;
محمد عبد ربه
محمد عبد ربه

حتى نفهم ما يقترفونه من قتل للأطفال والنساء وإبادة للشجر والحجر 723

2014-08-05 17:01:16


إن ما رآه العالَمُ من أحداث دمويَّة، وجرائمَ بربرية، اقْتَرَفَتْها المحتلون بحق أهلنا في قطاع غزة - إنما هي أفعالٌ ناجمةٌ عن مبادئَ عقديَّة، ودوافع دينية، وثمراتٌ للنبْتِ النامي من جذورٍ توراتيَّة وتلمودية، وصارت نبراسًا لأجيالِهم، ومنطلقًا لأفعالِهم، فهم - كما يأفكون - شعبُ الله المختار، وأبناءُ الله وأحباؤُه، وما عداهم حيوانات في صور آدمية، خُلقوا لخدمتِهم، ووُجدوا ليكونوا عبيدًا لهم، لا إنسانية فيهم، ولا حرمة لهم، ولا قيمة لأرواحهم ولا لدمائهم، ولا لأعراضهم وأموالهم.

وقد ورد في توراتهم: "أنتم أولادٌ للرب إلهِكم".

وقال الله عنهم: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 75].

وقد افتَرَوا في التوراة عنْ أفضليتهم:

- ولكن الرب إنما التصق بآبائك ليحبهم، فاختار من بعدهم نسلهم، الذي هو أنتم فوق جميع الشعوب.

- حين تقرب من مدينة لكي تحاربها، استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشَّعْب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستَعبَد لك.

- ونسبوا إلى النبي حزقيال: لا تشفق أعينكم، ولا تعفوا عن الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، واقتلوا للهلاك.

- وقالتْ توراتهم: العدل أن يقتل اليهودي بيده كافرًا؛ لأن مَن يسفك دم الكافر يقدم قربانًا لله.

- وجاء في سفر إرميا: ومَلعونٌ مَنْ يَمنَعُ سَيفَهُ عَنِ الدم.

- وجاء في سفر يشوع: وأخذوا المدينة وحرموا كل ما في المدينة - أي: قتلوهم - من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف.

- وجاء في سفر التثنية: وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًّا، التي ليست في مدن هؤلاء الأمم هنا، أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا، فلا تستبقِ منهم نسمة، بل تُحرمها تحريمًا: الحثيين، والأموريين، والكنعانيين، والفرزيين، والحويين، واليبوسيين، كما أمرك الرب إلهك.

- وجاء في سفر التثنية: فضَرْبًا تضربُ سُكان تلك المدينة بحد السيفِ، وتُحرمُها بكلِّ ما فيها مع بهائمها بحدِّ السيفِ، واجْمَع كل أمتعتها إلى وسطِ ساحتها، وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتِها كاملة للرب إلهك، فتكون تلاًّ إلى الأبد لا تُبنى بعدُ.

- وجاء في سفر صموئيل الأول: فالآنَ اذهَبْ واضرِبْ عَماليقَ، وحَرِّمُوا كُل ما له، ولا تَعْفُ عنهم؛ بلِ اقْتُلْ رَجُلاً وامرأة، طفلاً ورضيعًا، بقرًا وغنمًا، جملاً وحمارًا.

واليوم، إذا أردنا أن نعودَ من غياهب الإفك التوراتي، إلى العدوان الوحشي، فإنَّنا نجدُ أنه خلال أحداث غزة الأخيرة أفتى الحاخام "يسرائيل روزين"، رئيس معهد "تسوميت": أنه يجب تطبيق حكم "عملاق"، على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه، ويصرح بتحديد "عملاق هذا العصر"، بقوله: "إنهم الفلسطينيون".

ويقول: "مَن يقتل الطلاب، وهم يتلون التوراة، ويطلق الصواريخ على مدينة سديروت فيثير الفزع في نفوس الرجال والنساء، من يرقص على الدماء - هو عملاق، يجب أن نرد عليه بكراهية مضادة، وعلينا أن ننزع أي أثر للإنسانية في تعاملنا معه، حتى ننتصر".

وقد أيَّد عدد من كبار الحاخامات فتوى ذلك الحاخام؛ منهم:

- الحاخام "مردخاي إلياهو": الذي يعدُّ المرجعيةَ الدينية الأولى للتيار الديني القومي في الكيان العبري، والذي شغل في الماضي منصب الحاخام الشرقي الأكبر - يؤيِّد تطبيق الحكم، بل إنه دائمًا يشير إلى إحدى العبارات التي وردتْ في الحكم، وتقول: "اذكر عدوك وأبِدْه".

- والحاخام "شلوموا إلياهو": الحاخام الأكبر لمدينة صفد، الذي كتب مقالاً مؤيدًا لتطبيق حكم العماليق؛ حيث قال: "لا توجد أية مشكلة أخلاقية في سحق الأشرار".

- والحاخام "دوف ليئور": رئيس مجلس حاخامات المستوطنات في الضفة الغربية، فيقول قاصدًا الفلسطينيين: "كل من يريد تدمير إسرائيل، يجب تطبيق حكم عملاق فيه".

- وأما الحاخام "أوري لبيانسكي": رئيس المجلس البلدي اليهودي في القدس المحتلة، فقد قال في كلمته في جنازة طلاب المدرسة الدينية، الذين قتلوا في عملية إطلاق النار التي نفذها الشهيد علاء أبو دهيم: "إنه يستذكر اللحظات التي سبقت صدور حكم التوراة في العماليق".

- إلا أن الحاخام "اليعازر الهارستون": مدير المدرسة الدينية في مدينة حولون قال: "إنه من ناحية عملية لن يكون بوسع اليهود قتل الأطفال والعجائز والنساء".

ولنُدققْ في قوله: "من ناحية عملية"، ولنفرق بينها وبين النواحي الإنسانية، أو الدينية.

- وقبل تلك الفتوى بأشْهُر، دعا "مجلس الحاخامات" في فِلَسْطين المحتلَّة الحكومة الإسرائيلية إلى إصدار الأوامر بقتْل المدنيين في غزة، مشيرًا إلى أن "التوراة" تجيز قتْل الأطفال والنساء في زمن الحرب.

وهذه أقوال لبعض شياطينهم:

- قال الحاخام الأكبر، "إبراهام شابير" في رسالة وجَّهها لمؤتمر شبابي صِهْيَوْني، عقد في "بروكلين"، في الولايات المتحدة: "نريد شبابًا يهوديًّا قويًّا أو شديدًا، نريد شبابًا يهوديًّا يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين، الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم منَ الأرض، يجب أن نتخلَّص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم".

- وصرح الحاخام "مردخاي إلياهو"، الحاخام الشرقي الأكبر سابقًا، في خطاب أمام عدد من منتسبي المدارس الدينية العسكرية: "لنا أعداء كثيرون، وهناك مَن يتربَّص بنا وينتظر الفرصة للانقضاض علينا، وهؤلاء بإمكاننا - عبر الإجراءات العسكرية - أن نواجههم، لكن ما لا نستطيع مواجهته هو ذلك الكتاب الذي يسمونه "قرآن"، هذا عدونا الأوحد، هذا العدو لا تستطيع وسائلنا العسكرية مواجهته".

- وقال الحاخام "إسحاق بيريتس"، أمام عدد من المجندين الجدد: إذا استمر ارتفاع الأذان الذي يدعو المسلمين للصلاة كل يوم خمس مرات في القاهرة وعمان والرباط، فلا تَتَحَدَّثُوا عن السلام.

- وجاء في "كُتَيبٍ"، نشرته قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي عام 1973م: "ينبغي عدم الثِّقة بالعربي في أي ظرف من الظروف، حتى وإن أعطى انطباعًا بأنه متمدن، ففي الحرب يسمح لقواتنا وهي تهاجم العدو بل إنها مأمورة بـ(الهالاخاه)"، وهو النِّظام القانوني لليهودية الحاخامية، المستمدة منَ التلمود البابلي بقتل حتى المدنيين الطيبين.

- وأفتى الكولونيل الحاخام "أفيدان زيميل" في كتاب: "طهارة السلاح في ضوء الهالاخاه" بـ: "أنَّ اليهودي الذي يقتل أحد الأغيار، يكون قد ارتكب معصية غير قابلة لعقوبةٍ صادرة عن محكمة".

- وأما الحاخام "عوفاديا يوسف"، الزعيم الروحي لحزب "شاس"، اليهودي الشرقي، فقد قال عن العرب: "إنهم أسوأ من الثعابين، إنهم أفاعٍ سامة".

وقال: "هؤلاء الأشرار العرب تقول النصوص الدينية: إن الله ندم على خلقه أبناء إسماعيل هؤلاء، وإن العرب يتكاثرون كالنمل، تبًّا لهم، فليذهبوا إلى الجحيم".

- وقد أشاد الحاخام "بورج" بالمجرم "باروخ جولد شتاين"، منفِّذ مجزرة المسجد الإبراهيمي بمنتصف رمضان 1994 م بالخليل بقوله: "إن ما قام به باروخ جولد شتاين تقديسٌ لله، ومنَ الواجبات اليهودية الدينية".

- وكان قد بارك الحاخام الأكبر: "إسرائيل مئيرلاو" سياسة شارون في تصفية زعماء المقاومة الفلسطينية بقوله: "إن الأسلوب الوقائي واعتراض الناشطين الفِلَسْطينيين مُبرر تمامًا من ناحية التقليد الديني اليهودي، وإن إسرائيل تخوض حربًا من حروب الوصايا، تقتضي الشريعة في إطارها ليس فقط الدفاع، وإنما أيضًا المبادَرة والإقدام".

وقديمًا قال "مناحيم بيجين"، في كتابه "الثورة": "ينبغي عليكم - أيها الإسرائيليون - ألا تلينوا أبدًا عندما تقتلون أعداءكم، ينبغي ألا تأخذكم بهم رحمة، حتى ندمر ما يسمى بـ"الثقافة العربية"، التي سنبني على أنقاضها حضارتنا". وقال أيضا: "الفلسطينيون مجرد صراصير، يجب سحقها".

القدس

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد