لا يخفى على الجميع ما يحدث للبلد من نكبات هنا وهناك, مما يؤثر ذلك سلباً على حياة المواطن فيتحمل أعباء إضافية إلى سابقاتها, وأصبح لا يستطيع تحمُّلها, بل لقد وصل به الحال إلى عدم القدرة على توفير متطلبات الحياة اليومية الأساسية, وصار المواطن في حالة استنفار دائم للبحث عن لقمة العيش, نظراً لغلاء أسعارها, وانعدام بعض المواد كالغاز والبترول والديزل, إضافة إلى انطفاء الكهرباء المستمر فأصبح شغله الشاغل البحث عنها وخاصةً أصحاب سيارات الأجرة الذين يريدون العمل بها ويواجهون تجار الأزمات الجشعين من أصحاب المحطات الذين يريدون الربح على حساب قٌوتِ المواطنين البسطاء, فما يحدث في محطات الوقود شيء لا يُصدَّق, طوابير طويلة تمتد لمئات الأمتار بالسيارات والناقلات والدرجات النارية وكذلك المواطنين الحاملين معهم دبات فارغه لتعبئتها فيظلون في انتظارٍ لأيام للحصول على دبة سعة "20" لتراً من الوقود, وهذا ما حدث معي في إحدى محطات النفط باحثاً عن "10" لترات وقود لماطور الكهرباء الخاص بمنزلي فظللت أكثر من ثمانِ ساعات وأقفاص لأحصل عليها في إحدى محطات شركة النفط فإذا بأحد الأخوة المارين من أمامنا يهمس لي بأن هناك محطة أخرى تقوم بالتعبئة بدون تعب أو ملل ويتمتع صاحبها بالرضى بالقليل والأمانة فذهبت إليها مسرعاً ولم أقف سوى عشر دقائق حتى حصلت على طلبي منها ووجدتهم يعملون دون عراقيل ومالكها يحث العاملين فيها بتزويد المواطنين بمادة البترول بدون صعوبة أو عراقيل ويطمئنهم بأنه لن يقفلها في وجوههم وأن لديه مخزون يكفيهم جميعاً وسوف يحصلون على كفايتهم فلا داعي للقلق ومن هنا نوجه لمالك هذه المحطة التحية والشكر والتقدير له مني ومن جميع أبناء إب جميعاً, لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله وأمثاله قليلون وأصبحوا نادرين جداً في ظل ما تشهده البلد من أزمات يفتعلها مالكو المحطات تجار الأزمات الجشعين ونطالبهم بالاقتداء بمالك هذه المحطة حتى لا يخسروا سمعتهم..
ونطالب شركة النفط بمراقبة بقية المحطات حتى لا تزداد الأزمة وحتى لا يكونوا جزءً منها ومحاسبة هؤلاء الجشعون..
صادق الشهاري
أنقذوا الشعب من تجار الأزمات 884