;
ناصر أبو الهيجاء
ناصر أبو الهيجاء

الانحسار والانكماش والمسافة صفر للأقصى 1179

2014-12-22 15:00:41


الشريط الذي بثته القسام بالتزامن مع الانطلاقة السابعة والعشرين لحركة المقاومة الإسلامية حماس, والاندهاش والذهول المصاحبة للخيبة في جبهة العدو, ذاتها شكلت عملية نوعية قاصمة وكاسرة لمن كان يتصوره المردوع في المحيط العربي والدولي من الجيش الصهيوني، كما هي قاصمة ورادعة ومربكة ومهلهلة لما تبقى من تصنع للإرادة عنده، والخرق المعنوي وحده لم يكن الهدف الأول، بل أصاب الشريط عدة غربان في بث واحد, فالتوقيت من جهة والبث الكامل لكل حيثيات العملية التي تضمن الشريط فيها، حتى أصوات الاتصالات، التي قام بها العدو والتحاور بالشيفرات والأبعاد الطوبغرافية الكاملة والشاملة لزيكيم القاعدة والمعركة الكاملة والتسلل وتفجير الدبابة، كلها تؤكد أن الغربان التي أصيبت بلحظة انطلاقة البث في التزامن بالعداد المصفر زمنياً مع مرور المائة يوم على العدوان والتزامن مع الذكرى 27 للانطلاقة والتزامن مع التصاعد المقاوم في الارض المحتلة في الضفة والقدس والتزامن مع ما يروج له مقصوداً من انحسار الخيارات أمام المقاومة والتي سنأتي عليها لاحقاً.. التزامن المصفر هذا وغيره أصاب العقيدة الأمنية للعدو أولاً من دلالات الحصول الكامل على تصوير كامل للعملية واصابته في القلب من استخباراته العسكرية وأجهزته السرية والمعلوماتية أولا، ثم إصابة رأس العدو ودعايته وإدارته التعبوية وإعلامه بكشف مدى استسخافه لذاته ببثه المقطع السابق لمحاولة طمس الحقيقة، التي أعلنتها المقاومة حينها، وبدا مهزوماً بكل ما حاوله من تصنيع لرواية كشف زيفها، وهي ذاتها تكشف زيف الرواية الصهيونية منذ قيامها على أسطورته وخرافته التكوينية.. أما الغربان الأخرى فهي كثيرة شملت كل الأسراب المكونة لمجتمعه المجمع، وجعلت كل ما يقوله إعلامه يتلاشى وينفث العواصف لتكنس كل الارادات والمعنويات الهشة أصلاً في بنية الجيش والمجتمع وبنية إدارته وقيادته السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية، وتلك طامة نفسية لها ما لها، وبذلك تحقق الهدف من الضربة النوعية التي وجهها القسّام، والتي تعادل عمليات نوعية ومعركة ناجزة.

كل المؤشرات اليوم تؤكد أن التغييرات العسكرية في قيادة الأركان للعدو، وأن التهلهل الداخلي في انحسار الفكر الصهيوني من التجميع إلى الانتشار، ومن استقطاب مهاجرين إلى هجرة معاكسة، والاهم والجوهري هو انكسار النظرية العسكرية والعقيدة القائمة على الردع والتوسع والهجوم إلى التراجع والدفاع والتحسب والترصد والضبابية في وعدم الوضوح للمنظور القادم والخوف من مجهول المفاجآت وانفضاح الأسرار ما يجعله يرى نفسه مكشوفاً تماماً أمام مجهول المفاجآت التي تحضرها المقاومة والتي تخبئها أيضاً .

من هنا جاءت رسائل وليس رسالة واحدة فحسب وجهتها القسام بلسان أبو عبيدة في المهرجان والاستعراض، الذي أقيم الأحد في ذاكرة الانطلاقة والبعث المجدد والمتجدد لعقيدة الجهاد والإيمان ذكرى انطلاق حركة حماس؛ فالخطاب تضمن عدة رسائل وفي عدة اتجاهات مثلما أن الاستعراض تضمن أيضاً عدة رسائل في عدة اتجاهات, منها الرسائل الداخلية لشعبنا ولأسرانا في ان المقاومة تمتلك المبادرة والتزمين لها والقرار المقاوم والتزمين ومساحته والقوة أيضاً لتحقيق الأهداف الوطنية التي نقاوم وتجاهد لأجلها وانها الحاضنة أبداً والمدافعة والجاهزة للدفاع وللمبادرة أيضاً بعزيمة، كما أنها تتجهز وتتحسب وانها تملك من المفاتيح ما يتيح لها فتح الزنازين واطلاق الأسرى أيضاً.. والرسالة الهامة أن القدس والتحرير والفتح الكامل بإذن الله قد تجهزت العدة له وتتجهز الإعدادات وان المعركة لا تنحسر في القطاع المحاصر ولن تكون المقاومة هدفها الدفاع فحسب، بل إنها تعمل في كل الاتجاهات وتتوسع إلى كل الأرض الفلسطينية، وان الضفة والقدس ضمن الاعداد وان مسيرة المقاومين وسلاحهم وعدتهم في الطريق إلى القدس والأقصى وكل التراب الفلسطيني بإاذن الله.. رسائل أخرى أرسلتها المقاومة بالإشارات وباللغة, حيث تعضد الجهاد الإسلامي بالتراص مع قيادة حماس ذات دلالة, واصطفاف الفصائل المقاومة كالشعبية وغيرها رسائل أخرى والإشارات بالأصابع، التي كانت من الأخ إسماعيل هنية وغيره، وهي إشارة الجاهزية التامة، إشارة الطائرة بدون طيار, أمامكم وعلى مرأى طيرانكم ونتحداكم أن لا تغمضوا أعينكم عنها ونتحدى أن تصيبوها ونعلم أنكم تقدرون ولكن قد جبنتم؛ واستعراضات القوة البحرية والقناصة وغيرها إشارات ورسائل كثيرة ومنها الصريح المتعلق بإعادة الإعمار ونفاذ الصبر وبالأسرى ويقين اطلاق سراحهم جميعاً بإذن الله.

أما العدو فيعرف معاني الرسائل الموجهة له ويعرف أن ما فقده لن يستطيع تعويضه وان ما يحاول أن يتستر به أو يستره من عورات الهزيمة ستنكشف وانه هو المنحسر في خياراته كما انحسر وانكمش في انفراط عقد الحكايات والأساطير والخرافات، التي قام عليها وكون حركته الصهيونية وكيانه الغاصب، وما النصر إلا من عند الله، والحمد لله من قبل ومن بعد..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد