;
محمد أمين الكامل
محمد أمين الكامل

نريد وطناً ورجالاً يقيمون دولة بدون تبعية الخارج 1805

2014-09-26 20:17:57


نبكي على وطناً كثيراً للثورات والتضحيات ونبكي على أحوالنا وعلى ما أصابنا ولحق بنا من مظالم الثورات ولم يتحقق لنا أو يتغير شيء نحسبه لأولادنا، يجب أن نحكم العقل ونلغي الحقد والسلاح، المواطن اليمني يتطلع إلى بناء الوطن وإقامة الدولة ولا نريد وطناً تابعاً للدول وعلى الساسة أن يفكروا بمشاريع البناء بدلاً من استمرار مشاريع العمالة والصراع وخدمة للدول.. الشعب يبارك كل اتفاق يجمع اليمنيين على المحبة والإخاء وليست البطولة أن نصل إلى حد القطيعة وتصفية الحسابات، علينا اليوم أن نوقف من يبحثون عن المصالح الشخصية ونبحث عن من يبحثون عن المصالح الوطنية ومن يقدم للشعب الخدمات هو الأفضل وهو الأجدر، كثير هم في اليمن من يميلون مع أهوائهم من أجل تحقيق مصالحهم ورغباتهم من أجل القائد أو الجنرال من أجل الشيخ الظالم أو العالم المتحزب، كل هؤلاء يميلون إلى أهوائهم ولو على حساب دينهم وسلامة وطنهم، عندما نفكر بقوة البندقية نغيب العقل ونهدم الوطن وفي اليمن مازال العقل يغيب وتحضر البندقية التي لا يمكن أن يبنى بها وطنا أو تقام بها دولة ولعل البندقية تقودهم إلى النهاية والخسران لكل من يتصدر وبيديه القوة كان زعيما او شيخا أو قائدا ولأن برامجهم ليست للبناء بل لإزالة كل رأي يخالفهم وهذا هو الغلو بذاته والتطرف في اليمن.
 ماذا يريد المواطن في بلدنا, عن ماذا يتحدث وهل لحديثه ثمرة او استجابة ونقول لمن يتحدثون بلغة القوة وبلغة الاقصاء والتخوين، لا يمكن أن يستبيحوا وطنا أو يستغفلوا كل من في الوطن باسم الدين او المذهب أو تقرير المصير ولأنهم بعيدون عن المشاريع التي تخدم المواطن وليس لهم أي تأثير في الواقع لأن الشعب أمام مجموعات من المجرمين, لا يهمهم شعب أو وطن ولأننا لم نجبر النفس على الطاعة لله كما ينبغي أو يجب فسلط الله علينا هؤلاء المتقطعين الذين لا يريدون لنا أو لبلدنا النور ولا ندري متى يتم الاستيقاظ وترك الاستخفاف.
 الشعب بحاجة إلى الطعام والشراب والأمن والأمان.. والقادة والساسة همهم التقاسم والمحاصصة والنفوذ بقوة البطش والمظاهرات والاعتصام والوصول إلى كرسي الحكم بالدجل والتضليل والتفريق والتخويف هذا رجعي وهذا علماني وهذا شيعي وهذا إخوان ونحن في الأصل كلنا يمنيون ولا داعي للتكفير أو التنفير، المواطن يفهم ولم يعد غبيا كما كان.. من يغير وضع اليمنيين الى الأفضل والأحسن نحن معه، ولعل ما أصابنا أن بعضاً من الشعب مازال يؤيد ويكرس فكر الفوضى والتأييد والظن والتخمين ويجعل مصيره بيد الساسة الذين ينجزون له مشاريع الحروب والأزمات والأوهام، لا نريد اليوم أن نستكشف ما غاب عنا ولا نريد من يوصلنا بسفك دمائنا وهدم منازلنا وقطع أواصر الاخوة التي تربطنا, لا نريد المستقبل على أنقاض الدمار ولا على رعب الأطفال أو جثث الرجال ولأنه لم تطب النفوس في اليمن من زمان لأن أمامنا عجولا ووحوشا ورجالا بعقول الأبقار ومتى كانت الحيوانات لها عقول، تبقي على حرمة وأملاك الغير أو حقوق الآخرين وهكذا المتصارعين لا يعون بأنه لا يوجد لديهم حرمة للأشياء أو موانع أو منجيات تجنب الشعب الويلات.
 زمان كان يسود الفاسق ويرأس قومه ويتحدى الكل واليوم هل قل التدبر عند الناس واصبح القاتل والعميل والنهاب والمجرم والفاسد والعالم المتحزب الذي لا يريد ان يكون مرجعية للأمة بل يريد أن يكون محاربا وبيد الحزب هو الآمر وهو الموجه وهو البطل المغوار، اليوم نحن أمام الإعلامي الكاذب والإعلامي المنافق الذي يفرق ونحن أمام المواطن الذي يجهل الحقائق، لقد استضفنا في اليمن كل المساوئ عن جدارة ولدينا سلوكيات أسقطت كل المحاسن والقيم وأسقطت أعراف القبائل والأسر، مساوئ خضنا بها مصائب الدنيا وتركنا ثواب الآخرة، اليوم الحرب عندنا نخلص لها وكأنها الخشوع في الصلاة وهي في النهار تلغي الأمان وفي الليل بدل الدعاء والقيام تجاوزنا ما جاء به القرآن وما أوصلته لنا الأحاديث وجعلته لحياتنا عنوانا.. اليوم تتجاوز القلة الكثرة وتطغي الكثرة على القلة وهذا في نصوص الدين حرام وكأنها دلائل لقيام الساعة أو علامة من علامات القيامة، ماذا يريد من يسمون أنفسهم زعماء أو قادة بأنهم أبطال على طريقة الأفلام، كذب وخداع على المشاهدين ولا يهمهم أن يعيش الشعب على الخداع أو أن ينام في الشارع أو يموت جوعاً أو يترك منزله هرباً من القناصة ومن القاذفات ومن شدة القصف، لماذا نرى الجبن على وجوه من كانوا في السلم رجال، لقد توقفت نبض الحياة، من ينتصر اليوم، الحق أم الباطل، بلدنا تحترق من يوقف من يبحثون عن المناصب وعن ما حرمته المذاهب من الكره والحقد وعن الجاه والسلطان والحسب والنسب ولو سكتنا عن من ينشرون الفتن بين الشعب الواحد تكون اليمن بعد العراق او الصومال الحروب والقتل فيها فرض واجب لأن الكل في الظلام أنا أو الطوفان، الذي نريده اليوم أن يفهم المواطن مسيرة الاحزاب في اليمن, يستطيع أن يدرك بغير الاطلاع في دراسة هذه الاحزاب بأنها ليست حلقة تواصل ولا مهام لهم في بناء التعايش بما يسلم الوطن ويخدم المواطن كما في الغرب ولأن اسهاماتها في اليمن خارج نطاق الوعي والتدبر والعقل ومن يقومون في وضع استراتيجيات هذه الأحزاب لا يبحثون سوى عن النفوذ والمناصب وجمع الأصوات في الدوائر بالنصب والفتوى والوعود وبالمقابل ولم يستوعبوا ما وصلت إليه الأحزاب في العالم وما تقدمه من رؤى في التطوير لكل المجالات التي تهم حياة كل مواطن ولكل حزب في العالم له خصائص وهي ما تقدمه من خدمات, لكن الاحزاب في اليمن خصائصها تختلف وحددت في الاستحواذ على المناصب ومع زيادة خصائصها تزداد اضرارها للشعب, وأهمية بقائها بآليتها المتخلفة الرجعية والهمجية وضلوعها بالعنف والارهاب وكأنه من صميم اخلاقها، عندما تشعر بأنه يتم إزاحتها وفقد كوادرها للمناصب، هذه هي صفاتها فهي تصنع مناصريها على الكره والحقد للآخر بدلاً عن الاخوة والسماحة وتقف اليوم الأحزاب أمام الشعب وعليها كثير من الاتهامات وهي مكتوفة الأيدي لا تستطيع الرد بما يقنع وبما يلجم الألسن ويقلل من الاتهامات وبسبب جهلنا بالديمقراطية وما تقوم به الأحزاب من مخالفات.
 لقد استوجعنا نحن الشعب في اليمن من الأحزاب وعمقت في قلوبنا الاحزان فهي امام العالم احزاب ولكنها امام الشعب لا تختلف عن ما تقوم به الجماعات ، لها ادوات لا تتناسب مع ما تقوم به في العالم بقية الاحزاب، لكنها في اليمن ليس لها سوى فكر واحد وهو السيطرة والحكم ولا يوجد لها من برامج أو خطط او استراتيجيات تخرج المجتمع مما هو فيه من تخلف وما يواجهه من مصاعب ، شعب يعيش على المخالفات وكثيرة هي امامه القضايا في اليمن لم يجد لها حل في الاقتصاد وفي القضاء وفي وجود من يحمي الحقوق وفي مجال التعليم المبني على الغش والصحة وبقائها في التجارب وعدم التشخيص وازدياد البطالة وفي توسع الفساد وهناك ملايين لا دخل لهم أو عائد ولا طعم عندهم للحياة ومئات الآلاف من الشباب لا وجهة لهم سوى تخزين القات وحمل السلاح والنت والمراسلات وهي لا تفكر إلا في إزاحة الخصوم وخروج المجاميع المسلحة وفي المظاهرات ومع ازدياد الحروب والازمات وانتشار الثارات، لقد قلت الاخلاقيات وتناقصت القيم والمبادئ ، كل هذه المعاني لم يرى لها حل بل ربما هي من سوء ما تقدمه من برامج الاحزاب في اليمن ومن صنعها ، ان الشعب في اليمن بدأ يعرف حقيقة الاحزاب وبأن وجودها بهذه الصورة مع هذه العوامل والصفات تركت اثاراً في النفوس وبدء المواطن في اليمن يعي بأن الاحزاب لا تختلف بأسلوبها عن اساليب الجماعات وما زالت تؤمن بقوة المليشيات وبقوة السلاح الذي جعل المواطن لا يرى أي اختلاف بين نهج الجماعات أو نهج الاحزاب ولم تعي الاحزاب في بلادنا بأن صراعها على السلطة والاستحواذ لا يأتي بقوة السلاح بل بالبرامج والدراسات وبكيفية حل المشكلات بالحوار لابد من التغيير والتعديل في منهجية الاحزاب لكي يكون مشروعها هو البناء وليس الاحتراب وكيف يكون التأثير بالقلم أفضل من التخوين والاقصاء والتدمير لمقدرات البلاد ، إن حياة الانسان في اليمن اصبحت مهددة بسبب سياسة الاحزاب والجماعات التي تريد أن تسير البلاد على المنهج العقائدي بدلا من الفكر القائم على الاخلاق التي تقوم على السلوكيات والمعاملات القائم على البحث الفكري وما تسمو به الروح من قيم ومبادئ واخلاقيات، ماذا قدمت الاحزاب في اليمن لهذا الشعب من خدمات وما هو مفهومها لقيادة الشعب في هذا البلد على كل مستوياتهم الفكرية والمناطقية والمذهبية وما هي قدرتها في تغيير ما يرسمه الاعداء من خلافات وعراقيل كي لا يصل الانسان في هذا البلد الى الاستقرار بعيداً عن فكر الاهواء الذي يلغي الاخوة ويلغي التعايش ويبقي الصراع وكأنه ثمرة من ثمرات بقاء الجهل والتخلف مع بقاء الاحزاب بهذه الطريقة التي يتم بها تدمير الوطن وتدمير الانسان وبقاء شبح الحرب بدلاً عن المحبة والسلام والأمان، يبقي اليمن ملتهباً بالنيران التي يشعلها فلاسفة الإجرام في هذا الزمان ومن حين الى آخر تظل اليمن تحت قبضة الرجال الذين ليس في قلوبهم حب أو رحمة لهذا الشعب وما يعانيه من بؤس وحرمان وعلى من يفهم أن لكل زمان دولة ورجال لكن رجال هذا الزمان مثل الحيتان يصطادون الصغار ولا يريدون لهم الحياة ، يكفي اليمن ما صار فيها من دمار ونتجه نحو البناء والإعمار وإقامة الدولة والنظام، اللهم وحبب الساسة اليمنيين ببلدهم وشعبهم وابعدهم عن التبعية وتدمير بلدهم، اللهم آمين.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد