر ولا هنالك من شمس بزغت على الغسق الذي حل على الوطن , وكلما توهمنا بأمل قادم وجدنا أننا جميعنا معاول هدم وأدوات تحجب أي بصيص ضوء قد يدلف شرفاتنا .
الولاءات الضيقة تحكمنا , الحزب , القبيلة , الطائفة , والتعصب نكاية بطرف آخر , ولا يدري الوطن متى يستريح منا , وكأننا في مجمل القول نحتاج إلى الثورة الحقيقة في التي تحدث في ساحة العقول , لتغير الأنظمة البرمجية فيها من أفكار ومعتقدات هدامة .
نحن مدعوون على الدوام لتأصيل المحبة فيما بيننا كي ننجو جميعا مالم فالغرق حليف الجميع ولن ينجو أحد , وكل الأطراف التي تسعى إلى تقويض أي عملية تقارب لن تكون في منأى عن الدمار الشامل , والخراب الذي سيلحق بالعامة .
مصيبتنا إننا ما زلنا نملك القدرة على التصفيق والطبال , وكأن الثورة لم تدلف شوارعنا , ومصابنا الجلل بأن العقول مازالت ترفض أن تتقبل أي فكرة للتغيير , " مصرين " على تمزيق ما تبقى قائما "
إن لم تتوحد القوى المتهورة والموجهة نحو مصالح ضيقة وتوجه نحو استدراك السقوط , فالكل سيخسر , فمتى تحين الثورة المستعجلة في عقولنا ؟!