;
محمد عبدالهادي الصبيحي
محمد عبدالهادي الصبيحي

إلى الآن ما الذي تغير؟ 1177

2013-11-01 17:06:05


بادئ ذي بدء عندما قلت إلى الآن ما الذي تغير أو ما هو الجديد الذي أفرزته ثورة الشباب على الساحة, فهذا لا يعني بكائي على عهد النظام السابق الذي جر البلاد إلى نفق مظلم وكانت على شفى جرف هار بسبب سياساته الخاطئة مع فساد ذريع في كل الأصعدة وبسبب هذه التراكمات التي كان النظام يعيش بمنأى عنها أدت في الاخير إلى اندلاع ثورة الشباب ولكن مازالت معاوله لا تقف عن العمل لشل حركة التنمية في الوطن ولإعطاب عجلة النهضة التي تتمثل في النهوض بهذا الوطن نحو الرقي والاستقرار والحياة الكريمة.. وكذلك لا يعني هذا إحراجاً لثورة الشباب التي كان لها النصيب الأوفر في قلب النظام, إلاّ أنّ هناك تدخلات من أطياف سياسية وقبلية غيرت بعض الشيء في مسار الثورة, حيث صبت قالب اهتمامها الكبير على سحب البساط من تحت أقدام علي عبدالله صالح وليس إقساطاً للنظام بكل رموزه وأركانه وهذا ما نعيشه اليوم, وفوق هذا وذاك أعطتنا الثورة العزيمة في تحقيق ما نصبوا إليه بثقتنا بالله وقوة إرادتنا مهما كانت القوة التي تقف أمامنا لثنينا أو لتنال منا أو أن توأد أحلامنا.. ولا يعني هذا تحاملاً على حكومة الوفاق رغم ما تعانيه من قصور ولعل الوضع الذي أتت عليه يكاد أن يُعفيها من بعض القصور لأنها جاءت على أرض جرداء نتيجة الوضع المتأزم حينذاك, إلاّ أنّ الأمور تهيأت لها في كثير من النواحي ومازالت الأوضاع على ما هي عليه, وليس ما تفتعله بعض القوى في تأزيم الوضع واللعب بالنار شماعة تعلق عليها الحكومة أعذارها, فالدولة إلى الآن لا تستطيع أن تضرب بيد من حديد لأن القبيلة ما زالت في مفاصلها وجزء من النظام.. فالحياة الكريمة مازالت محضاً من الخيال والبطالة لا تزال في رُقيّها المستمر تنذر بما هو أسوأ من قبل وتدق ناقوس الخطر والفقر يجتاح الكثير من البقاع ويوسع رقعته على الخارطة والتعليم هو الآخر لم يحظ بلفتة كريمة من قبل الدولة مازال على نفس منوال ما قبل الثورة والمخرج لا يكمن بوجود المعلم فحسب, بل تحسين البيئة التي من حوله, كيف ترجو من معلم أن يتفنن بمهاراته وهو غارق إلى أذنيه بهموم الحياة وكيف ترجو من طالب أن يبدع أو أن يكمل تعليمه وهو يحمل هم أسرة لا يكفيها مرتب, بل مرتبات لتعيش دون أن تزج بفلذات أكبادها في معترك الحياة.. والقطاع الصحي ليس بمنأى عن بقية القطاعات فهو الآخر يشكو الإهمال والقصور الكبير وهلّم جراً. فإلى متى نعيش هذا الحال ومتى سيسفر الظلام عن غدٍ مشرق تحيا به النفوس مطمئنة بفضل من الله في دولة يعني لها الكثير أبسط مواطن لينال حقوقه ولو كانت مغتصبة من قبل أكبر رجل في الدولة وفيها يجري الحكم على الفقير والغني سواء فلا الفقير بفقره يذل ولا الغني بغناه يعز وفي دولة يسري فيها القانون على كل مواطن ومن فيهم الرئيس.. فالحكومة نفس الحكومات السابقة لا تختلف عنهم ولا تتفرد عنهم بشيء قد يذكر, فلا تعرف إلا المساعدات والمعونات, إما أن تقف على رجلها لتصنع الكثير من فرص العمل فلا, لماذا لا تقوم بإنشاء مصانع في مختلف المجالات ودعمها للشباب وعمل نوادٍ علمية وأدبية ودعم ابتكارات الشباب وتنميتها وليس التكريم كل شيء, بل هو بداية المشوار حتى أن كثيراً من أدباءنا ومفكرينا لا نسمع عنهم إلاّ حين تأبينهم, لماذا لا نجعل من الصناعة أحد متطلبات الوطن لا غنى عنها حتى توازي ثورة النفط في الإيرادات؟, لماذا لا نطمح أن تكون بلادنا بلداً مصنعة؟, ما الذي ينقصنا لنلحق بدول الجوار على أقل تقدير؟.. لا نريد بذاخة العيش ولا ناطحات السحاب, بل حبهم لوطنهم ولشعبهم ولشعورهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم فجعلوا من بلدانهم مدناً تنافس مدن الغرب نفاسة وعراقة, لا أريد من حكومة الوفاق أن تبني ناطحات سحاب في صنعاء أو عدن أو غيرها من المحافظات بقدر ما أريده منها أن تكون صاحبة همة عالية وجهد جبار في بناء هذا الوطن ولتكن القبيلة أداة بناء إلى جانب الدولة كما في بلاد الجوار لا معول هدم كما تفعله بعض القبائل في قطع الطريق وتخريب المنشآت الحكومية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد