;
د. مطلق بن سعود المطيري
د. مطلق بن سعود المطيري

الخروج عن النص.. الحوثي وصالح طالبا ثأر 735

2015-02-02 14:14:57


جميع الحلول السياسية المطروحة للتعامل مع الوضع الخطير في اليمن تقود إما للرئيس السابق علي عبدالله صالح أو للحوثيين، فلا يوجد سواهما يمكن أن يغير الوضع لصالح الاعتبارات التي قامت عليها الثورة.. حقيقة مرّة ولكنها مقنعة في حساب القوة والتغيير، فالدعوات التي تنطلق لوجوب تسليم الحوثيين للسلاح وضرورة التمسك بشرعية الرئيس عبدربه منصور لن تغير من أمر الواقع شيئاً، فحقيقة الوضع القائم سيطرت على الحق بالشرعية وانفردت بحق امتلاك السلاح واستخدامه.

دول الخليج عبرت في بيانها لاجتماع وزراء الخارجية في الرياض أن أمن اليمن يعد أمناً لدولها واستقرار اليمن من استقرار دول الخليج، وهذه اللغة المتضامنة تحتاج لأدوات سياسية جديدة غير المبادرة الخليجية، حتى يكون التضامن واقعاً لا تفرضه فقط اعتبارات الحدود والمصالح الاستراتيجية البعيدة المدى، بل قوة تأثير جديدة تتحرك نحو تلك المصالح بقوة ونفوذ، وحتى يتم ذلك يجب أن تعترف دول الخليج أن تكلفة ذلك عالية جداً عليها وعلى اليمن، فالقضية ليست قضية سلاح ودم مثل ما يريد خصوم المبادرة الخليجية في اليمن، بل عمل سياسي شاق تقحم فيه الأمم المتحدة وجنودها التابعون لها في مهمات حفظ السلام، حتى لا يتكرر سيناريو حرب الحد الجنوبي بين الحوثيين والمملكة، فمراقبة الحدود بقوات أممية مطلب سياسي أكثر منه أمني أو عسكري، والأمر الآخر يجب تشكيل قوات عسكرية خليجية تكون مهمتها التعامل العسكري مع الحدود الجنوبية، تقوم بتدريبات ومراقبة لرفع جهوزيتها للتعامل مع أي ظرف طارئ. فوحدة الأمن الخليجي يجب أن يشاهدها المواطن الخليجي على الأرض.

تقدير الظرف في اليمن من الناحية العسكرية أمر جداً حيوي، وهو العامل الوحيد الذي سوف يُسهّل الطريق للتعامل السياسي، أما التركيز على الجانب السياسي واستبعاد وسائل الضغط الأخرى فسوف يؤدي لنفس النتائج التي يعيش فيها أبناء اليمن اليوم، فالقوة التي حملت السلاح لتفرض خيارها السياسي لن تقبل التنازل عنه بوسائل ضغط سياسية.

الأمر الآخر.. يجب أن يكون هناك مشروع سياسي يمني خليجي لا ينظر به للحوثيين كمجموعة غازية، بل حركة أخطأت في تقديراتها السياسية، التي سيطرت بها على المؤسسات السياسية والعسكرية وبالتحالف مع القوة السياسية القديمة المتمثلة بالرئيس السابق، والاقتناع التام أن خطر استخدام القوة ليس له انعكاسات خطيرة على الخليج وخطورته فقط على اليمن؛ وهذه الحقيقة يجب أن تقدم للخصوم في اليمن بصورة جلية يفهمها أطراف النزاع في صنعاء، فالخليج ليس كعكة جاهزة تنتظر الفائز من تلك الأطراف ليلتهمها، وكذلك يجب أن يسقط الحوثيون وجماعة علي عبدالله صالح الرهان على مسلحي القاعدة لإشراكهم في النزاع أو تسهيل تصدير عبثهم للجوار، فالبُعد الطائفي في صراع اليمن أمر تم القضاء عليه بتحالف صالح والحوثي، ودعم طهران لهذا التحالف لن يصمد إذا انحبس خطر الصراع داخل اليمن، فالحوثي وصالح طالبا ثأر وليسا أهل سلطة وسياسة، ولكن علينا أن نسأل طالبي ثأر من مَن؟ الجواب عند الشعب اليمني.

الرياض السعودية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد