;
عمر أحمد عبدالله
عمر أحمد عبدالله

الخامنئي "يجر" أميركا للتدخل عسكرياً في سوريا 1240

2013-09-01 16:59:10


لعل الوسط الإعلامي قد يستغرب من عنوان مقال كهذا وسط تجاذبات تعيشها المنطقة على عدة إيقاعات منها ما هو شرعي حقيقي وكثير منها زائف وباطل يسعى لتشويه الحقائق وإدخال المنطقة في أتون صراعات ليحلوا له جو التسلط برقاب من يخالفونهم..
ولعل ما تعيشه المنطقة من تداعيات الحرب الدائرة في سوريا يجعلنا جميعاً نتجه لإظهار الحقائق ودحض الافتراءات, لأن الحرب في سوريا لا تحمي المغفلين الذين لا يعون ولا يدركون شيئاً مدى الخطر الذي تهدده دولة فارس إيران على الإسلام والعروبة, ولكل من لا يدرك مدى ذلك الخطر عليه أن يراجع كتب التاريخ الصحيحة التي لا جدال فيها.. وها نحن اليوم نعيش واقعة جديده من تبعات ذلك الخطر, فحرب سوريا هي حرب الفرس كما قالوا ويقولون, مما يعني انهم وراء كل مصيبة وغزو خارجي لتدمير البلاد العربية وما تعنت الأسد منذ الوهلة الأولى للثورة إلا دليل استقواءه بدولة الفرس.. أما ولاء روسيا فما هو إلا ساعة ويزول وقد سمعنا نبرة الخارجية الروسية في الأمس أقل حداً من السابق وذلك بعد الجاهزية للخطة التي أعدها البنتاجون لضرب الأسد الذي قتل شعبه بالكيماوي لا يخاف في ذلك إلاً ولا ذمة.. كل أهدافه إرضاء الولي الفقيه المجرم بحق أهلنا في الشام واليمن, وعما قريب ربما نجد والحجاز لا قدر لله..
وكلنا يعلم انه كان بإمكان الأسد تلبية مطالب الأطفال الذين خرجوا من إحدى المدارس بدرعا ببراءة, لكنه جابه أولئك الأطفال بحد السيف ثم تطور الأمر إلى مسيرات تناقض تلك المجازر التي ترتكب يومياً حتى تطور الأمر إلى هيجان بعض النفوس الشريفة من المجاهدين لنصرة أبناء وأطفال ونساء الشام الذين يذبحون ليل نهار من قبل نظام نصيري فاجر مجرم يدعمه نظام شيعي اثنا عشري ومليشيات تابعة لحزب الله اللبناني ومليشيات تابعة لصدري العراق ومالكه وبطاطه ومليشيات تابعة للفرع التابع لتلك الطغمة المجرمة في اليمن الحوثيين..
وللأسف إن كل من دخلوا سوريا ممن ذكرناهم آنفاً إنما هم كالقطعان تسيرهم إيران حسب مشتهاها, وما نشاهده اليوم من حملة شرسة ضد أهل الشام كان السبب الرئيس في ذلك هو الوقوب بتصلب وراء نظام دمشق الدموي الذي أنت من ظلمه السماء والأرض وحق لهما أن تئنا من هول الفاجعة الحاصلة في بلاد الشام وما جاورها..
وبعد تلك المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية فتح المجال واسعاً للتدخل الغربي كونه حسب مصطلحاته حامي حقوق الإنسان والمدافع عنها وهو من يملك زمام القوه في الرد على كل من يخالف تلك القوانين, أي أن إيران وحزب الله ونظام بشار سهلوا من إيجاد المبررات للتدخل الغربي الأمريكي تحديدا في سوريا وإلا لو دعمت كل هذه الأطراف خيارات الشعب السوري لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم وقد أصبحت قضية سوريا اليوم في قبضة الأمريكان وتحديدا ًفي مقر البنتاجون وسط واشنطن, وإن دل ذلك إنما يدل على ضعف العرب وتسلط الخامنئي في الشأن العربي وانتهاءً بدور مجلس الأمن في حال تصلب المواقف بين طرفي الصراع على المستوى الداخلي أو الخارجي, بينما تؤكد التحركات الأخيرة الجدية الأمريكية في التدخل بسوريا لضرب نضام الأسد وان ما نشاهده من انتفاش لدولة فارس ما هو إلا استعراض أمام قطعانها وسنشاهدها تتفرغ لرعي الأغنام في حل تدخلت أمريكا عسكرياً.
سوريا وما دورها في المنطقة إلا حلقة من سلسلة انتفاشات الباطل وعلوه في الأرض على وفق القضاء الكوني المقدر عند الله تعالى وأن هذه الانتفاشات إلى زوال وأن الله قدر وقضى أن نجم الباطل إلى أفول وإن اشتد الليل ظلمة وحلكة وأن الباطل زاهق ولاريب "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق", وأن صولة الحق لا يشك في قربها، ولا يجادل في عنفوانها، ولا يبارى فرسانها، وهي من الحسم تدنو أكثر فأكثر وإن اشتدت غربتها وإن عظمت المؤامرة عليها، ما استمسكنا بديننا وعدنا إلى شريعة ربنا وجعلنا الصراع مع عدونا أساسه الصراع العقدي فرفع التلمود شعاراً لجبهة اليهود والأعلام السوداء لجبهة الفرس لا يجابه إلا بآي الذكر والكتاب المبين.
إيران المجوسية في حقيقة الأمر لا تلام على ما تفعله في بلدان السنة لأنهم المجوس أقاموا لهم دولة ويبذلون في سبيل نشر دينهم كل ما أوتوا من قوة وسخروا لذلك ركائزهم وثرواتهم ويسلكون في التبشير بدينهم سبل المنصرين, الإغراء بالمال والنساء ويفتحون أبواب حوزاتهم في قم للآلاف المؤلفة ممن كانوا ينتمون لأهل السنة ويغدقون عليهم العطاء ليعودوا بعد ذلك إلى قومهم مبشرين بدين المجوس.. فاللوم كل اللوم يقع على العرب السائرين في إشباع شهواتهم: شهوة الملك والحرص على الدنيا وإذلال الشعوب المسحوقة والخوف من البشر وعدم الخوف من الله تعالى وهو أحق أن يخشى, ولا يكترثون بدين الشعوب, بل كثير منهم يحارب الإسلام باسم الإسلام.
أين تذهب آلاف المليارات التي تحصل عليها دول الخليج؟, أليست بعض -لا أقول كل- هذه الأموال كفيلة بإذن الله تعالى بأن تدحض باطل المجوس إذا هي أنفقت في خدمة دين الله وفتحت الجامعات في الجزيرة العربية أبوابها لأبناء السنة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قوامهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون خطر المجوس, ويحذرون منه؟.. ولكن علمتنا التجارب القريبة بأن هؤلاء العبيد عبيد الكراسي إذا أحسوا بالخطر يقترب منهم امتطوا صهوة الطائرات الخاصة وسلموا البلاد بمن فيها وما فيها للغازي المحتل.. وأين أولئك الذين لا هم لهم إلا تخدير العوام واحتكار المنهج ممن ابتلوا بتجريح المصلحين من العلماء والدعاة إلى الله تعالى والطعن فيهم من الخلف؟.. في مثل هذه المواقف شياطين خرس ولكن إذا ذكر عندهم أحد المصلحين رموه بكل داهية وحذروا منه الناس وقالوا هذا وأمثاله أخطر على الدين من اليهود والنصارى!.
ولذلك أعود فأقول لا يلام المجوس على تفانيهم في نشر دينهم وإدخال الأمم الأخرى في حروب مع الغرب والأمر لا يقتصر على المعممين فحسب بل يتعداهم إلى كل ذي منصب في الدولة على عكس ما يحصل عندنا-السنة-تماما يقرب كل صاحب فكر منحرف ويقصى كل ناصح أمين.. فكيف نفلح؟.. ويا ليت لنا نحن أهل السنة معشار ما لديهم مما يحملون من هم في نشر دينهم.. ولقد شكا الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه إلى الله جلد الفاجر وعجز الثقة, وكذلك قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه: (فو اعجباً في جد هؤلاء في باطلهم وعجزكم عن حقكم يا أشباه الرجال ولا رجال)..
ولذلك تعتقد هذه الأمة الغثاء أن بمقدورها استعادة القدس إلى أحضانها, كيف وهي تركت منهجها ولم تنصر من استغاثوا يطلبون نجدتها على أرض الشام فقد خرست الألسن وصمت الآذان لكي لا تسمع استغاثة المستغيثين وآلام المتوجعين.. ولذلك لن تستطيع هذه الأمة أن تستعيد القدس من بني صهيون حتى تستعيد أرضها المنهوبة من بني عمومه اليهود بني صفيون.. والسلام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد