;
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
د. عبد الواسع هزبر المخلافي

المنافقون وصناعة الإرجاف من العيار الثقيل! (2) 914

2017-01-14 02:28:47

 قال تعالى: (وممّن حوْلَكم من الأعراب منافقُون ومن أهلِ المدينة مَرَدُوا على النّفاق لا تعْلمهُم نحن نعلمُهْم سنعذّبهُم مرّتين ثم يردّون إلى عذابٍ عَظيم) " التوبة : 101"، وقال تعالى: (لئن لمْ ينتهِ المنافقُون والّذين في قلوبِهم مّرض والمرْجِفون في المدينة لنُغرِينّك بهم ثمّ لا يُجِاورونك فيها إلاّ قلِيلاً) " الأحزاب: 60".
المرجفون والمخذلون الكبار تأتي أعمالهم وإرجافاتهم وتخذيلاتهم على قدر مستوياتهم وعلى مكاناتهم وأقدارهم ومراكزهم في المجتمع، فقد يتخذون قرارات سيادية ضارة، ويعملون بتوجيهات مدمرة، أو ينفذون أجندات لصالح الأجنبي المعادي أو الداخلي المعادي، فيكون الخذلان والتثبيط وصناعة مواقف الإرباك الأكثر خطورة، التي لها تأثيرها المباشر في الأوساط وتكون النتائج على قدر خداعهم ومكرهم وتدبيرهم ونفوذهم.  
الجريمة الكبيرة التي يرتكبها المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة، أنهم يتآمرون ويتكتلون ويخططون ويمكرون ويدبرون ويخادعون ويخدعون في الأمور كلها كما يشاءون ويستمرون على ذلك، يفعلون ذاك بكل راحة بال واطمئنان ظاهري، وكأن الأرزاق والآجال والأقدار، والرفع والخفض، والعزة والملك والذلة، والتقديم والتأخير والنصر والهزيمة، والمنع والإعطاء، بل والإحياء والإماتة بأيديهم، وتحت مقدورهم وتصرفهم الكامل، وكأنهم يملكون الحق الإلهي في قراره الكوني فيفعلون بعباده ما يشاءون بسرّ كلمته سبحانه (كن فيكون)؟! تعالى الله عما يفعلون ويعتقدون ويمارسون علوا كبيرا. 
وهذا هو الغرور الإبليسي بذاته، والعجب الشيطاني بعينه، وفي أبشع صوره، وفي أقبح أشكاله، إن لم يكن هذا الاعتقاد هو الجحود والكفر بصاحب الشأن والخلق والأمر، وهو الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، الذي لم يشهد أحد في خلق السموات والأرض وما بينهما، الذي له الأمر من قبل ومن بعد القائل: (ما أشهدتهم خلق السموات والأرض وما كنت متخذ المضلين عضدا) " الكهف"، حقا إنهم يخادعون الله ويتمردون عليه لكنه خادعهم حقيقة وواقعا (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم..)"النساء: 142"، لكنهم لا يعتبرون ولا يتعظون بل تجدهم على طريقة أسيادهم المنافقون سائرون وماضون؟!.
هؤلاء هم منافقون بامتياز، بل ومن العيار الثقيل، وهم طائفة مرجفة ومخذلة ومعيقة للحق بكل ما أوتيت من قوة، طائفة لها فئات وتفصيلات، وكلهم قد طبّعوا أنفسهم وأفكارهم وحياتهم على النفاق، استمرأوا طبيعة الإرجاف وسلوكه طريقا، تعودوا على حياة التخذيل والإرباك وأساليب التثبيط في الذين آمنوا بالله حق الإيمان، شغلهم كله موجه في الذين جاهدوا في سبيل الله حق الجهاد وقاوموا البغاة والطغاة حق المقاومة، جهدهم النفاقي يصبونه في الذين قاوموا البغي والظلم والطغيان بصدق وإخلاص، وحق وحقيقة، وبعزم وإرادة وفداء. 
هذا الإرجاف والتخذيل من العيار الثقيل، أصبح سمة بارزة، وعلامة واضحة، وعادة متبعة، وشرعة ومنهاجا لهذه الطوائف والفئات المذبذبة المضطربة، والنفاق هذا هو البرنامج اليومي للمرجفين في المدينة والحضر والريف والبوادي وفي كل مكان أو زمن كانوا وعلى أعلا المستويات وأدناها، وبالصفتين الرسمية والشعبية على حد سواء، حتى وصفهم القرآن بقوله تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مَرَدُوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرّتين ثم يردّون إلى عذاب عظيم)" التوبة: 101" 
أستاذ مشارك- كلية الآداب- جامعة تعز 
◀ يتبع3        

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد