;
صالح عبدالله المسوري
صالح عبدالله المسوري

ريمة تحت مرارة الظلم والتهميش 1885

2013-04-23 18:02:49


عندما نلمس شكاوي أبناء محافظات الجمهورية ـ سواء الجنوبية أو الشمالية حول ما ينالهم من تهميش في التمثيل السياسي للحكم أو تقديم الخدمات الحياتية للمواطنين من قبل الحكومة يجعلنا نضع عدة تساؤلات لماذا هذه القسوة والتهميش ؟هل زار أحد المسؤولين محافظة ريمة ليطلع على حقيقة المعاناة ؟.
أسئلة كثيرة تحتاج الى إجابة ؟ هل تحتاج محافظة ريمة الى ثورة تفوق ثورات الربيع العربي وحراك يفوق الحراك الجنوبي أو التهامي ,لاشك ان مؤتمر الحوار ـ الذي نتمنى له النجاح ـ سيخلق تشكيل منظومة الحكم، لكن من يمثل ريمة في هذا الحوار؟ وهل أبناء ريمة راضون كل الرضا عمن يمثلهم؟. الجواب بلا شك اسألوا المحافظ!! 
لأننا في محافظة ريمة نعاني مالا يعاني منه من يدعي ان لديه قضية ولسنا ضد حل أي قضية ولكن لدينا نحن قضايا موغلة في القِدم إلى ما قبل الاحتلال العثماني وتتمثل في إهمال مناطق هذه المحافظة عبر التاريخ رغم ما تقدمه ويقدمه أبناؤها ومشاكل أبناء ريمة تفوق القضايا المطروحة أمام مؤتمر الحوار لا يجاد حلول لها.
نحن في محافظة ريمة نعاني من تهميش حقيقي من قبل الحكومة السابقة واللاحقة في المناصب القيادية في الجيش والأمن والجانب المدني، في الكليات، في... إلخ وكأنه إقصاء مع سبق الاصرار والترصد ..إقصاء ريمة ايضاً من حقها من المشاريع الضرورية مثل الكهرباء والصحة والتعليم والمياه والبنى التحتية منها الطرقات وإقامة المشاريع الاستثمارية التي من شأنها امتصاص البطالة في المحافظة كي تخفف من هجرة أبنائها إلى المحافظات الأخرى والدول المجاورة وذلك للبحث عن العمل من اجل سد رمقهم.
نحن في القرن الـ21 ومع ذلك لا تستغربوا ان ابناء ريمة لا يحصلون على الماء إلا من مياه الأمطار التي يقوم المواطنون بحجزها في برك مكشوفة ليشربوا منها طوال السنة ,مما يؤدي إلى تعرض السكان لأمراض عديدة وفتاكة تودي بحياة الكثيرين لعدم وجود الخدمات الطبية .
الفوانيس هي البديل عن الكهرباء رغم ما يسببه الدخان من أمراض قاتلة . تزيد من معاناة المواطن ولا توجد المستشفيات العامة أو على الاقل الخاصة لمواجهتها .
أما بالنسبة للطرقات فقد تم العام الماضي إقامة حفل تكريم اقامه المواطنون لصديق حياتهم (الحمار)الذي لا يتوانى أو يتقاعس في تقديم الخدمات الموكلة إليه نحوهم في حمل ما يحتاجونه من الأسواق البعيدة .
بالله عليكم كيف لمحافظة قدمت خيرة أبناءها الأفذاذ في سبيل نصرة الوطن وأبنائه في مختلف مراحل العمل الوطني أن تعيش في زمن الرقي والتقدم تقع تحت هذه المعاناة دون أية التفاتة للآهات ابناءها أو أنين معاناتها الناجمة عن النقص الحاد في كثير من مشاريعها الاساسية ان لم نقل كل مقومات الحياة الضرورية وانه لمن المعيب السكوت على وقع تلك الصيحات ..ويبقى السؤال الذي أبى إلا ان يطرح نفسه :هل آن الأوان لأن تنهض المحافظة من غشم الغفوة الواقعة بين طواحينها؟
كيف لمئات الآلاف من البشر يئنون ويتألمون ويغرقون سنوياً جراء مياه الامطار الجارفة, تناجي ولا تجد من يجيبها أو يلبي ولو أقل ما تحتاج إليه في العيش الكريم والآمن .
نعم إننا أحوج من غيرنا مقارنةً بالمحافظات الأخرى من حيث المشاريع والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية في الحقوق .
في زمننا هذا لا تأتي الحقوق لصاحبها مادام ملتزم الصمت مقولة يرددها الكثيرون, لكننا نردد أصبر وهي باتنجلي ...وعسى ولكن , مما جعلنا نتذكر بيت من الشعر (لو زرعنا لو في وادي عسى لانجبت ليتى)
زارني أحد الزملاء وعندما عرف اني سأكتب عن المحافظة قال لي أكتب هذا السؤال باسم ابناء المحافظة الى الحكومة والقيادة السياسية .
ماذا تريدون من ابناء هذه المحافظة كي تحظى باهتمامكم ؟هل تريدون ان يكون ابناؤها قطاع طرق أو مخربين أو ناهبين للمال العام كي يذكرون بأن هناك محافظة يبلغ عدد سكانها أربعمائة ألف نسمة عملاً بالمثل القائل (خالف تعرف)..
لا والله ثقافة ابناء هذه المحافظة اكبر بكثير من هذا.. أم تريدون ان تصنعوا من ريمة حراكاً مسلحاً يعتدي ويقتل؟ لا والله اعرافنا وتقاليدنا وبيئتنا اكسبتنا ثقافة تحرم علينا القيام بهذه الأعمال التي لا يمارسها إلا ضعاف الإرادة وضعاف الانتماء الوطني, لكننا سنستمر في نضالنا بأقلامنا الحرة كي نوصل معاناتنا إلى كل ضمير حي إلى من يدعو الى المواطنة المتساوية .
عسى أن تصحوا في الأيام القادمة ضمائر حكومتنا وأحزابها السياسية وتبادر برفع سياستها المجحفة علينا.. والوقوف أمام مطالب المحافظة التي يتطلع أبناؤها ان تتحقق في ظل ما يشعرون به من حالة التهميش والحرمان والظلم التي يرون انها ليست وليدة اليوم ولكنها تمثل احتقانات متراكمة منذ قرون من الزمن وهي مرتبطة في نفوس السكان بما يعتبرونها مظالم متلاحقة نالتهم ومنها ما يتصل بحقوقهم في المواطنة المتساوية وعدالة التنمية وحق المشاركة في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية .
رسالتهم الى كل الشخصيات الاجتماعية والسياسية والاعلامية والكتاب والمثقفين وكل أصحاب الضمائر الحية نقول لكم قضية محافظة ريمة هي قضيتكم فلا تتخلوا عنها ابداً . لا تبخلوا عنها بأقلامكم أو تكتموا عنها أفواهكم يجب أن تكتبوا وتتكلموا حول ما يمارس ضد اخوانكم وأبنائكم من الضيم..
وبهذا نكون قد ساعدنا أبناء هذه المحافظة المسالمة في شق طريقهم نحو المستقبل ولكي يحصلون على حقهم في كل شيء أسوةً بإخوانهم في المحافظات الاخرى ..
في الأخير نتمنى لكل اليمنيين بأن تتحقق تطلعاتهم وآمالهم في الأمن والأمان والمواطنة المتساوية والعيش الكريم والتقدم والازدهار. 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد