الحوار وسيلة إنسانية وحضارية لتحقيق الآمال والتطلعات والطموحات التي ينتظرها الشعب اليمني من المتحاورين, حيث وقد مر أكثر من خمسة وأربعين يوماً منذ بداية مؤتمر الحوار مروراً بتشكيل فرق العمل المنبثقة من لجنة الحوار الوطني الشامل والتي يقع عليها مسئولية وطنية وتاريخية وعليهم نعلق الآمال في إنجاح الحوار الوطني باعتباره الوسيلة الوحيدة لإخراج اليمن من دوامته وإيجاد دولة مدنية حديثة والولوج في المستقبل المنشود وفي هذه المرحلة من تاريخ شعبنا اليمني حالة من الترقب لما يدور على مستوى الساحة الوطنية, كون فرق العمل التسع التي تستمر في عقد جلساتها اليومية وقد تم تشكيل اللجان للنزول الميداني إلى المحافظات لمناقشة القضايا المدرجة في جدول أعمال الحوار الوطني ومعالجتها نقول لهذه الفرق عليهم أن يسعوا لإخراج اليمن من محنته وأزمته على اعتبار أن الشعب اليمني يتابعون عن كثب ما يحدث ويدور بين المتحاورين وهذا خلق في الناس أملاً نحو تطلعات يحلمون بها من خير وعطاء ومستقبل مزدهر وهذا من خلال الحوار الجاد والمسئول في معالجة مختلف القضايا الوطنية, كونه يمثل لغة التواصل بين الجميع..
صحيح قد تكون الأفكار متباعدة, إلا أن القلوب مؤمنة بأن الحوار هو السبيل الوحيد للتخلص من كل الأوجاع والآلام والتوجه نحو المستقبل في بناء اليمن حتى يستطيع الجميع أن يصلوا إلى نقاط اتفاق من خلال التحاور والمسئولية التي ينتظرها الشعب من فرق العمل وعليهم أن يدركوا جميعاً حجم المسئولية الوطنية والتاريخية, كونهم لا يمثلون أحزاباً أو مكونات بل يمثلون مكوناً واحداً هو اليمن وعليهم أن يتخلوا عن المماحكات الحزبية والشخصية ويكون ولاؤهم لله ثم لحب الوطن وأن يثبتوا أنهم عند مستوى المسئولية التي تولوها من خلال المخرجات التي سينتج عنها مؤتمر الحوار الوطني الشامي .
وعليه فإننا نثمن عالياً دور وجهود المشير/ عبد ربه منصور هادي الذي يسعى جاهداً في إنجاح التسوية السياسية في اليمن وكذلك الشكر لمهندس التسوية السياسية في اليمن جمال بن عمر -مبعوث الأمم المتحدة- والذي يسعى لاستكمال بنود المبادرة الخليجية والأممية من خلال تواصله مع كل الأطراف في إنجاح الحوار الوطني وخروج اليمن من معضلاته.
وعليه فإننا ندعو كل الأطراف ( فرق العمل ) إلى إيجاد حلول جذرية ترضي الجميع, حيث أن اليمنيين يتطلعون بفارغ الصبر إلى ما سينتج عنه مؤتمر الحوار الوطني من آمال وتطلعات تعمل على حل المشاكل داخل الوطن الكبير, المعروف بصبره وحكمته.. وكذلك فإن الكثير من اليمنيين يشخصون أبصارهم لرؤية ما سيتمخض عنه مؤتمر الحوار من قرارات وتوصيات وتحديث نظام الحكم في اليمن وكما يحدوهم الأمل بأن يخرج المتحاورون بصيغة وطنية موحدة ليكون هناك دولة مدنية حديثة بما يمكننا أن نعيش بعدالة ومساواة وحكم رشيد وليكن التسامح والتصالح والمحبة شعار يمننا الجديد.
مصطفى عبدالوهاب آل قاسم
الحوار الوطني والتطلعات المنشودة 1182