;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

مصر تبحث عن ثورة 1547

2013-07-09 18:22:32


لست حزيناً على عزل الرئيس محمد مرسي, لكني حزين على قيم ومبادئ ثورة يناير العظيمة التي سقطت بعودة العسكر إلى الحكم من جديد, فمن يحكم مصر حالياً حاكم عسكري بعد أن ظل مدة عام تحت حكم رئيس منتخب وهذا يعني أن الثورة ضربت في مقتل وعادت الأمور إلى ما كانت عليه أيام نظام مبارك بنفس الأساليب ونفس الممارسات اعتقالات تعسفية وأغلاق للقنوات منع الصحف .بنفس الحجج والذرائع التي كنا نسمعها أيام مبارك.
الدكتور محمد مرسي لم يكن الرئيس المناسب لمصر في هذا الفترة, ليس لأنه غير مؤهل ولا كفء لهذا المنصب, لكن لأن المرحلة كانت بحاجة إلى رئيس توافقي تتوافق عليه كل القوى الثورية يعمل على استكمال أهداف الثورة وبناء مؤسسات الدولة.. لقد ارتكب الإخوان المسلمين خطأً كبيراً عندما استعجلوا الوصول إلى كرسي الرئاسة, ثم التفرد بالحكم في مرحلة ثورية تقتضي الشراكة الوطنية والتوافق الوطني, إضافة إلى ذلك أنهم جعلوا أنفسهم في مواجهة كبيرة مع القوى الإقليمية والقوى الداخلية وفلول النظام السابق الذين سلطوا كل وسائلهم وقنواتهم في تشويه الحركة ورموزها, حتى تمكنوا من تأليب الناس عليهم وحشدهم إلى الميادين مستغلين الأخطاء والهفوات التي وقعوا فيها.
أعتقد أن على القوى الإسلامية في مصر و في مقدمتهم الإخوان المسلمون الاستفادة من أخطاء الفترة السابقة والعودة من جديد لالتحام بالشعب المصري وبناء شراكة متينة مع كل القوى الوطنية من أجل استعادة الثورة وحماية الشعب من استبداد العسكر وهيمنة القوى المتلبرلة التي اليوم تسعى لمصادرة الوطن بكامله.
عزل الرئيس مرسي وخروج الإخوان من الحكم في مصر ليس هزيمة للمشروع الإسلامي, كما يحاول البعض ترويج ذلك, فالمشروع الإسلامي ليس مرتبطاً بأشخاص ولا حتى بجماعات, إنما هو قيم ومبادئ تحملها الأجيال جيلاً بعد جيل, الإخوان ليسوا وحدهم من يحملون هذا المشروع وقد أثبتت الأيام أن الضربات القوية التي توجه إلى حملة هذا المشروع لا تزيدهم إلا قوة وإصراراً على مواصلة السير, يكفى أصحاب هذا المشروع أنهم كانوا اكثر حرصاً على الممارسة الديمقراطية واحترام إرادة الشعوب بعكس غيرهم من أصحاب المشاريع العلمانية والليبرالية القومية التي تكشف لنا الأيام يوماً بعد يوم أن حديثهم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان مجرد أكذوبة يتغنون بها من أجل الضحك على البسطاء, فاذا كانت لصالحهم قبلوا بها وإذا كانت في غير صالحهم تنكروا لها وأظهروا مساوئها وعيوبها وانقلبوا عليها, وما حدث في مصر أكبر دليل على ذلك.. يكفى أن القوى الليبرالية شاركت بشكل فاعل في عودة العسكر إلى الحكم من جديد, ومحاولة إقصاء تيار كبير من الشعب المصري حقق أغلبية كبيرة في أول انتخابات ديمقراطية نزيهة.
لو أراد المصريون أن يقوموا بثورة حقيقة تحقق أحلام الشعب في بناء دولة حقيقة, فعليهم أن يقوموا بثورة ضد العسكر الذين أثبتت الأحداث أنهم الحاكم الفعلي لشؤون الدولة في مصر وهم من يملكون إدارتها هم من حسموا مسار الأحداث في ثورة يناير وتمكنوا من إحكام السيطرة على الأمور وعزل أول رئيس منتخب بكل سهولة بدون أي مقاومة.. سوف يظلون هم اللاعب الأساسي في مسار الأحداث.. حتى إن تمت انتخابات جديدة وجاء رئيس منتخب, فهم من يحسم الأمور في نهاية الأمر, لأن القوة في أيديهم.. الذين خرجوا في 30 يوليو يطالبون برحيل الرئيس محمد مرسي ما كانوا ليخرجوا بهذه الكثافة لولا تقتهم بأن الجيش سوف ينحاز لهم, لو أنهم يعلمون أن الجيش ليس في صفهم ما كانوا فكروا بالنزول والاحتشاد.. إذاً إن الثورة الحقيقة التي يحب أن يفكر بها المصريون إخراج العسكر من المعادلة السياسية تماماً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد