;
محمد المطري أبو الحارث
محمد المطري أبو الحارث

عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون 1379

2013-12-30 19:14:18


إن الله كان ولم يكن شيء غيره، فخلق السموات والأرض وما بينهما بالحق؛ ليعبد وحده لا شريك له، فأضلت الشياطين الناس عن عبادة الله الذي خلقهم، فأرسل الله إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب ليعبدوا وحده، وتبشرهم بالجنة إن أطاعوا الله، وتحذرهم من النار إن عصوه، وقد حرف اليهود والنصارى التوراة والإنجيل، وحفظ الله القرآن الذي أنزله على محمد خاتم النبيين ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور، وأظهر بالقرآن ـــ الذي هو كلام رب العالمين ـــ ما كان مخفيا عند أهل الكتاب، وقص عليهم فيه أكثر الذي هم فيه يختلفون، فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون!! فالتوراة التي أنزلها الله على نبيه موسى عليه الصلاة والسلام كانت واحدة فصارت النُّسخ المشهورة للتوراة ثلاث نسخ: النسخة العبرانية وهي المعتبرة عند اليهود وجمهور علماء البروتستانت، والنسخة اليونانية التي يعترف بها نصارى الكاثوليك والأرثوذكس، والنسخة السامرية المعتبرة عند اليهود السامريين. والإنجيل الذي أنزله الله على نبيه عيسى عليه الصلاة والسلام كان واحدا، فصارت سبعين إنجيلا، ولما أراد الإمبراطور قسطنطين جمْع النصارى على ملة واحدة، واجتمع بأحبارهم في مَجمَع نيقية سنة (325م)، أمر الإمبراطور بإحراق تلك الأناجيل كلها إلا أربعة أناجيل وهي التي بأيدي النصارى اليوم: إنجيل متى ويوحنا ومرقس ولوقا، وفيها تحريف وزيادة ونقصان، وكذبوا على الله أنه ثالث ثلاثة، وأن عيسى ابن الله، سبحان الله عما يصفون. والحق هو ما أخبرنا الله في كتابه القرآن أن عيسى هو ابن مريم, وأن الله خلقه من غير أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم, والله على كل شيء قدير, قال الله سبحانه: ((إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)). بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ: ((قُلْ هُو اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)). ولو كان التثليث حقاً كما يدعي النصارى الضالون لكان الواجب على موسى عليه السلام وأنبياء بني إسرائيل أن يبينوه حق التبيين, فالعجب كل العجب أن تكون شريعة موسى خالية عن بيان هذه العقيدة التي هي مدار النجاة على زعم أهل التثليث, ولا يمكن نجاة أحد بدونها نبياً كان أو غير نبي ومع ذلك لن تذكر في التوراة التي يسميها النصارى العهد القديم!! والعجب كيف يدعي النصارى أن التثليث والتوحيد لا يختلفان، فيقولون: الآب والابن وروح القدس إله واحد، أي 1+1+1=1 ومعلوم أن 1+1+1=3، ولكنهم أضل الناس وسماهم الله الضالين في أول المصحف سورة الفاتحة. ومن العجائب أنه رغم تحريف الأناجيل إلا أنه ما زال فيها أقوال كثيرة تدل على التوحيد منها: ما في إنجيل يوحنا (17/3) أن عيسى قال: " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك, ويسوع المسيح الذي أرسلته ". وفي إنجيل مرقس (12/29): " الرب إلهنا رب واحد ". ونقول لجميع النصارى ما قال الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: ((أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُو السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)). إن المسيح عليه الصلاة والسلام هو عبد الله ورسوله وهو بريء من هذه العقيدة الكفرية عقيدة التثليث, ولم يعبد أي نبي من الأنبياء عيسى ولا عبدوا الصليب, بل كلهم كان يعبد الله وحده لا شريك له، قال الله في كتابه القرآن المجيد: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) وقال سبحانه: ((قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ * أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)). وما زال في الأناجيل التي بأيدي النصارى اليوم البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم ومن ذلك: ما في إنجيل يوحنا (16/7،12،13): " لكني أقول لكم: الحق إنه خير لكم أن أنطلق؛ لأني إن لم أنطلق لم يأتكم الفارقليط، فأما إن انطلقت أرسلته إليكم. وإن لي كلاماً كثيرا أقوله لكم ولكنكم لستم تطيقون حمله الآن. وإذا جاء روح الحق ذاك فهو يعلمكم جميع الحق؛ لأنه لا ينطق من عنده بل يتكلم بكل ما يسمع ويخبركم بما سيأتي ". ولفظ: فارقليط معرّب من اللفظ اليوناني، ومعناه قريب من معنى محمد وأحمد، وقد أخبر الله في القرآن بأن عيسى بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقال: ((وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ)). وقد قال الله في كتابه الحكيم عن محمد صلى الله عليه وسلم: ((الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)). إن النصارى قد سبوا الله مسبة لم يسبه بها أحد غيرهم، قال الله سبحانه محذرا لهم: ((وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا))، وقال سبحانه: ((وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)). روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار». إن من المؤسف أن نرى بعض المسلمين بلغ به الجهل بدينه أن يحب النصارى ولا يتبرأ منهم، ومنهم من يدافع عنهم ولا يكفرهم، وقد قال الله سبحانه: ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُو المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَاللَّهُ هُو السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)). إن الناظر في التاريخ القديم والمعاصر يجد أن ما أصاب المسلمين في الحملات الصليبية المتعددة من ظلم وقتل للمسلمين، واحتلال لبلادهم، ونهب لخيراتهم أضعاف ما أصابهم من اليهود، كم قتلوا من العباد وخربوا البلاد، كم هتكوا من عرض وأفسدوا في الأرض، وهل اليهود المحتلون لفلسطين إلا سيئة من سيئات النصارى؟! فمن احتل فلسطين إلا النصارى الإنجليز ثم سلموها لليهود؟! ومن احتل البلاد العربية كلها عدا شمال اليمن وبعض الجزيرة العربية إلا النصارى؟! كم قتل النصارى من المسلمين في تلك البلدان الإسلامية التي كانت تجاهد لتحريرها من احتلالهم؟! في الجزائر فقط قتل النصارى الفرنسيون أكثر من مليون ونصف!! وكم قتل النصارى الإيطاليون من المسلمين في ليبيا؟! وكم قتل النصارى الأميركيون من المسلمين في أفغانستان والعراق والصومال واليمن؟! وصدق الله إذ يقول: ((وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)). لن يزالوا يقاتلون المسلمين إلى قيام الساعة ما دام المسلمون متمسكين بدينهم، ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ))، ((إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا)) يكيدون بالمسلمين عسكريا وثقافيا واقتصاديا، وقد أخبرنا الله عن سعيهم في إفساد أمور المسلمين فقال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)). أيها المسلم عليك أن تعتز بدين الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده، وتتبرأ من كل دين سواه كما قال الله سبحانه: ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ* لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)). أيها المسلم عليك أن تعلم أن الإسلام هو الحق وتدعو من استطعت من الكفار إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، قال الله سبحانه: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ فمن ضلالات النصارى احتفالهم بما يسمى عيد الكريسمس، ويعتقدون أنه اليوم الذي ولد فيه عيسى عليه الصلاة والسلام، ونحن أحق بعيسى منهم، فنحن المسلمين نؤمن أنه عبد الله ورسوله، أما هم فيعبدونه مع الله ويدَّعون أنه ابن الله، ولا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك. وكيف يشاركهم المسلم في عيدهم أو يهنئهم عليه وهم يحتفلون بمسبة الله ويزعمون أن هذا يوم ميلاد ابن الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا؟! فهذا من التعاون على الإثم والعدوان والله سبحانه يقول: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } وقد أفتى أهل العلم القدامى والمعاصرين بحرمة ذلك وننقل لكم فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: سئل: ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسمس؛ لأنهم يعملون معنا؟ وكيف نرد عليهم إذا حيونا بها؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذكر بغير قصد وإنما فعله إما مجاملة أو حياء أو إحراجاً أو غير ذلك من الأسباب؟ أفتونا مأجورين. فأجاب رحمه الله: تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة حيث قال: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم ؛ فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب؛ بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر؛ فقد تعرض لمقت الله وسخطه). وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم؛ لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى: { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}. وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا. وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى؛ لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نُسِخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق وقال فيه: { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }. وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم لها لما في ذلك من مشاركتهم فيها. وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل. ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو تودداً أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد