;
محمد عبده هزبر
محمد عبده هزبر

قحطان حبر الفقهاء وسمير العلماء 757

2017-01-01 04:17:24

من يعتقد أن محمد بن محمد قحطان مجرد سياسي فإنه واهم جانب الصواب ، ولكنه في زمن تصدرت فيه السياسة وعافها لا نقول الزهاد ، بل غاب عنها القادة والرواد وغفل عنها العلماء والوعاظ مع أن الكل حاضر يأكل ويشرب ويعنف ويصخب في غير ما يرغب ويطلب ، فانبرا لها قحطان فنعم الكفؤ المؤيد .
بل نحن في زمن زاد رواد العلم وحامليه وقل الفقهاء الذين يجمعون بين طرفيه فتمكن الطغاة حتى من رقاب العلماء والوعاظ ، فكم فتح من سرداقات للإستعراض بأنواع العمائم واللحاء وهم كإبل مائة لا تجد فيها راحلة واحدة إلا ما ندر ...!!!
ولا أخفيكم أن قحطان من فقهاء وعلماء اليمن القلائل الذين أخذوا العلم للعمل ، فلو وجد في محفل أو جمع صمت الساسة والقادة والعلماء فكان الإصغاء لحلاوة منطقه وحسن فهمه وحيثيات استدلالاته وأسلوبه الآخذ للمشاعر والألباب وطرحه المقنع للعمل .
أخلاقه قدمت الجميع لتواضعه وحكمته واهتدائه بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فلم يقل يوما أنه أعلم الناس وأحسنهم مع أن له في كل فن طرفه الأوفر ، وهنا فقهه حمله وقدمه أما غيره فقد شذ البعض وطفح وشطح ونطح في وقت السعة والراحة ، ويوم جاءت الحاجة ذاب كالملح في الماء وهو عذب فرات وبحث عن الأعذار ودخل في التأويل بحثا عن المخرج ولا مخرج إلا بالفقه وليس بفقيه فانحرف بزاويته .
فقهاء العلم هم نوادر العصور ، فإذا كان الإمام أحمد بن حنبل فقيه عصره ، لحفظه للأمة دينها وسنة نبيها ، فإن سئلت عن إمام السنة قيل أحمد ، فقد أخذ من مسجده مكبلا بالسلاسل وسحب في الأسواق ونتف شعره وكسرت أضلاعه وسال دمه ومزقت ثيابه وتقطعت الأسواط على ظهره وطال سجنه وتعاقب عليه الخلفاء يتوعدونه ويهددونه حتى مل سجانيه ، وانتظر الناس كآفة قوله في خلق القرآن ، فقال إنه كلام الله المنزل على نبيه المتعبد بتلاوته لأنه الفقيه العالم ، ولو كان غيره لتأول ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .
فإن كان أحمد قد دافع عن السنة في عصره حتى أصبح إمامها فإن قحطان دفع ودافع في عصر تكالب الأمم وخارت العزائم والقوى فكان بحق فارس المرحلة وعميد المختطفين والأسرى ، وليس له جرم إلا إيمانه بالله وحده ، إذا قحطان إمام سنة اليوم أخرس ألسنة الضلال .
وإن كان لكل عصر وحيد وفريد فإن قحطان قد حاز نماذج كل العصور ، فله من إمام السنة فقه الثبات ومن ابن تيمية منطق الإقناع ومن العز جرأة الموقف ومن صلاح الدين همة القادة ، كما أن فيه من الحلم والأناة والكرم والوفاء ما يفي بحق هذه الأمة ويسد حاجتها ، ولا غرو فهو الفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه كما كان يوسف عليه السلام الكريم ابن الكريم ابن الكريم .
قحطان روح الفقيه العالم يحمل كل تلك الخصال ، فهل يستطيع أعداءه مجتمعين إرغام نفس موهوبة لله ومشتراة يقول عنها باستعلاء ( ما يفعل بي أعادئي إن جنتي في صدري فسجني خلوة وطردي سياحة وقتلي شهادة ) ، طبت يا بحر الفقهاء ويا سمير العلماء ويا فاضح المتقولين ...!!!
ومع ما قام ويقوم به فأين غيرة العلماء والوعاظ وأدعيائهم من غيرة الزهاد ..!!? ففي زمن أحمد يوم قيل لبشر الحافي قد ضرب أحمد الساعة سبعة عشر سوطا ، فمد رجله وجعل ينظر إلى ساقيه ويقول : ما أقبح هذه الساق ألا يكون القيد فيها نصرة لهذا الرجل ...!!! وها أنا ذا أخاطب النخوة والحمية والدين والقيم عند الجميع ، أيرتاح لكم ضمير وقحطان العالم الفقيه مختطف ..!!? أتذكرون البر والشعير والغلاء والوباء وتنسون من رفع شأنكم في دينكم ودنياكم ..!!? فأين غيرتكم والمعركة حامية الوطيس ..!!? ما أقبح صمتكم وخذلانكم لأخيكم ..!! ألا يستحق أن يذكر به في خطبة أو موعظة ..!!?
إن جيلا عرف عنك يا قحطان وتربى على يديك وهو يرى قدراتك وصبرك وبلائك سيتجاوز الإمتحان لا محالة وستراه بأم عينيك وقد حطم قيود الطغيان لأنك ملهمه الأول أيها العالم الفقيه ...!!!
حفظك الله يا قحطان وفك أسرك وأفرح أهلك ومحبيك يا من جعلت السياسة جزءا من سبعين جزءا من فنونك المدخرة فزاد بها مرض حسادك وأرهقت بها أعصاب أعدائك ، فغيبوك وهو يعلمون أنك تزداد ألقا وصفاء بين الناس وأجرا وثوابا عند الله .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد