;
عزام المحامي
عزام المحامي

تَطَرُّفٌ مِنْ نَوْعٍ آخر ! 1152

2014-04-13 13:36:12


تلوذ المجتمعات إلى فهم معنى التطرف وتهوى أن تقيم دراسة حول ذلك وقضية نقاش تطرح اليوم وهي تطرف من نوع آخر وهو (تطرف) نادي القضاة  فأنا عندما أطلقت هذا المصطلح بعد دراسة عميقة لما يدور في الواقع وحول مستقبل هذا النادي الناشئ وحول ما إذا كان يحتاج إلى سياسة معينة لبناء استراتيجيته ومرور هذه الفترة دون صنع أي إنجاز يذكر ومفهوم حول ما هي التداعيات الأخيرة للإضراب .

عندما عنونت بداية مقالي عن التطرف وعن مدى فهم المجتمع لمعنى التطرف وعن ظهور تطرف جديد من نوع أخر فإن هذا التطرف جاء من جهة لم يفكر أي منا حصوله ولو لحظة  من قبل(السلك القضائي ) حيث أنه لم يصنع أي إنجاز يذكر منذ تأسيسه وحتى الآن لاسيما أنه جاء لتصحيح أوضاع القضاة وبناء استراتيجية مستقبلية تساعدهم في مواجهات المشكلات المستقبلية التي قد تواجههم ومن أهمها توفير المناخ المناسب للقاضي في أداء عمله وما إلى ذلك من توابع ناهيك أنه وعلى الرغم من مرور عام لم يؤسس قواعد تحكمه ولم يستوفِ معايير تنميته بل إنه اسم يطلق دون عمل يبرز حيث أنه جاء ليدمر آمال وأحلام الكثيرين من القضاة والمتقاضين لاسيما وأنه جاء ليبعث الشك في نفس المجتمع ولأن هناك أمور مفتعلة لتعرقل مسار تحول ديمقراطي أو عرقلة تحول المشهد السياسي أو تحقيق غرض معين لا يخدم القضاة بل يخدم أصحاب سوابق بالفساد ممن كان لهم وطئت رجلٍ أو فرعنة حزبٍ على هذا النادي الذي ومع احترامي له تأسس وفق معايير حزبية واستخدم لغة الأحزاب في تصرفاته أكثر من مرة ليدمر ما وجد من مبادئ قضائية سابقة على تشكيله.

إن نادي القضاة انتخب من أجل أن يغير مجرى الأمور لخدمة السلك القضائي ولكنه زاد الطين بله حيث أنه أضعف دور القاضي وأهمله حيث جعله آلة بيده فمتى ما شاء وجهه بالإضراب الذي لا مبرر له ومتى ما شاء علق الإضراب وأمره بالعمل فبدلاً من أن يرتقوا بأنفسهم لأنهم لم يتخرجوا من دائرة محو الأمية وإنما تخرجوا من أرقى الكليات الأكاديمية في الدولة وهو (معهد القضاء العالي ) أي أنهم أكثر الناس دراية و إلماماً في المجتمع فهم أكثر فهماً وعلماً والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو لماذا أهم سلطة بالدولة تمارس فن التقليد وفن التمثيل وكأنها إحدى النقابات العمالية ؟.

 إن أكبر خطأ أرتكب هو انتخاب نادي القضاة لأن الاستراتيجية الفكرية التي ينتهجها في هذه المرحلة ستؤثر على مستقبل اليمن المرهون بيد القضاة فلا تفسدوا تاريخكم وتحذفوا نقطه ليصبح (نادي الفضاة ) أي أنه لا يوجد عمل لكم سوى تحديد متى الإضراب .

والناس في هذه المرحلة جميعاً يحتاجون إلى القضاء لأنه لا توجد جهة كفيلة بإنصافهم سوى القضاة علماً أن هناك رابط قوي ما بين القضاء وما بين الأمن فتوقف عجلة القضاء هو توقف عجلة الأمن ثم توقف عجلة القانون ثم يسود القانون الجاهلي وهو أن كل شخص كفيل بأن يأخذ حقوقه بنفسه سواء بالقتل وتسود البلطجة أو ما إلى ذلك فأنا أناشد منظمات المجتمع المدني لرصد كل الجرائم التي تما رس نتيجة غياب القضاة لكي يتم محاكمة نادي القضاة ولأن تسويق فكرة (الإضراب ) جاءت حزبياً ولم يتم تسويقها نتيجة مفهوم حيادي حيث أن هذا الإضراب يأتي نتيجة اختطاف قاضي تم الإفراج عنه ونحن نعرف أن اختطاف القاضي هي قضية مجتمعية قبل أن تكن قضية تخص النادي ولكن عدم وضع تشريعي عقابي خاص ضد من يعتدي على أعضاء السلطة القضائية سهل ارتكاب هذه الجرائم بين الفينة والأخرى.

 أما أننا سنظل أمام هذه المسرحية الهزلية  وكأنهم يضربون لأنه لم تعد توجد مشكلة عالقة أمامهم فالقضاء والعدل يسودان أرجاء المعمورة حتى أن إضرابهم يعد في نظرهم ترفيهياً عما قاموا به من إقامة العدل ولا يعلمون أن تاريخ بعض القضاة أسود مجرد من الدين والأمانة والقيم الإنسانية ومعظم أحكامهم تصدر بمقابل    وهؤلاء هم من أساءوا إلى القضاة الشرفاء والحقيقة( أن تأسيس نادي القضاء للقضاء على القضاء دون وضع حل للاعتداء على القضاء فمات القضاء)

فثمة إضراب في دولة أوربية أو عربية لمدة يوم أو يومين تؤدي إلى خروج الشعب برمته لمناشدة الحكومة ومناشدة للدول المجاورة لإنقاذهم من الظاهرة الخطيرة المتمثلة في إضراب القضاة فلا يستمر الإضراب عندهم سوى يوم أو يومين بالكثير لأنه يسبب لهم عرقلة بالاقتصاد القومي للبلد وعرقلة للتنمية وعرقلة لأداء الحكومة وعرقلة لأداء الأمن.

 دولة من الدول قام القضاة بالإضراب وخرج عامة الشعب فلم يستمر غير اثنا عشر ساعة فقط أما نحن فحدث ولا حرج فما بين أسبوع وشهر وشهرين وأكثر حتى اعتقدت في نفسي أنه تم التنجيم لعدد الأيام عبر كاهن فما بين ثانية ودقيقة  يأتون بمطالب وكأننا دولة عملاقة كأمريكا وألمانيا وإيطاليا فنستطيع تنفيذ هذه المطالب على وجه السرعة ولا يعلمون أننا في مرحلة يرثى لها فالحكومة في الوقت الحالي لا تتحمل حتى إضراب عمال النظافة نتيجة التراكمات المختزلة على عاتقها سواء من حراك الجنوب أو من مشاكل الشمال.

اصنعوا من نادي القضاة نادي لحل المشاكل وصياغة الحلول لا نادي لعب كرة لرصد أهداف وهمية يفوز الحكم, المستفيد من اللعبة السياسية في الوقت الحالي.

 دعونا وشأننا فوطننا يئن وبحاجة إلى سواعدكم لتحضنوه وتنصفوه أما أن يجتمع الاثنين الوطن يئن والقضاء يئن فحان للشعب أن يموت.

إن إضرابكم ليوم كفيل بأن يقتل المئات وما دام والقاضي قد أفرج عنه فإن على القضاة أن يعودوا إلى المحاكم للعمل وتشكل لجنة من النادي لمتابعة الجناة وإيداعهم السجون أي أن تمشي الأمور كل في اتجاه أما أن يتم العبث واصطناع مطالب زائفة ومبررات واهية لمزيد من الإضراب فهذا كلام غير صحيح فنحن إذا لم تعودوا للعمل فإننا سنشكل لجان شعبية من أبناء البلد علماء ودكاترة جامعات يتربعون على كراسي المحاكم ويتم الإشراف عليهم ونخرج للشارع لنطالب بقطع الرواتب على أعضاء النادي وتسليمها للجان الشعبية كي تسلم إلى من يقومون بالواجب لأن إضرابكم في هذا الوقت العصيب يخلق ظاهرة ستعاني منها اليمن مستقبلاً وتكون نقطة تحول للفوضى وخلق الأزمات وتسود أعراف الجاهلية.

 أخيراً أعزي نفسي وجميع الـشعب على موت ولد منشئ (النادي) كنا نامل منه كل خير وأن يقوم بمهام والده (المنتدى ) ليأتي الابن أكثر إهمالاً من والده (المنتدى) مع أن أباه كان غائباً يؤذي نفسه ولا يؤذي العامة ولكن الولد الناشئ (النادي )جاء ليؤذي نفسه ويؤذي العامة.

 أخيراً أعتذر عما سلف مني سابقاً لأني قدمت رسالة  مجتمع لأن هناك أطراف هي من تفتعل الإضراب لتحقيق أغراضها الدنيئة ونتمنى منكم أن تعود لإنقاذ المجتمع من شيخوخة اليأس وتعملوا وفق ما يرضي الله ويرضي القانون .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد