;
رزق القطوي
رزق القطوي

الحوثي.. صراع مع الحلم الوطني أم مع الإصلاح؟! 1836

2013-06-05 16:11:41


اختزال الصراع في الساحة اليمنية إلى صراع طائفي أو مذهبي بين السنة ممثلاً بالإصلاح والشيعة ممثلاً بحركة الحوثي واستدعاء نماذج عربية وإسقاطها على الحالة اليمنية أمر مجانب للصواب.. من عدة زوايا:
إن طائفة الشيعة بمرجعياتها الإمامية الجعفرية ليست ظاهرة, يمكن القول بأن اليمن بلد تسكنه الطوائف, لأن الموجود في الساحة اليمنية هو المذهب الشافعي والمذهب الزيدي وهذا الأخير يلتقي مع الشافعي في الكثير من القضايا ويختلفون في تفاصيل.
أظن أن الحركة الإسلامية في اليمن تجاوزت هذا المطب وأخرجت اليمن من فتنة المذهبية وليس أدل على ذلك من انخراط كثير من المنتمين للأسر الهاشمية في صفوف الإخوان في أعلى الهرم القيادي والقيادات الوسطى والقواعد أيضاً, بل إن المتتبع لأكثر المنتقدين للحوثي وأداءه في الساحة الوطنية في وسائل الإعلام هم من أبناء الأسر الهاشمية..
الحوثي يمثل إذاً حالة دخيلة على المجتمع اليمني دخلت على حين غفلة أو فساد وتواطؤ من النظام السابق وأصبحت بقوة السلاح فاعلاً مؤثراً في الساحة الوطنية منذ عشرات السنين.. بدأ الحوثي نشاطه في صعدة وطفا الحوثي إلى السطح قبل سبع تسع سنين حين قامت الحرب الأولى عليه وبدأ النظام السابق يدير حرباً غامضة مع الحوثي غامضة في توقيت الإشعال وفي توقيت الإطفاء واستمرت حركة الحوثي فاعلة في صعدة وحين اندلعت ثورة الشباب الشعبية السلمية دخلت حركة الحوثي ضمن إيقاعات حركة الثورة اليمنية وكان شباب الصمود الواجهة الشبابية لتنظيم الحوثي موجوداً في ساحات الثورة يعرض مظلومية أبناء صعدة في الحروب الستة ويوزع الكتب المبشرة بالمد الحوثي كانت على استحياء ثم علناً في الخيام.. جاء توقيع المبادرة الخليجية والتي كانت بدعم سعودي لتجعل الحوثي يعلن عن موقفه الرافض لها والتغني بدماء الشهداء والجرحى والتنديد بالتدخل الخارجي السعودي ومحاولة الالتفاف على الثورة اليمنية.. بدأ الصراع بين الحوثي والثوار في الساحة (يحلو لليسار أن يختزلها بالإصلاح) وهو اختزال غير برئي على أية حال.. وجود الإصلاح في ساحات الثورة وإشرافه على اللجان وخصوصاً الخدمية منها كالخدمات والنظام جعلته في مواجهة مستمرة مع الحوثيين الذي يكسر المنصات والصوتيات ويخبأ الأسلحة في الخيام.. يحلو لليسار دائماً أن يطلق مواعظه الجميلة عن التحذير من فتنة طائفية يقودها الحوثي والإصلاح وينسى أن الإصلاح حزب مدني وطني مرن يتعاطى مع كل الأشكال الوطنية على مبدأ الشراكة وحفظ مبادئ الثورة تعاطى الإصلاح مع كل الأشكال الوطنية حتى الذي له معها ثأر تاريخي وماض مع الصراع.. ليست مشكلة الإصلاح مع الشيعة أو المذهب الزيدي, ألم يتعاط الإصلاح مع حزب الحق واتحاد القوى الشعبية كواجهات سياسية بخلفيات زيدية شيعية؟.. ولنا أن نسأل عدة أسئلة هنا لنبين الفرق: هل الحوثي مع الدولة المدنية بمفرداتها؟, هل الحوثي مع مفهوم الدولة.. العدالة.. المساواة؟.. تنبئنا الوثيقة الفكرية أن الحوثي يؤمن بعصبوية أسرية يحق لها الحكم دون البقية.. هل الحوثي مستعد أن يخرج إلى العلن بحزب سياسي أم سيظل ميليشية مسلحة؟, هل الحوثي المندد بالتدخل السعودي والأميركي سيتعامل بالمثل مع التدخل الإيراني في الأراضي اليمنية؟, هل سيقبل الحوثي بأن تحتكر الدولة أدوات العنف ويقبل بالعيش على مبدأ المواطنة؟.
يحطم الحوثي كل أهداف الثورة ويصيبها في مقتل ليظهر لنا الحوثي كائناً زئبقياً هلامياً يتشكل بحسب المصلحة الضيقة وليست المصلحة الوطنية العليا بلا أهداف واضحة, وأكبر شاهد على ذلك أداء حركة الحوثي داخل مؤتمر الحوار.. الحوثي مستعد لأن يتبنى كل قضية لا تمت لأهداف الثورة بصلة ليحقق منها مكسباً سياسياً على حساب المكاسب الوطنية.. يأتي اليساريون المتفرج على أداء حركة الحوثي في الميدان ليحقق هو أيضاً مكاسب من وجود الصراع الحوثي الإصلاحي.. يسعى الحوثي لاختراق صفوف النخب السياسية والقيادات الشبابية ليصنع تحالفات مدعومة بمال سخي, لنرى قيادات يسارية وقومية, بل وإسلامية تخرج لنا مدافعة عن الحوثي ومهاجمة للإصلاح.. التوجهات الفردية لا يمكن المحاكمة بشأنها تظل رغم إيلامها فردية ليس من الموضوعية إيرادها كوقائع إلا إذا كثرت إلى حد أصبحت ظاهرة كتفشي حركة الحوثي في عمق الدولة المدنية تعز وفي عمق الحزب التقدمي ذي الأفكار والتنظيرات الحداثية (الاشتراكي).. يسعى أحزاب المشترك (الناصري الاشتراكي) لصنع تحالفات في ظني مازالت خفيه مع حركة الحوثي, لا يلام أحزاب المشترك فليس تكتل المشترك ثابتاً سياسياً والمقولة الشهيرة في علم السياسة (لا ثابت في السياسة إلا المتغير) لكن بشرط أن يفصح حركة الحوثي عن نفسه وبرامجه ورؤاه لأهداف الثورة ولكل الإشكاليات الفكرية التي يرزح تحتها الفكر الحوثي, حينها فقط يصبح التحالف مع الحوثي سائغاً تحت سقف المصلحة الوطنية العليا, بل ربما يتحالف معه الإصلاح في يوم من الأيام..
أقرأ بين سطور تصريحات قيادات تتبع للحزب الاشتراكي والناصري مؤخراً ما يضع في رأسي إشكاليات حول علاقة أحزاب اليسار مع حركة الحوثي, تصريحات محمد اليزيدي القيادي الناصري حول وضع الحوثي لأسلحته واضحة للعيان, رؤية الاشتراكي والناصري لجذور قضية صعدة والتي غضت الطرف عن دور الحوثي الرئيسي في القضية, سكوت مثقفي اليسار وقيادات المشترك عن جرائم الحوثي في صعدة والبيانات تخرج عن غير طيبة نفس وتهويل أخطاء الإصلاح.
هل الحوثي عدو الإصلاح أم عدو الحلم الوطني المدني المنشود؟, هل الحوثي مع الثورة بأهدافها المعلنة أم لا؟.
إجابات هذه الأسئلة يبنى عليها مواقف المشترك واصطفافه مع الإصلاح ضد كل المشاريع الغير وطنية.. حين يعزل الحوثي فكرياً وسياسياً ويخرج المشترك قياداته وقواعده إلى العلن ليقولوا للشعب إن الحوثي عدو الوطن والثورة, حينها فقط يمكن أن يعيد اليسار الاعتبار لعقولنا الغطاء الذي يمنح الحوثي الدفء اليوم سيخرجه ناضجاً عصياً, منح فتوى يسارية ذات يوم نكاية بالإصلاح.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد