;
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
د. عبد الواسع هزبر المخلافي

فبراير ذكرى الثورة بين استكمال الأهداف وتساقط أركان الانقلاب(4) 846

2017-02-15 01:58:32

ثورة 11 فبراير 2011 لم تكن نزهة أو فسحة أو راحة أو فعلاً هزلياً مازحاً، أو قضاء مصلحة أو بحث عن مقعد تنافسي على كراسي الحكم، الثورة الفبرايرية كانت رحلة خروج من هاوية السياسة المظلمة للنظام التي كادت تفتك بالبلاد والعباد، بل إنها فتكت به مؤخراً وحصل ما كان يحذّر منه عقلاء السياسة ورواد الإصلاح الشامل في الشأن اليمني، كانت الثورة الفبرايرية هي منظومة التحكم بالمقود السياسي لليمن الذي انحرف عن المسار الصحيح لتتجه نحو النفق المظلم وتقترب من الارتطام بالسياسة الصخرية للقوى الظلامية الحاكمة، إنما ثورة 11 فبراير بداية لمرحلة جديدة للتغيير الفعلي الجاد، هذه الثورة التي مثلت الامتداد الفعال للحركة الإصلاحية والتغييرية التي قادتها المعارضة السياسية اليمنية العريضة وحكماء اليمن والتي كانت قد بدأت تقترب من ذروتها في 2006 وما بعدها بقيادة تكتل اللقاء المشترك وقاعدته الشعبية الواسعة، وفي مقدمتهم التجمع اليمني للإصلاح المدد الثوري الذي لا ينضب والروح التغييرية السلمية التي لا تنطفئ ولا تفتر. 
هي الفرصة التاريخية للتخلص من هذا الداء العضال الذي أصاب أهل اليمن في السياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة والتعليم والفكر.. وفي الثورة والثروة والإدارة والإرادة، وفي العلاقات الداخلية والخارجية، وفي التنمية الشاملة للأرض اليمنية والإنسان، فكان من نتاج هذه الحركة التغييرية إسقاط النظام العائلي برمته بعد عدم استجابة رأسه للمطالب الشبابية الشعبية، كان خلع هذه الشخصية وفطمها عن ثديي السلطة المُدر بالتدرج، لكن غوغائياته وشعبيته المرهونة له ودولته العميقة التي كان قد بناها ووجه لها جل مقدرات الدولة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وخصهم بها من دون بقية الشعب فبهتت هذه القوى خوفاً على مصالحها لما قامت الثورة أيما ابتهات وانصدمت ورأت أن بقاء رأس النظام هو بقاء لرأس مالها ومكاسبها المشبوهة .
فحاول المخلوع مع جناحه الحزبي الهلوع لمدة الأربع السنوات الماضية من عمر الثورة الشبابية الشعبية السلمية نفخ الروح فيهم من جديد، وهم ينفخون الروح فيه من جديد، فلما عجزت هذه القوة أن تفعل الإعادة وضبط الاسترداد والاستعادة لنظام المخلوع، فكانت الانتخابات الرئاسية للرئيس/ عبد ربه منصور هادي، رئيساً بالتوافق والاصطفاف الوطني، وكان الحوار الوطني الشامل، وكانت مخرجات الحوار الوطني الشامل، وكانت الأقاليم اليمنية الستة، وكان توزيع السلطة والثروة، وكان الدستور اليمني الجديد ومسودته الماثلة للتوقيع، وكلها مشروعات ضخمة تمثل الحل الجذري للمشكلة اليمنية، هنا جنّ جنون المخلوع وكل جزوع تابع له هلوع، فما استطاعوا أن يتحملوا أن يذهب الزعيم المخلوع إلى غير رجعة، أو أن يصبروا على تحريم التوريث السياسي والرئاسي لنجله بعده؟! 
هناك ارتكب المخلوع الخيانة العظمى الشاملة، فصنع الثورة المضادة مع القوى الملكية الإمامية المتربصة في الداخل والخارج بالاشتراك مع القوى الشيعية الإثني عشرية في الداخل والخارج، وباع فيها اليمن بثمن بخس للحوثية في اليمن، ولحزب الله في لبنان، وللمجوس الروافض شيعة إيران، كل ذلك في سبيل عودته إلى كرسي الحكم ولو على حساب الثورات اليمنية المجيدة والنظام الجمهوري والجمهورية والوحدة اليمنية الخالدة، تحت شعار ضال مضلل، يحتوي على هذا المثلث البغيض الباغي الكهنوتي (حكم البطنين، حق آل البيت، الحق الإلهي المدعى) كما هو الأمر والمنطلق الفكري والديني والسياسي في مخزونهم الثقافي والديني والعصبوي والعنصري والطائفي، فكانت ثورتهم المضادة، ثم الانقلاب السياسي الشامل على الشعب اليمني الأرض والإنسان والدولة والشرعية والثورة في آن واحد، وهو ما تم تنفيذه في الثلاث السنوات الأخيرة الموفية للذكرى السادسة وإلى اليوم، فكان الانقلاب المشئوم بدءا من سبتمبر 2014، وسلّم هذا المخلوع الدولة بطبق من ذهب للمليشيات الحوثية وللحرس الجمهوري والأمن المركز المملش وخاصة حزبه المعفش؟! ولكن المشكلة اليوم لا تكمن في شخص المخلوع بالكلية بقدر ما هي كامنة في قومه الذين استخفهم فأطاعوه طاعة عمياء..
◀ يتبع 5⃣

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد