;
عزام المحامي
عزام المحامي

رِوَايَةٌ فِي كَفَّتي المِيْزَان 1300

2014-05-13 16:17:01


حدثني أستاذي عن ميزان, ربط الميزان بدرس.. كنت صغير السنِّ متوسط العقلِ يحدثني بلهفة.. ربط الميزان بعدل, ربط العدل بقاضي ينطق همسة.. ينطق كلمة ينطق حرفا.. يفشي سراً.. أخبرنا عن عمامة خضراء وكوفية بيضاء, فاللون الأخضر يغطي المساحة السوداء, ينشر خيرا, ينشر فائدة, يعطي الناس حقوقا, يقذف بالمجرم بحرا كانت أول حصة..

جاء اليوم التالي وأخبرني أنه سيكمل الدرس الباقي وعن أسئلة متداولة بالسر وبالإخفاء... عذرا يا مدرسي عفواً.. لماذا الدرس يدوم طويلا.. عفوا يا طالب, فدرسي مهم ومؤثر يروي عن طائفة يقضون على المنكر.. عفوا يا أستاذي أعطني درسا آخر.. عفوا يا طالب لن أخرج عن المقرر.. تأثرت من مدرسي وهمست في نفسي لماذا الدرس كبر.. لماذا هناك دروس لم تتغير.. نتداول موضوعا وكأنه لا شيء بعده يذكر واسترجعت ذهني وأقلب عيني وألتفت يساري يميني.. الدرس يوم تلو يوم وهو مكرر, حقيقة إنه مهم ومؤثر سأدونه في الدفتر, يحكي عن عمامة خضراء وكوفية بيضاء.. صرت أفكر ثم أفكر..

 جاء الأستاذ اليوم التالي, يحكي عن درس آخر, صرخت بأعلى صوتي أكمل الدرس الباقي عن المقرر عن عدل يسود وعن مجرم يقود.. قال يا ولدي هم قضاة هم وطن لا شيء بعدهم يذكر.. هم محبة النفع والخير لجميع الخلق.. هم خلفاء الله في الأرض.. هم من يحمون العرض, هم من يؤدون الغرض.. يدعون الحق.. ينصرون المظلوم.. يؤوون الضعفاء.. هم يا ولدي يخدمون الوطن أثناء موت الوطن.. يا ولدي صفاتهم أن حب الذات لم يسيطر.. إن الأنانية مرض مدمر.. يا أستاذي هل هذا كل الدرس.. يا طالب لم أذكر غير سطر من دفتر.. هم ميزان تأتي إليهم فقيرا غنيا.. لا يتأثرون بالمظهر.. رفعت صوتي وقلت كفاية.. يا أستاذي هل هذا حقيقة أم رواية.. غضب المدرس وقال اصمت أوع وكأنك لا تعيش بين الأوساط المجتمعية..

بدأت أكبر وأتنفس الكتب والواقع والمحضر.. بدأت أكبر ثم أكبر حتى وصلت السابع عشر.. خرجت إلى كوخ صغير كان به رجل هرم أشبه بالهيكل .. يخيمه الأسى مترهلا.. متقوقعا في الظلام, يغني أغنية المصباح المنير وهو في الضوء الحالك.. يروي عن قصة مات روادها واختفت بالمظهر.. أخبرني عن عدل مات وعن وضاح وعن خنفر.. اصمت يا شيبة واسترح.. قال يا ولدي يكفي الميزان ذاب بيد الجلاد ليحيا الديناصور الأكبر.. التفتُ بطرف عيني وقلت اصمت يا شيبة, لا تتكلم واحذر, فالعدل يزين البلاد بالمظهر.. فالمجرم في السجن يقبع.. والعدل يجوب مسرعاً.. سأروي لك عن أستاذي وعن درس كان مقرراً, رويت طويلاً عن عمر عن ابي بكر عن العلماء عن القضاء.. رد إلي يا ولدي عدلك مهجور يُهجر ذبحوا الميزان وشنقوا العدالة ودفنوها بالمقبر.. رفعت صوتي وقلت هل هم الرجال المدونون في الدفتر.. يا ولدي الحقوق تباع على المتجر, فضريبتي أني مترهل لا قوت يشبعني ولا ولد يؤويني ولا ميزان ينصفني ولا جلاد يرحمني استسلمت لميزان مرتفع عن الحق بمقياس المنكر.. يا ولدي صبرا صبرا فطاقتي بدأت تتعثر لا احتمل رواياتك.. فأنا عشت على أرض الواقع لم أعش في المهجر.. يا شيبة سأعيد لك ما دونته على الدفتر... يا ولدي تُعلمني.. فأنا رجل هرم.. شرب العمر.. تلاحقه السنين ويلاحقها.. منذ سنوات مطرقة تحكم.. وأبو المطرقة يقبع خلف ستار المخرج يغصب المسرح أن يقدم نموذج الهراء عن الأرض والعدل والمفلح المسرح مات خوفا.. يا شيبة هل لي من عزاء على المسرح.. يا ولدي أنت لا تعرف ما المسرح.. المسرح وطني ووطني يقبع خلف المطرقة.. يناديني كئيبا.. كان هناك منذ سنوات رجل وسندان ومطرقة.. اختفى كل هذا فلم أر إلا الملامح.

إلى الآن لا أدري من أصدق هل أستاذ تعلم ليروي لي ما تعلمه أم شيخاً شرب العمر وتلاحقه السنين؟..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد