;
عثمان النمر
عثمان النمر

بالتقسيط المريح 992

2014-10-08 10:10:49


ترتكب حركة الحوثي في اليمن سلسلة من الأخطاء والخطايا وهي تنقض العهود والمواثيق المكتوبة وغير المكتوبة، وتعتدي على الشرعية وتنتهك القانون، وتدمر السلم الاجتماعي، وتريد أن تأخذ حجماً أكبر من حجمها الحقيقي استناداً إلى قوة السلاح، وأن تفرض واقعاً جديداً في اليمن .

اليمن في حالة انتقالية تحكمها المبادرة الخليجية للتسوية السياسية وآليتها التنفيذية المزمنة التي قطعت أشواطاً على الطريق . وهذه الحالة لا تعني السيولة السياسية، فالأمر تحت نظر المجتمع الدولي ورعايته سياسياً واقتصادياً وقانونياً . ولا يملك حزب سياسي أو فصيل أيديولوجي أو طائفي أن يغير من هذه الحالة، أو يقفز عليها لتخريبها، أو لتحقيق غايات شخصية .

حركة الحوثي جزء من التسوية السياسية التي كانت جارية في اليمن، ووافقت على كل الاتفاقات والأوراق والعهود ووقعت عليها، فهي تعترف بذلك بالإطار الذي يحكم عملية التسوية السياسية، وبالآليات التنفيذية للمبادرة الخليجية التي ترعاها الدول العشر، تحت طائلة ميثاق الأمم المتحدة .

لا يملك حزب أو فصيل يمني أن ينقلب على التسوية الجارية، أو يتنصل عنها، أو يفرض واقعاً جديداً لإعادة التفاوض عليها، أو تحسين موقفه بوسيلة خارجة عن إطار الآلية التنفيذية المرعية .

حركة الحوثي بخطوتها الأخيرة باجتياح العاصمة اليمنية صنعاء تفضح نفسها وتعرِّي حقيقتها منظمة أيديولوجية مغلقة غير ديمقراطية انتهازية المسلك، غوغائية، لا تفقه شيئاً في السياسة، ولا تؤمن بالتعايش السلمي والعمل السياسي ولا ولاء لها لليمن .

كل ما تفعله الحركة الآن لا يصبّ في مصلحة اليمن وشعبه، فالحركة التي بدت متخفية تحت اسم "الشباب المؤمن"، أسفرت عن هوى إيراني تحت اسم "أنصار الله"، متزودة بأيديولوجية معينة وتستقي منها قوتها .

إذا افترضنا جدلاً أن الحركة غير معنية بالتسوية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، فقد كانت الحركة طرفاً رئيساً في اتفاق السلم والشراكة الوطنية برعاية الأمم المتحدة، وأكدت الحركة عملياً أنها غير ملتزمة بهذا العهد الجديد، فاجتاحت صنعاء ولمّا يجفّ حبر الاتفاقية واحتلت المقار الحكومية ونهبت السلاح الثقيل من معسكرات الجيش، وانتهكت حرمة البيوت، واستولت على منازل خصومها، بل أعلنتهم مطلوبين للعدالة . . عدالتها الملتوية .

ولم يقف الأمر عند العاصمة، فها هي تزحف للسيطرة على مأرب موئل النفط والطاقة الكهربائية، وتسعى للاستيلاء على الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر وباب المندب . وليس آخراً فرض الوصاية على التصرفات المالية للدولة .

حكماء اليمن لا ينظرون إلى الطفل المشاكس باعتباره مشكلة، بل يصوبون نحو المستقبل، ولا يريدون للحرب الأهلية أن تندلع . الجميع في اليمن يملكون السلاح، لكن البعض تهمه مصلحة البلاد، والبعض الآخر يفتقر إلى الحكمة والعقل فيمضي في مشروعه السخيف لاستكمال الانقلاب السياسي والعسكري خطوة خطوة، وبالتقسيط المريح . ولا يتذكر هذا البعض حكمة قديمة تقول "من رفع سيف البغي قتل به" .

عن الخليج الإماراتية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد