;
عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

غزة انتصرت وأبطالها حققوا أكبر المعجزات 1407

2014-08-06 16:28:29


غزة انتصرت والمقاومة انتصرت وإسرائيل خرجت من هذه الحرب مهزومة مدمرة معنوياً.. مكروهة عالمياً ومعها كل العرب الذين تواطأوا معها وصمتوا على عدوانها وباعوا ضميرهم وأشقاءهم وحالهم حال أبو رغال أو يهوذا الاسخريوتي الذي تآمر على سيدنا المسيح.. ولكن هم الذين دفعوا دنانير الذهب والفضة للمحتل المعتدي.

نتنياهو قبل الهدنة ليس رأفة بأطفال غزة الذين تفنن في سفك دمائهم، ومطاردتهم حتى مدارسهم، ومستشفياتهم المعدمة التي كانوا يرقدون على أسِرتها، وإنما لأنه جبان رعرير، لم يجد مقاتلين يقاتلهم، ولا قواعد صواريخهم ليضر بها ولا بنوك أهداف ليجهز عليها.

***

الجيش الإسرائيلي- رابع اقوى الجيوش في العالم- لم يستطع أن يتقدم متراً واحداً في غزة أو خانيونس أو رفح أو دير البلح أو بيت حانون، “الميركافا” الدبابة الإسرائيلية التي تعتبر فخر الصناعة الإسرائيلية “روكيت” أو “عرقبت” وفق تعابير أهل القطاع الأبطال الصامدين، أي أنها جبنت عن دخول المدن خوفاً ورعباً لأنها لا تعرف، ولن تعرف، من أي فوهة أو حجر سيخرج لها أبطال المقاومة الصناديد الرجال في زمن عز فيه الرجال، وكثر فيه، أرباعهم، ونحن نتحدث هنا عن قادة الجيوش العربية وجنرالاتها الذين يفتخرون بانهم تخرجوا من أرقى الأكاديميات العسكرية الغربية مثل “ويست بوينت” الأمريكية و”ساند هيرست” البريطانية حيث علموهم الرعب والخوف، وزرعوا في نفوسهم مقولة" إن إسرائيل لن تهزم".

أبطال غزة تعلموا في أكاديميات الكرامة وعزة النفس والشجاعة والإيمان بالله وحتمية النصر والثقة بالقدرات الذاتية، والفوز بالشهادة، والتطلع إلى الانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء، عبر اقصر الطرق إلى الشهادة، والقتال حتى نيلها، ولهذا سادوا وارفقوا إلى اعلى درجات الشرف، وهبط الآخرون إلى ادنى درجات الذل والهوان.

نتنياهو انهزم لأنه لم يواجه جيوشاً عربية جرارة وقادة متكرشين متحمسين يُعلقون نياشين وهمية علقها على صدروهم زعماء متخاذلون.. ونتنياهو انهزم لأنه حارب أحفاد القسام، وخالد بن الوليد، وصلاح الدين وأبو عبيدة الجراح، وطارق بن زياد، وكل رموز العروبة والإسلام الذين دخلوا التاريخ من أوسع أبواب الشجاعة والمروءة والإيمان بالنصر حتى نالوه، أو استشهدوا من أجله، وكانوا هم الفائزين في الحالين.

أربعة أسابيع من الصمود لم يصرخ أهل غزة، ولم يتسولوا وقفاً لإطلاق النار مثلما يريد بعض العرب الذين كانوا ينتظرون بلهفة رايات استسلامهم، رافعين رؤوسهم، ولا يستعينوا إلا بالله وليهم وناصرهم، وتجاهلوا أو احتقروا كل الجيوش وجنرالاتها ومئات المليارات التي جرى إنفاقها على تسلحيها.

الأنفاق بقيت والصواريخ ما زالت باقية شامخة، والمقاتلون الأشداء ما زالوا أيضاً صامدين مثل الرماح انتظاراً لمعركة قادمة، وهي قادمة حتماً، والمسألة مسألة وقت، وتوقيت، فالخراب في الحجر, أما النفوس فما زالت عامرة بالإيمان والثقة بالنصر، والتطلع للشهادة.

المستوطنون الإسرائيليون يعيشون حالة الرعب التي لم يعيشونها على مدى ستين عاماً واكثر، و ممن، ومن أين؛ من قطاع غزة الصغير في حجمه الكبير برجاله وأبطاله، فأطفاله يولدون جبابرة، ونساؤه الولادات يرضعنهم حليب البطولة والشهامة، والشجاعة وهي كلمات انقرضت من قاموس الكثير من الزعماء العرب وقادة جيوشهم.

نكتب بعاطفة.. نعم.. لأنه لا يوجد وقت لصف الكلام، ويجب أن نرتقي لمستوى الحدث، ونقولها للمرة الألف: نكتب بفخر بأشقائنا وشقيقاتنا وأبنائنا وأحفادنا الذين سطروا حروف وخطوط هذه الملحمة الجهادية النضالية.

***

في غزة.. نكتب لنُقبِّل رؤوسهم وفرش الماء الرطب على أضرحة شهدائهم ونتلمس جراح من تأجلت شهادته إلى معركة قادمة.

إسرائيل لم تحتل، ولن تحتل قطاع غزة، وحربهم البرية كانت أكذوبة، وطائراتهم الأمريكية الصنع لم تقتل إلا الأطفال فقط، ولم تدمر قاعدة صاروخية واحدة، فالجيش الذي يصف نفسه ويصفه حلفاؤه وداعميه في الغرب، بانه يطبق اعلى المعايير في الدقة والأخلاقيات, لم يقتل إلا الأطفال وبيت العجزة والمدارس والمستشفيات، أما “الإرهابيون” من رجال المقاومة الصناديد فلم يقتلوا غير الجنود ولم يدمروا غير “الميركافا”، وهنا الفارق الواسع في القيم العليا والأخلاقيات، ولهذا ينتصر هؤلاء وينهزم المعتدون.

نسأل وبكل جدية: أين قائمة التصفيات التي وضعها نتنياهو لقادة المقاومة، وأجنحتها العسكرية؟. ها هم أحياء صامدون؛ محمد الضيف- مهندس هذا الصمود العسكري- وإسماعيل هنية، ومحمود الزهار، وخليل الحية، وكل قادة الاذرعة العسكرية “سرايا الجهاد” و ”لجان الناصر صلاح الدين” و ”المقاومة الشعبية” وأبو علي مصطفى” و ”كتائب أبو الريش” و ”جهاد جبريل” و ”جيش الإسلام” والقائمة تطول، فهؤلاء المجهولون وغيرهم من صنعوا هذا النصر. إنهم يخططون ويدرسون ويبنون ويطورون استعداداً للمعركة القادمة، حيث سيكون الأداء أعظم والمعجزة اكبر.

شكراً لأهلنا في قطاع غزة- نقولها من القلب- وشكراً لأبطال المقاومة الذين رفعوا رؤوسنا عالياً.. وشكراً لأمهات الشهداء والجرحى وآبائهم.. والعار كل العار لمن تواطئوا مع العدوان وما زالوا.. والعار كل العار لكل الجنرالات المتكرشين وزعمائهم.. والمجد كل المجد لهذه الأمة وهذه العقيدة.

عن رأي اليوم

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد