;
د. محمد أبو اليزيد
د. محمد أبو اليزيد

الحملة الأمريكية على مصر 1199

2013-07-30 07:11:33


من المؤسف أن تغزو أمريكا مصراً بجيش مصر، حين غزا "نابليون" مصر كان ذلك إثر تقرير رفعه له أحد الخونة والعملاء في مصر، بأن مصر الآن صالحة للغزو، ولن تجد فرصة مثل هذه، وجهز خططه وجيوشه وغزا مصر، وكان من ضمن خطته استمالة المسلمين لفكرته التنويرية على حد زعمه، وأنَّه جاء مُخلصًا وليس غازيًا؛ ليضمن سكوت الناس؛ حتى إنه ادعى الإسلام وسمى نفسه "على بونابرت"....
وما أشبه الليلة بالبارحة أمريكا تجهز حملتها على مصر وتغزوها بعد أن رفع لها الخونة التقارير بأن مصر قاب قوسين أو أدنى من النهضة الكبرى والدولة الإسلامية القوية وأن أمريكا ستفقد مكانتها في مصر والشرق الأوسط بأكمله، وأن مصر ستحل محلها، وأن الرئيس المصري محمد مرسي يتجه إلى الشرق والجنوب أكثر من اتجاهه إلى الشمال والغرب، وأنه طوال عام كامل من الحكم لم يترشف إلى زيارة أمريكا كما يفعل الحكام، ولا التفت إلى الكيان الصهيوني بل من العجب العجاب أنه رغم كثرة الخطابات التي ألقاها طوال عام لكنه لم يذكر في أي خطاب منها اسم إسرائيل ما يعني أنه لا يعترف بها ولا بمن يساندها، وأن أمريكا دولة ومصر دولة لا فرق ولا ميزة وتربطهما الندية لا التبعية.
كل ذلك أربك حسابات أمريكا في الشرق والغرب وأنذرها بالزوال، فماذا تفعل؟ اندفعت أمريكا تحرك عملاءها من العرب والمصريين خارج مصر وداخلها، وظلوا أكثر من عامين يحاربون حرب استنزاف لكنهم يفشلون في كل مرة، فاضطرت أمريكا أن تلقى بورقتها الأخيرة بعد أن طاف حيي بن أخطب "البرادعي" دول أوربا وأمريكا؛ ليحثهم على التحزب ضد الإسلام في مصر.
وجدت أمريكا أن الفرصة سانحة لا تحتمل التأخير، فبدأت في حملتها على مصر وعلى المشروع الإسلامي، وقد رفع لها الخونة التقرير بأنهم استطاعوا أن يفسدوا البلاد على محمد مرسي واستطاعوا أن يستميلوا البسطاء والبلطجية وفلول النظام السابق إلى صفهم، لقد رفع هذا التقرير خونة العسكر والنصارى المتطرفون في مصر وعملاء الغرب أمثال حيي بن أخطب "البرادعي".
كان هؤلاء هم جنود الحملة الأمريكية على مصر، نعم هي حملة واحتلال من نوع جديد؛ فالجديد أنه لم تأت أمريكا بأساطيلها وتحط على البحر المتوسط كما جاء نابليون من قبل، ولا تهبط طائراتها في العريش ولا السويس كما فعل الصهاينة، وإنما كانت حملتها بلغة العصر الحديث عن طريق "الفاكس"، رتبت كل أمورها وأرسلت الخطة لينفذها الخونة والعملاء مع الاشتراك مع النصارى المتطرفين كل ذلك بقيادي العسكر المصري.
وتحدد يوم الحملة الأمريكية 30 /6/2013م. ومن الملاحظ أن اليوم يوم أحد، وكأنها حملة أمريكية صليبية؛ ردًا على ثورة 25 من يناير التي اشتهرت بمليونيات يوم الجمعة، ومن الطريف أو إن شئت فقل من الغبي أن الحملة لم تستغرق 6ساعات وسموها ثورة ليمحوا ثورة يناير المجيدة، لم أقرا في التاريخ أن هناك ثورة استغرقت 6 ساعات لتغير وجه الحياة في بلد يبحث عن الجديد ويرتضيه وراء رئيسه الشرعي، ولم أقرا في تاريخ أي عصر أو مصر أن البلطجية أو اللصوص أو الممثلين أو الراقصات قاموا بثورة، فكما قال المتنبي:
وكم بمصر من المضحكات***ولكنه ضحك كالبكاء.
فقد اتضح أن الخونة يدبرون لأمر ومكر، عدة مشاهد في الحملة تشترك فيها المخابرات لتشوه صورة الإسلاميين ومعها الإعلام الصهيوني، ثم ينزل النصارى في المشهد الثاني بشكل طائفي حتى أنهم اقتربوا أن يخرجوا أمواتهم بصناديقها ليزيد العدد في التحرير؛ ولأنهم قلة استجلبوا البلطجية والبسطاء والعلمانيين حتى يبدوا العدد كبيرًا؛ ولأن أغلب هؤلاء ليسوا أصحاب رسالة انصرفوا بعد 6 ساعات وبقي المشهد الأخير أن يتدخل العسكر بحجة حماية البلاد، ويعلن العسكر الانقلاب ولم يدر أن المشاهد مبتورة غير مقنعة، وأن مخرج هذه المشاهد المبتورة لم يدر أن مسرحيته على مسرح شعب لا يعرف التمثيل، ففي الوقت الذي اجتمع فيه عدة آلاف في التحرير بلا رسالة ولا هدف، اجتمع مقابله ملايين في رابعة العدوية والنهضة وكل محافظات مصر، وراء رسالتهم وهدفهم، ويؤيدون أصواتهم التي أعطوها للرئيس الشرعي محمد مرسي.
ولأن الخونة ينفذون أجندة يحفظونها ولا يفهمونها أكملوا مشاهدها وهي مبتورة غير مقنعة، فخرج الشعب عليهم عن بكرة أبيه باستثناء فلول النظام السابق والنصارى، فماذا يفعل عسكر أمريكا في مصر؟ أغلقوا القنوات المنصفة، وصادروا الجرائد الحرة، وأوقفوا البث عن الفريق المؤيد ليرى العالم المعارضة فحسب، ولكن أبى الله إلا أن يفضحهم بعد أن عشنا في رابعة العدوية يومين بعد الانقلاب لا يعرف أحد عنا شيئًا، وشاع الخبر وانتشر بأن العسكر في مصر ينقلب على الشعب وعلى الشرعية ويسرق الثورة ويشرب دماء الشهداء وما كل ذلك إلا تنفيذًا للحملة الأمريكية على مصر، وكما أوهم نابليون العالم بأنَّه المُخلص؛ فاليوم يحاول العسكر أن يوهم الناس بأنَّه المُخلص، ولكن من ماذا؟ هل من التقدم ومن الحضارة التي يحلم بها الناس ومن الشرعية والديمقراطية التي يسعى إليها كل شعب متحضر؟! أم أنه المخلص من الأزمات التي كان يصنعها مع المخابرات وأمن الدولة، وكما قال المثل الشعبي "اللي يحضر العفريت يصرفه" نعم فهم من صنع الأزمات ولو أنهم استطاعوا حلها؛ فلن يستطيعوا أن يستخفوا بعقول المصريين؛ لأن أمريكا لم تعرف بعد طبيعة الشعب المصري الذي هزم التتار.
وكما فشل نابليون أمام إرادة المصريين؛ ستفشل أمريكا والخونة أمام إرادة المصريين، ولم يستمر الانقلاب كثيرًا فما هي إلا أيام وينجلي ليلهم وتنفضح أمريكا راعية الديمقراطية، بل راعية الماشية، فسيخذلهم الله وينصرنا عليهم فهو الذي أراد بمصر خيرًا وألف بين قلوب أبنائها المخلصين، فهم مستعدون على أن يبذلوا أرواحهم لأجل بلادهم، فعليكم بالصبر والثبات ولا ترتبكوا ولا تضعفوا؛ فأنتم جند الله، والله أكبر، وتحيا مصر.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

موسى المقطري

2024-04-24 09:18:01

ورحل جمهوريٌ آخر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد