;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

لم نُخلق لنبقى.. 1557

2014-01-06 19:24:45


تمر حياة الإنسان بالكثير من المحطات التراجيدية والكوميدية الرائعة بين فترة وأخرى. ولاشك أن هذا الخليط المتجانس من مشاعر الحزن والفرح والخوف والطمأنينة هو ما يشكل خبرات ومواقف الإنسان تجاه كل من حوله وما حوله، وبالرغم من أن حياتنا مشحونة بفيروسات النسيان إلا أننا نتذكر باستمرار تلك المواقف والمشاعر الحزينة أكثر من تذكرنا لمواقف الطمأنينة والفرح، فلماذا تعلق الأحزان في ذاكرة أحدنا أكثر من أفراحه؟ ولماذا نحتاج للكثير من الوقت لنتذكر موقفاً طريفاً أو مسلياً، بينما يمكننا تذكر مواقف الحزن والخوف والهلع في ثوانٍ معدودة، حين قال الله تعالى في كتابه الكريم (لقد خلقنا الإنسان في كبد) فإنه تعالى قد وضع الأساس الذي بُنيت عليه حقيقة مشاعرنا تجاه الحياة، وإذاً فمن أين يمكن أن يأتي الفرح والسعادة والطمأنينة في حياة كل ما فيها عناء ومشقة؟ المتأمل لحال الإنسان سيكتشف تاريخاً مريراً من النزاعات والأطماع المبنية على جسر الأمل والرغبة في البقاء والشعور بالخلود، لكن مثل هذه الجسور الوهمية من الضروري أن تقع وتتلاشى وتنهار لأن الإنسان لم يخلق ليبقى وإنما ليفنى كما أن هذا المستقر الطبيعي الذي هيأه الله لمعيشة الإنسان لم يوجد إلا في ظل احتياج تاريخي مؤقت سيزول تماماً حين تأتي لحظة الحساب الختامي لحياة البشر، وإذاً فكيف نتوقع الاستقرار والأمن والفرح من حياة خلقت لتزول ووجدت لتتلاشى؟ الحياة بما فيها إذاً مجرد موقف استثنائي في حياة الإنسان، فهي قاعة ضخمة لامتحان تطبيقي صعب جداً يستمر منذ الولادة وحتى لحظة الممات، حين أمارس رياضتي المفضلة (رياضة التأمل) أجد الكثير مما تعجز عن وصفه الكلمات أو الصور. مواقف متباينة تنتهي بمشهد واحد، آراء متضاربة تسير نحو وجهة واحدة، أشخاص لا يرى أحدهم الآخر إلا عدواً وربما حملتهم بطن واحدة، ممتلكات ينفق أصحابها لأجلها الكثير ثم تصبح نعوشاً تقلهم إلى حفرة الطين الخالية من أي ذرة ترف.. يحدث كثيراً وسيحدث كل يوم مادامت الأرض والسماوات، لهذا لا نجد للفرح مساحة كبيرة في حياتنا في مثل هذه الدار، دار الحياة الدنيا، ربما أذهلتنا عن حقيقة الآخرة بما فيها من زينة ومُتع لا تُعد ولا تحصى، لكن ما الجدوى أن يتعلق المرء منا بزينة كاذبة ومتعة زائلة؟.. إن كان لابد من التعلق فلنتعلق بدار البقاء التي لا يزول متاعها ولا توصف زينتها، وحتى تصل إلى هذه القناعة أكثر من التأمل في مواقف حياتك وتعلم وصف وتفسير الحياة من حولك، وستصل إلى قناعة التعلق بالآخرة بعد أن ترى أن كل ما تتأمله من حولك كان لسواك يوماً وسيكون لأخرين من بعدك وهكذا.. لذا نعيش في شحةٍ من الفرح، يحيط بنا الحزن من كل جانب، الحياة التي نريد ليست هنا ولن تكون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

د.محمد جميح

2024-06-01 23:47:16

لص وقح

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد