;
محاسن الحواتي
محاسن الحواتي

المستشفيات الخاصة.. تجارة لن تبور 1440

2013-08-15 17:11:54


لو قادتك الأقدار مرافقاً لمريض لك، تأكد أنها التجربة الأقسى في حياتك وحياة مريضك..
أولاً: إذا ما فكرت في إسعافه إلى مستشفى حكومي, هذا في العاصمة صنعاء, أما في المحافظات والأرياف الوضع أكثر كارثية.. سوف تدخل إلى قسم الطوارئ حيث الخدمة المتردية والمكان كأنه حراج صراخ وإزعاج, المكان ضيق, طاقم العمل مشتت ما بين هذه الحالة وتلك, الأسرة غير كافية، المرافقون أكثر من المرضى, الإمكانيات الطبية شحيحة.. وفي ظل هكذا وضع إذا ما تقرر إجراء عملية سوف تلهث في إجراءات قطع الملف والإعداد للعملية, والطبيب الذي قد غادر المستشفى مبكراً ولا أحد سواه يجري العملية, وقد تصاب بالدوار بعد نجاح العملية وقولهم العناية المركزة مليئة على الآخر.
ثانياً: عليك أن تبحث عن واسطة في المستشفى الحكومي يدبر لك كرسياً في العناية, وليس سريراً.. وإلا فلتدفع للسماسرة الصغار الذين يقنعون الكبار بأن الحالة حرجة وتستحق ورحمة من الجمع, كي يتم تدبير الأمر..
ثالثاً: كم العلاجات الذي رصده الأطباء يفتح عشر صيدليات صغيرة.. وطاقم التمريض اليمني والأجنبي لا يتفاهم مع ذوي المرضى إلا بعبارات بسيطة, مع أنهم جميعاً يجيدون اللهجة الصنعانية!!, إلا إذا وصى عليك أحد زملائهم أو أحد الإداريين أو أي شخص يلبس "أبيض".
رابعاً: الأطباء في بلادنا- ربنا يهدهم بالصحة والعافية- لا يطمئنون أهل المريض أو حتى يشرحون حالته, وكيف أنها تتحسن أو تتراجع, وما الذي يمكن عمله في الحالتين.. يتعاملون مع أهل المريض على أنهم أقل وعياً، أميون، جهلة لا يفهمون شيئاً, وبالتالي لا داعي لبذل مجهود معهم.
خامساً: إذا كان لمريضك بعض المال واضطررت لنقله إلى احد المستشفيات الخاصة, وما أكثرها، عمارات تحولت إلى مشافي وبيع للصحة والوهم, لا معايير جودة تحكمها ولا رقابة، سوف تدخل إلى سماسرة مهندمين، يجيدون الكلام، متفقين على سلخ أهل المريض، كل مريض لابد أن يعرج على العناية المركزة ولو يومين, لأن الأطباء لهم نسبة من الإيرادات التي يحققونها!!.. ثم الفحوصات اللازمة، وغير اللازمة والعمليات الناجحة وغير الناجحة والعلاجات التي لا تشتري إلا من صيدلية المستشفى, ممنوع شراؤها من خارج المستشفى!.
عاشراً: العمليات الجراحية الخطأ، وإعطاء علاجات خاطئة, كل هذا يتحمله المريض وأهله, وتحاول المستشفيات الخاصة إخفاء أي دليل يدينها أو يدين أي أحد من كوادرها, مع أن سمعة كل المستشفيات الخاصة، معروفة.. لكن لرداءة الخدمة الطبية في المشافي الحكومية ومحدودية الاستيعاب يضطر المواطنون لطلب العلاج في المستشفيات الخاصة التي تعتبر الصحة تجارة وفرصة للثراء.
إننا أمام وضع كارثي إذا لم يتم تحسين أوضاع المشافي الحكومية وإعادة تأهيليها لتكون مكاناً آمناً لتلقي العلاج لغالبية الشعب وهم فقراء, بدلاً عن المشافي الخاصة التي لا ترحم أهل المريض, فمنهم من يرهن سيارته وآخر يرهن بصيرة بيته وثالث يبيع كل ما لديه.
نتمنى على وزير الصحة أن يوسع مباني المستشفيات الحكومة ويزيد من طاقتها الاستيعابية, وأن يؤهل الكادر في الجوانب الإنسانية وكيفية التعامل مع المرضى ومرافقيهم, وكذا توفير العلاجات بأسعار معقولة والعمليات الجراحة..
وأخيراً العناية المركزة في هذه المستشفيات لا بد أن توسع وتوفر الأسرة اللازمة, وكذا ثلاجات للمرضى.. هذه الحقوق لم يعد يطالب بها شعب على الأرض إلا نحن, لأنها أصبحت من أبجديات الحياة والخدمات التي تكفلها الدولة للجميع.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد