;
حلمي علي سيود
حلمي علي سيود

الشباب من يصنع التغيير!! 1183

2013-07-04 19:06:34


يمر المجتمع العربي خلال الفترة الحالية بتغيرات جذرية عميقة حيث شملت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ورغم التغييرات التي حدثت في النظم العربية والتي بدأ بعضها يشعر بالثبات على قمة الهرم السياسي, فإن قاع المجتمع العربي يمر بتيارات عنيفة من التغيرات, لا أظن أنها لن تؤثر على ثبات الهرم السياسي الجديد اذا لم يقم بإصلاحات ملموسة أولها الاهتمام بصناع المستقل "الشباب" .
كلنا يعرف أن أكثر المتأثرين بهذه التغيرات المتلاحقة هم الشباب, ونعني بالشباب هنا تلك الفئة العمرية التي تمتد من سن 15 إلى 30 من العمر. وقد اختلف علماء التربية وعلم النفس في تحديد خصائص هذه المرحلة وطولها, ولكنها المرحلة التي تشهد تحوّلات وتغيرات جوهرية في اهتمامات الشباب وسلوكه الاجتماعي واتجاهه نحو الاستقلال والفردية ولعل هذا هو ما يخلق التناقض بينه وبين البيئة التقليدية التي تحيط به فهو يريد أن يحرر نفسه من قيود الأسرة والمدرسة التي قيّدته طويلاً, وهو يريد في تلك المرحلة أيضاً أن يختار محيطه الاجتماعي الذي يندمج فيه ويتكامل معه ويكون قادراً على اتخاذ القرار وتحقيق ذاته وتكوين نفسه.
حيث وان هذه الفئة العمرية هي المعنية بعصر العولمة وقضاياه ومشكلاته, فالعولمة مشروع كوني للمستقبل كما يطمح واضعوه ومفكّروه والداعون إليه لذا فإن الجيل الشاب هو الأسبق بالتعاطي مع هذه العولمة وأدواتها, فالكمبيوتر والإنترنت وشبكات المعلومات المعقدة أصبحت في متناول أيدي الشباب في سهولة ويسر, بينما تعتبر هذه الأشياء بالنسبة للأجيال الأكبر سناً معضلة لا حلّ لها.
كما أن الشباب, هم الأقدر على الاستجابة والتقبّل السريع لأي مفاهيم جديدة خارجة عن المألوف, خاصة إذا كانت تقدم لهم بوسائل باهرة وبطرق تقنية تؤثر في نفوسهم.
ان ثورة الشباب ان نضع قيادة المرحلة القادمة في أيدي الشباب وهذا لما لم يحدث في ثورات الربيع العربي .. وهناك ظواهر عدة أثبتت قدرة الشباب ودورهم البارز في مجالات قيادة الشركات أو في الاستثمار أو داخل معامل الاختراع، فثورة المعلومات وتراكمها جعلا هذا الجيل الشاب يستفيد من إنجازاتها دون حاجة إلى انتظار تراكم الخبرة الحياتية.
أين نحن اليمنيين مما يجري حولنا وما هو حال شبابنا وحالنا معهم وماذا أعددنا لهم من أدوات تساعدهم على أخذ مواقعهم أسوة بشباب العالم في مضمار الرقيّ والحضارة.
إن المشهد حزين جداً, فإنه يجب علينا أن نشخّص هذه الحالة بدقة, لعل هذا يساعدنا على التقدم خطوة للأمام بدلاً من دفن رؤوسنا في الرمل.
فشبابنا -الذي يمثل ثلث أو نصف الشعب مازال يخضع لأنظمة تعليمية واجتماعية غير صالحة للعصر الذي يعيشون فيه, ولا تلبي أدنى مطالب حياتهم اليومية, فلاتزال المناهج التعليمية والمقررات الدراسية تنتمي لما قبل عصر المعلومات والاتصال والعولمة الجارفة .
وهذه ظاهرة لا ننفرد بها وحدنا, بل هناك كثير من المجتمعات التي فقدت زمام قيادة الشباب انجرف شبابها إلى مصائد التطرف والعنف وعالم المخدرات والكحول.
إن كثيراً من الشباب اليمني المتفوق الحاصلين على اكبر المؤهلات الدراسية لا يحصلون على وظيفة بسبب التجاهل من قبل المعنيين وكذا عدم إشراكهم في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وتوسيع دورهم في المشاركة في كل ما يتعلق بحياتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم، حيث أدى إلى عزوف الشباب عن المشاركة في قضايا المجتمع, والابتعاد عن النشاطات السياسية والاجتماعية, كل هذه الأسباب جعلت الشباب يضطر إلى الهجرة هروباً من البطالة وسوء معاملة الدولة ولعدم وجود الدخل الذي يمكن الشاب من العيش كما يجب أو أن يكون قادرا على أن يتزوج ويكون مستقبله..
 وأخيراً نتمنى أن لا يدفع شبابنا فاتورة التغيرات الحالية, فقد ضاعت أحلامهم مع انعدام فرص العمل بعد التخرج, نادرا ما يحصلون على عمل, إلا أن كان عندك واسطة أو مال وهذا منعدم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد