;
أبو غياث المليكي
أبو غياث المليكي

رسالة إلى أسير 1237

2015-03-06 12:11:51


لستُ هُنا في موضعِ المدحِ لأخلاقكْ – فلا يبحثُ عن ذلك إلا فاقدها – وأنتَ بها عُرفتَ وعرفت بكَ أيضاً .ولستُ في معرضِ الحديثِ عن كلِ شيء جميلِ في شخصيتكْ – فالحصرُ ينقصُ إن حصرتَ وأنت ابعد من هذا الوصفْ

كما أنني لن أتحدث عن سجنك كمصيبةِ حلّتْ – كما يفعل البعضُ -- لأنني منذ سنينَ أقولُ ان إيَ معارضةِ لاتنام في السجنِ ولو أياماً – مجردُ لعبةِ بيدِ الحكامْ . وجاريةِ تنامُ في حضنِ ألقتلهْ.

هذه النقطةُ تستحقُ أن يدورَ حولها الحديثُ عنكَ وفيكَ – فقد اظهرَ سجانُك مقدارَ غباءِ وقلةَ حيلةِ ليسَ لها حدٌ ولاعدٌ – وهيا تشيرُ بوضوحٍ إلى قربِ السقوطِ المدويْ – وبشائرُ الهزيمةِ الآتيةْ . كمن حفرَ قبرهُ بيديهِ و ذمَ ورثى نفسهُ بشعرهِ . وأكملَ نصبَ مشنقتهِ بأموالهْ .

هذا الغولُ القادمُ منْ كهوفِ الحقدِ – لم يتحملْ صليلَ أقدامِكَ الخبيرةُ وهيا تعزفُ على الأرضِ تراتيلَ الثورةِ الباقيةِ فيْ أرواحِنا- الممتدةُ في زواياناْ . والساكنةُ بكلِ بهاءٍ مسامات حياتنا التواقةُ للنورِ والحبِ للأرضِ وللتاريخِ الموغلِ في المجدْ

ولم يتحمل إِخضرارَ صوتكَ الذي ملاء بخريرِ الحريةِ أذانهُ- الممتلئةٌ عفناً وعبوديةْ – حينَ يسمعكَ تصدحُ ببيانٍ او تدعو لمسيرةٍ او ترحبُ بقادمٍ إلى الثورةْ . او تستحثُ جماهيرَ المسيرةِ والساحاتِ شعاراتَ- الانعتاقِ- والانطلاقِ إلى السماءْ .

اليومَ فقطْ يمكننا أن نفرحَ ان الثورةَ فيْ مسارِها الصحيحْ – وانَ قيودَ الغلِ مع َمراكزِ الظلمِ والكهنوتِ المختلفةْ أوشكتْ على الانتحارْ .

يحقُ لكَ اليومَ أنْ تبتسمَ بكلِ ثقةٍ انكَ في المكانَ الصحيحِ لثائرٍ شريفْ – وان القاتلَ الأعمىْ في مكانهِ الصحيحْ – ذلكَ الأفاقُ الذي خُدِعنا بهِ منذ تلبسَ بثورتِنا – وتسربَ كالسمِ في أوردةِ أحلامِنا .

يحقُ لكَ ولرفاقكَ جميعاً سواءً منْ يحلقُ ألانَ في جنانِ الملكوتِ شهيداً – اومنْ يعطرُ بعرقهِ الطاهرِ غُرفَ السجنِ – فيحيلها معبدً باذخً بالوردِ .يحقُ لكمُ اليومَ ولكلِ من سارِ على دربِ الحريةِ أن يبتسمَ لأجلِ وطنٍ هوُ الحلمُ في قلوبِ عاشقيه .

أخطئنا نعم - حينَ انطلقنا إلىْ رحابِ الساحاتِ دونَ بصيرةِ بهذا الوباءِ القادمِ منْ أزمنةِ القحطِ وعصورِ السبايا والسفهِ العنصريِ – ومِنْ بقايا متعفنةٍ لأحلامِ السيطرةِ على الأرضِ والعرضِ وعلى الهواءِ والهوىْ .

مٌتدثراً – بجماجمِ شُهدائنا – مُنتقماً من براءةِ تصورنا حولَ إشراكِ الكلِ في مسيرة ِالنهوضِ بهذا الوطنِ الممددِ على صليبِ الكهنوتيةِ والديكتاتوريةِ والتخلفِ المزمنْ .

لقد أرادَ اللهُ أن يكشِفَ سوءَ الطويةِ وخُبثِ المآربِ التي أخفاها عنا – هذا الكائنِ المشوهْ – وهدانا اللهُ إلى معرفتهِ ولازالَ في أطوارِ نموٍ مبكرةٍ- يُمكنِ بالصبرِ والجدِّ والتعاضدِ إفشالُها- وإعاقةُ تكونِها – وعكسُ اتجاهِ صٌعودِها إلىْ أعماقِ الجحيم ْ.

عزيزي محمد – اعرفُ أن الضوءَ والشمسَ معارجُ الروحِ – لكنْ- في وطنٍ يملكه ُ(النمرودُ ) و يسوسهُ(ابوجهلٍ )– فانَّ للقيدِ سموً أجملْ وللجدرانِ رحابةُ سماءِ سابعةِ- ولحديثِ اخوانِ الزنازينِ مُتعةٌ تفوقُ الوصفْ . كما أنَ للبقاءَ في صمتِ الخنوعٍ ذلٌ سرمديٌ لايزولْ – وعارٌ ابديٌ لايمكنُ للأيامِ أن تمحوهْ .

عزيزي محمد – كلً شئِ بخيرٍ – الزوجةُ والصغارُ والأبُ والامُ والإخوانُ والوطنُ أيضاً – فكنْ أنتَ لاجلهمْ بخيرْ – وتحدى الساعات الآتيةِ مهما كانتْ وعلى اي وجهِ تكونْ - ليتحدى بكَ كلُ منْ يجدُ فيكَ ورفاقكَ أمالً مزهرةً – ومصيرً مشرقً لهذا الوطنِ الرائعْ بكلِ جراحهْ .

تحياتي لكَ ولرفاقكَ منْ قيدِ الخارجِ وقضبانِ الهامشِ – إلىْ مملكةِ الحريةٍ والصمودٍ والرجولةٍ والتحديٍ .

ولا نامت عيونُ الغولِ ولا استراحتْ في صدرهِ نبضاتًهُ .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد