إننا في المجتمع العربي نعاني تدهوراً وتدانياً ملحوظاً بعد أحداث الربيع العربي، الذي هتكت فيه الأعراض وجرح فيه الأطفال وقتل فيه الشباب والرجال.

آه يـــا عــــرب!! لقد دمرتم بلادكم وأفسدتم حصادكم وأفرحتم اليهود والكفار بكم، آه يــا أمة الحبيب محمد!! ماذا أصابكم حتى أصبحتم تلهثون وراء لعبة دنيئة لمن هم أعداء الله، أين العقول أين أخفيتموها، ما نتيجة كل الثورات التي صنعتموها؟؛ غير الخراب والدمار والعبث بالممتلكات العامة والخاصة وقتل الأبرياء.

كان بوسعكم أن تظهروا مطالبكم بطريقة سلمية وتسلمون البلاد والعباد، ماذا جرى لكم؟ لماذا لم تؤثر فيكم صرخة دمعة من أفواه الأطفال الذين تيتموا والنساء اللاتي ترملن.. متى ستفيقون وتعلمون انه تدبير مخطط من أعدائكم وأعداء الإسلام؟, فلا تخربوا بلادكم الحبيبة أكثر وأكثر ولا تعبثوا بخيراتها, فهي الأم التي احتوتكم تحت كنفها وترعرعتم وتربيتم فيها.

إذا أردتم أن تصلحوا نظام بلادكم؛ أدعوا للسلم والسلام والأمن والأمان لا للدمار والخراب، ارحموا طفلاً يصرخ يقول: كفاكم قتلاً.. كفاكم خراباً.. كفاكم دماً.. ارحموا العباد.. كفى فهناك صرخة دمعة تستجيركم فلا تردوها وأجيروا من استجاركم يا أصحاب القلوب الطيبة والمروءة والنخوة، لا تردوا كل طفل، كل امرأة ، كل شاب، كل شيخ.. أصلحوا من أنفسكم ومن بلادكم ومن نظامكم لأنكم أنتم من صنعتوه وليس هو من صنعكم، صرخة دمعة تخرج من أكباد كل عربي ترجو منكم إعادة النظر في حال وطننا العربي الحبيب.

صـــرخة شـــمــعــــة

صرخة تستغيث أحداً ما أن يساعدها, لكن دون جدوى.. صرخات الشموع تملأ أرجاء موطني الحبيب.. و"المواطير" ترجو أحداً أن يوقفها.. أصوات الضجيج يملأ أرجاء الوطن.

كل هذه الضوضاء لا ندري ما سببها؟.. لعل هناك مبرر وحيد؛ هو عدم الأمن فقد تتعرض خطوط الكهرباء في اليوم الواحد إلى أكثر من ثلاث ضربات بدافع ماذا؟ لا ندري ونرد كل اللوم في ذلك على حكومتنا التي فقدت السيطرة على حماية الممتلكات العامة وفقدت هيبتها بين المواطنين.

لقد أصبنا بالأرق والاكتئاب مما نحن فيه من ضجيج وضوضاء وظلام لا أدري متى ستكون هناك وقفة حازمة صريحة تعاقب كل من اخطأ وعبث بالممتلكات العامة.

أهناك جديد هذا العام؟

يتساوى التقويم أمامي.. وهناك ضجيج بداخلي يقول: نامي نامي.. أهناك جديد هذا العام ؟

أنا لست أدري فقد تساوت عندي الأعوام؛ أعوام تقتل في سهد وأعوام تذبح كالأغنام... أهناك جديد هذا العام؟.

صرخات تملأ الأكوان.. صرخات تبكي من ألم.. صرخات تشكي من وجع.. صرخات تدمع من حال .. صرخات تدمي وجروح عمت الأوطان.. أهناك جديد هذا العام؟!

قلوب تشكي الحرمان.. قلوب تنزف من جرحان.. أهناك جديد هذا العام؟.. الناس تقتل وتصلب وتعذب من جور زمان من جور بني آدم صارت تشكي وتبكي الأعوام.

قـــــلــــب يـــبـــكــــي

إننا في المجتمع اليمني بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام نعاني من وحش يكتسح أراضينا ويقضي على الآلاف دون رحمة فلا يأبه لبكاء طفل ولا لصراخ امرأة ولا لعجز كهل.

هو ذلك الشبح الأسود الذي يدعى الفقر, لماذا رغم أن بلادنا تنعم بخيرات فياضة؟ لكن لا ندري على من نرد اللوم؛ فهناك عشرات الآلاف مشردون وهناك عشرات الآلاف جائعون وهم جميعاً يفتقدون إلى أدنى مقومات الحياة البسيطة: إلى المأكل والمشرب والملبس والمسكن، أين حكومتنا وأين دورها في إصلاح ظاهرة الفقر والتشرد؟ بل أين القلوب الرحيمة؟ أين اختفت الرحمة؟ أين اختفت الرأفة ..أين اختفت النخوة .. أيعقل أن هناك أناساً يصرخون يبكون يتألمون من الجوع والوجع، أين دور منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الدفاع المدني والمؤسسات والجمعيات الخيرية والتنموية.

لماذا لا تُسمع صراخهم؟ لماذا لا تُسمع بكاءهم؟ هل هم من البشر أم انهم لا يستحقون لفتة إنسانية من حكومتنا الفاضلة الذي لا يهمها غير المناصب والمكاسب؟!.

أما يوجد لديكم ضمائر وقلوب؟.. حكومة الوفاق الوطني: هناك صرخات تعتلي سماء الوطن وتقول: أعطوني ساعة من وقتكم وانظروا لحالي لكن للأسف لا أحد يسمعها ولا يحس بها فأنتم مشغولون بتغيير السيارات والبدلات وأكيد المساكن والمكاتب وغيرها من حوائج الرفاهية.

ارحموا قلباً يبكي يبحث عن مأكل وأنتم تنعمون بخيرات بلاده وهو جزء من بلده وله حق مثلما لكم.. ارحموا من يريد كسرة خبز والله لقد ثأر قلمي وبكى قلبي من الوضع الذي نحن عليه والله لقد أذهلت وانعقد لساني لحال ما رأيته من فقر وجوع ووجع.

إنني أناشد كل من بيده الأمر بالنظر في حالة هؤلاء الفقراء وما هو ذنبهم حتى يكون الفقر أول عائق لهم ولأسرهم.

آه يا قلب!! لا تبكي لعل هناك يوم تشرق الشمس فيه وتمحي آهاتك معها.. لعله يأتي من بينهم "عُمر" ويبدد الظلام.. فتطلع الشمس وينتهي السهر.

ســـؤال حائر؟

أصبح حال التعليم في يمننا الحبيب متدانياً جداً، لا أدري على من نرد اللوم في هذا: أهو من عند التلاميذ, أم المدرسين, أم إدارة المدرسة, أم وزارة التربية والتعليم؟!.

قد تتشتت الأفكار لكنه يبقى سؤال حائر يبحث عن إجابة من كل من بيده الأمر سؤال يدق الأبواب، لكن الجميع لا يفتحون له، وإن فتحوا يلقون اللوم على غيرهم، فأفضل له أن يظل حائراً.. لا يطرق الأبواب كي لا يسمع ما يؤذيه. فالمسألة أولاً وأخيراً بحاجة إلى الحزم في التعلم والتعليم وضبط نفوس من تعودت نفوسهم على التكاسل والتمادي في الكسل وإصدار أصرم العقوبات بمن هم يتلعبون بالمسألة التعليمية.

أصبحنا نشتكي من عدم ثقافة الطلاب علميا وصناعيا وتجاريا وزراعيا ولا نقول على أن ذلك صنعه الطلاب, لكنه من الأساس صنع التربية والتعليم، لأنها لا تقوم بعمل دورات تدريبية تأهل المدرسين على انهم يستقطبون الطلاب ويزرعون في نفوسهم حب الثقافة والمطالعة الحرة، وبذلك نستطيع أن نبني شعباً مثقفاً ومتطلعاً إلى غد مشرق؛ يملأه العلم والتعليم وتثقيف الذات، فليكن لنا بصمة ونبدأ نحن بالتغيير الجذري ونتثقف لنصلح من أنفسنا..