;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

ذكرى مجيدة ومشرفة!! 1064

2017-02-13 02:39:56

سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي في محافظة مأرب، الرفيق/ ناجي الحنيشي، ألقى كلمة بذكرى ثورة ١١ فبراير السادسة وفي مهرجان جماهيري حاشد نظم هناك ابتهاجاً واعتزازاً بالمناسبة الوطنية.
ألا توحي الكلمة بثمة دلالة؟ ألا تعني لكم شيئاً أيها الغارقين في متاهة سفسطائية عبثية جدلية تماثل متاهة أولئك الإغريق القدماء الذين أضاعوا دولتهم في خضم جدلهم الفلسفي السقيم وفيما هم منهمكون في الإجابة عن السؤال القائل: أيهما الأولى بالخلق الدجاجة أم البيضة؟.
وإذا كان هذا هو حال مأرب المحررة من القوى القديمة الجديدة المحاربة للثورة والجمهورية والدولة الوطنية؛ فإن العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة ذات القوى انقسمت ما بين نظام عائلي استبدادي قديم اعتبر يوم ١١ فبراير نكبة وهزيمة لمشروعه الوراثي وبين نظام كهنوتي طائفي سلالي تزمل برداء الثورة وسار في موكبها لبعض الوقت، لكنه سرعان ما تجلى وجهه القبيح مكشوفاً.
الصغار سيبقون صغاراً وإن اعتلوا المناصب والمنصات، فالرئيس المخلوع- وبرغم ما منحته الظروف والأقدار من مكانة وسلطة- إلا أنه حكم البلاد بعقلية زعيم مافيا التهريب وتجارة العملة والمخدرات.
أعطى له اليمن من المهرة إلى صعدة وعلى طبق من ذهب، لكنه لم يكبر بحجم الوطن الكبير، إذ أدار دفة البلاد الواحدة بذات الذهنية الشيطانية الرافعة له من ضابط احترف التهريب للممنوعات في ساحل المخا وذباب إلى منصب الحاكم الأول للبلاد وعلى غفلة من التاريخ وطابور طويل من قيادات الرعيل الأول والثاني.
ولهذا لا تتعبوا أنفسهم في تعليم هؤلاء معنى أن يحتفي أحرار الدنيا بثورة خلاصهم من العبودية والطغيان. إنكم هنا تضاهون من يهدر وقته وجهده في تعليم السلطعون كيما يسير مستقيما. 
شخصيا لطالما راودني حلم تاريخي وأزلي مثل هذا الذي حدث في صنعاء قبل ستة أعوام، فما حدث يوم ١١ فبراير ٢٠١١م لهو لحظة فارقة ما بين عهدين، عهد نظام عائلي جهوي ريعي آن له الرحيل وعهد نظام جمهوري ديمقراطي مازال في طور التخلق الجنيني الأول. 
ما يحسب لهذه الثورة هو أنها إزاحة عن كاهلنا أقبح حاكم مطلق فاسد مازال حتى اللحظة مستميتاً في حربه العبثية الخاسرة كي يسترد شيئاً مما أخذته منه.
فيكفي الإشارة هنا إلى أن الحرب المستعرة منذ عامين ما هي إلا حرب على مضامين تلك الثورة التي يحاول البعض الانتقاص منها والتقليل من شأنها ودونما إدراك لحقيقة ما أنجزته جنوباً وشمالاً.
صحيح أن ثورة فبراير لم يتسن لها إتمام أهدافها الثورية الوطنية كاملة مثلما هي مشيئة معظم الشباب الثائر في الساحات، ونعم إن تلك الثورة في المحصلة "مبادرة " مانحة المخلوع وأتباعه وأقاربه حصانة، كما ومنتهاها انقلاب وحرب مزهقة لآلاف البشر ومدمرة لمقدرات وطن.
ومع كل ما يقال، الثورة أسقطت أسوأ نظام عرفه التاريخ الحديث. اقتلعت عداد التوريث وإلى الأبد، فضلاً أنها توجت نضال اليمنيين بأهم مقررات وطنية تمثلت بمشروع دستور جديد ودولة اتحادية عادلة منحازة لكافة فئات المجتمع اليمني الذي عانى قرونا من التهميش والإقصاء والاستعباد المهين لكرامته وحريته وحياته.
يا هؤلاء.. أدعوكم لأن تكونوا منصفين، فشتان بين ما قبل فبراير وبعده، فلولا الخروج العظيم إلى الساحات لما سقط تابوت صالح ولما خرجت قضية الجنوب وأهله إلى الساحات وإلى القنوات وبتلك الكثافة والحضور، ولما اعتبرها النظام البائد بمثابة الكارثة والنكبة.
فيكفي أن ثورة فبراير أطلقت العنان للجميع كيما يعبر عن مظلمته وفكرته ودونما خطوط حمراء أو خضراء. فرجاء لا تدعوا إخفاقات المرحلة التالية للثورة كي تنال من نبل أهدافها الوطنية الجمعية وكي تقفون في ذات الناحية المعادية التي يقف فيها المخلوع وسدنته المناوئين بشدة لتلك الثورة السلمية بما حملته من مبادئ ومضامين عظيمة مازلنا في خضم حرب شرسة لبلوغها.
مثلكم تستفزني ممارسات بعض أدعياء الثورة، ومثلكم تزعجني خطابات وبرقيات الانتهازيين التي تذكرني بعهد يفترض ان الثورة طوته. ومع كل تلك السلوكيات المستفزة أحيانا لا أجد مندوحة في الاحتفاء في يوم مجيد ومشرف واستثنائي، فالثورة برأيي أعطتنا ما لم نستطع انتزاعه طوال سنون من القمع والقهر والعنف والخوف.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

موسى المقطري

2024-04-24 09:18:01

ورحل جمهوريٌ آخر

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد