;
فيصل الصفواني
فيصل الصفواني

وطن مخنوق بأيدي خاطفيه 940

2016-10-15 14:52:12


عملية تحرير أي رهينة من مختطفيه بالحرب والخيارات العسكرية،غالباً ما تكون محفوفة بالمخاطر المحدقة على حياة الرهينة نفسه، وهذا ما ينطبق تماماً على الحالة اليمنية، فالحرب التي تخوضها قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية، لا تخرج عن كونها عملية تحرير اليمن من أيدي مختطفيها، وهم ميلشيات متحالفة مع ألد خصوم النظام الإقليمي العربي وفوق هذا فالميليشيات تمتلك إمكانات دولة.
لذا تتفاقم حدة المخاطر على اليمنيين بشكل مطّرد، فكلما اقتربت الحرب من مرحلة الخلاص كلما طوق الخاطفين عنق الضحية مهددين بخنقه، على غرار قصفهم العشوائي للبيوت في تعز وقطع الطرق ونهب الأموال على التجار واختطاف مدنيين وغيرها من نوبات الإجرام التي تقوم بها الميليشيات في حق المدنيين بين الحين والآخر.

ومما يجدر بنا توضيحه فيما يتعلق باختطاف اليمن هو أن المختطف الحقيقي للوطن اليمني ليست الميلشيات الحوثية وحدها.. كما يتصور بعض المهتمين خارج اليمن بل إن معد سيناريو الاختطاف الحقيقي هو الرئيس(السابق) صالح، بسلطته وجيشه وحاضنته السياسية والاجتماعية، والذي دعا مواليه من الجيش والحزب للانخراط الكامل في صفوف الميليشيات الحوثية.
التي لجأت بتحالفها الثنائي مع صالح وقواته العسكرية لاختطاف هوية اليمن الرسمية ومؤسساتها الحكومية ومعداتها العسكرية، ثم تمترست في أوساط السكان اليمنيين بمختلف مرافقهم المدنية بما فيها البيوت والمدارس وصالات الأفراح ومنشآت صحية وغيرها من الأماكن التي يعتبر القانون الدولي آن التمترس فيها جريمة حرب واستهدافها كذلك.
كما أن اختطاف البلد لم يكن وليد اللحظة الانقلابية، بل جاء وفق استراتيجية مرسومة منذ قرابة عشرين عاماً، فبعد حرب صيف 1994م، طالبت دول الخليج العربي ومعها دول مانحة أوروبية حكومة صنعاء بضرورة فتح البيئة اليمنية وتحديث مختلف شؤونها العامة بما يجعلها مناسبة ومشجعة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية والسياحة الدولية، بهدف خلق موارد محلية تدعم الموازنة العامة بدلاً من أساليب الشحاته والتسول والاعتماد على القروض في أروقة الحكومات الخارجية.

حينها أدرك صالح وزبانيته أن فتح أبواب اليمن للاستثمارات والسياحة الخارجية سيكشف عورات نظامه بما تتضمنه من عجز سياسي وفشل إداري ذريع وسيتبين لليمنيين والعالم أجمع أن رئاسة صالح الأطول أمداً في تاريخ اليمن السياسي كانت أكبر معوق للنماء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي في اليمن.
فاستبق صالح لقطع الطريق أمام كل الجهود الخارجية الرامية لتحسين أوضاع اليمن العامة وأعلن مجموعة قرارات سطحية عديمة التأثير والجدوى أراد بها استرضاء الخارج ومخادعتهم كما هي عادته في المراوغة، وعلى صعيد الواقع العملي بدأ بالفعل تشكيل عصابة محترفة مكونة من قطاعين.. قطاع مكلف باختطاف السواح الأجانب وفق أجندة أمنية خاصة به، وقطاع آخر متخصص بنهب المستثمرين وكل فريقي العصابة يعمل تحت إشراف إدارة أمنية خاصة تابعة لقيادة الحرس الجمهوري، وحتى يحافظ صالح على ولا القبائل المحيطة بصنعاء ويقحمهم في جرائمه، فقد أسند مهمة اختطاف السواح لمشائخ من قبائل شرق صنعاء (من الجوف ومأرب وبعض قبائل شبوة وقبائل من خولان).. في حين جعل مهمة نهب المستثمرين حكراً على خاصته من قبائل صنعاء وعمران فقط..

وفي أقل من عامين برزت قضايا اختطاف السواح في اليمن وقضايا نهب المستثمرين على سطح الاهتمام الإقليمي والدولي بشكل فضائحي مدوي، وفي ذلكم السيناريو المريب تحول صالح من رئيس دولة إلى وسيط محلي بين السائح ومختطفيه وبين المستثمر وناهبيه.. متباهياً بهذا الدور المخزي ومفاخراً به في العلن ورغم ذلك استمرت المطالب الخارجية من دول الخليج خصوصاً بجدية أكثر مما مضى باعتبارهم معنيين بما يجري في اليمن ومتأثرين به سلباً أكثر من غيرهم.

وتحت وطأة الضغوط الإقليمية الهادفة لإصلاحات حقيقية، أقدم صالح على استكمال سيناريو الاختطاف الكبير لليمن من محيطها العربي واتخذ كل الإجراءات المودية لعزل اليمن عن نسيجها الإقليمي بدءًا من استقدام اخطر عناصر التنظيم الدولي الإرهابي (القاعدة)، خصوصاً المنتمين منهم لبلدان خليجية وقام بتوزيعهم بنفس الخريطة التي وزع بها وحدات الحرس الجمهوري وأخذ الرجل يستعرض أدواره الطرزانية الابتزازية في تهديد الأمن الإقليمي وطرق التجارة البحرية من خلال قراصنة البحر وتصدير الطرود المفخخة وفي سياق إستراتيجيته وبدافع الانتقام من دول الخليج،أقام صالح علاقات أمنية سرية بين صنعاء وطهران تمخض عنها ظهور الكيان الحوثي بهويته المذهبية وأهدافه الإقليمية وبدأت عملية إعداد الحوثيين للاستيلاء على السلطة اليمنية منذ بداية يونيو 2014، تاريخ بداية الحرب التمثيلية بين صالح والحوثي بإشراف وهندسة إيرانية..
وانتهت تلكم الحرب في يوليو2008، باتصال هاتفي من صالح، ثم توجت العلاقة بالتحالف الميليشاوي الذي لم يجد ما يهدد به الخارج غير خنق الشعب المختطف بين أيديهم، لهذا تبدو مهمة التحالف العربي في اليمن صعبة إلى حد كبير لأنها تواجه ميليشيات متمترسة في أوساط السكان ومعها تصبح عملية تحرير الوطن من أيدي مختطفيه عمل محفوف بمخاطر متعددة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد