🔴 ضحايا علي عفاش في اليمن تقدّر بعشرات الآلاف ما لم تكن قد تجاوزت مئات الآلاف منذ توليه لرئاسة الجمهورية العربية اليمنية في ١٩٧٨ في عام الحُزن الشامل، ثم توليه لرئاسة الجمهورية اليمنية دولة اليمن والوحدة في ١٩٩٠، ثم حرب الانفصال ١٩٩٤، ثم مواجهته للثورة الشبابية الشعبية السلمية بالجيش والأمن وحزبه وبلاطجته وقتلهم وإحراقهم في الساحات والشوارع عمدا وقصدا، وقبل ذلك الحروب العبثية الاسترزاقية الستة في شمال الشمال، ثم تبنِّيه للانقلاب على الجمهورية اليمنية والنظام الجمهوري في2014 تحت مظلة الثورة الحوثية الإمامية الاثني عشرية الشيعية المضادة في اليمن، وتوليه قيادة الانقلاب على الشرعية وإدارة المعركة العسكرية ماديا ومعنويا في مواجهة الشعب الأعزل. 

⚪ فكان أن رهن البلاد والعباد والمنطقة اليمنية وسيادتها لإيران وحزب الله في جنوب لبنان ولأعداء ثورات الربيع العربي من اليهود والنصارى والعلمان من العربان لينتقم من الثوار وليؤدب قيادات الثورة الفبرايرية وحاضنتها. عشرات الآلاف من اليمنيين يسقطون في عهد هذا الشاووش ظلما وعدوانا برصاصاته بمختلف أصناف الجرائم ومسمياتها البغيضة لتشمل كل فئات الشعب وأطيافه في النظام الحاكم والمعارضة السياسية والسلكين العسكري والمدني وما بينهما السلك الأمني والقومي والاستخباراتي على السواء، ولم يسلم منها الأقارب ولا الأباعد ولا الأرحام، وتلك هي مشروعاته وإنجازاته التنموية الحقيقة خلال أكثر من ثلث قرن من الزمان اليمني التعيس؟!.

⚫ أطاحت ثورة ١١ فبراير ٢٠١١ بالركن الأعظم للطغاة والبغاة في اليمن وهو شخص الرئيس السابق علي عبد الله وخلعته من منصبه الرئاسي خلعا، وانتقل في الاسم من علي صالح إلى علي عفاش، ثم من عفاش إلى العناية المركزة والإنعاش، ثم انتقل بالوصف من فئة الزعيم إلى فئة المخلوع، وترك عرشه جزئيا، فلم يكن الرجل السياسي الأول في اليمن بعد ذلك ولا الثاني ولا شيء رسمي يذكر، وإنما رئيس لحزبه، وذلك بفعل التورة وبتدخل الحكماء والأشقاء والأصدقاء الذي أشفقوا عليه أيما شفقة، فكانت المبادرة الخليجية المَخرَج له تحت ضغط الثوار، وكانت الإيجابية من الداخل اليمني وهي تفهم الثوار وعقلاء السياسة والأحزاب في اليمن للتعاطي الإيجابي مع المبادرة، وقالوا للعالم: خلاص يا ناس المسامح كريم، الدم في ذمته، والمال في جعبته، وحزبه مختطف في شنطته، وجيشه في عهدته، لكن بشرط أن يغرب عن اليمن ويغور شخصه في ستين داهية، وتبقى الحقوق الخاصة لأفراد الشعب وأصحاب الدماء الحرية في الملاحقة الجزائية.

🔴 وعليه أن يترك السياسة ويفسح المجال لهذا الشعب كي يشق طريقه ويصنع مستقبله بالتوافق والتراضي والعمل المؤسسي، لكن عمله لم يخارجه، فأعرض ونأى بجانبه وتجبر وكفَرَ بالشعب وتكبر، وانتقل من الزعيم الذي كان ينبغي أن يلتقط هذه الفرصة التاريخية إلى الزعيم المخلوع اللئيم الأحمق، فسقط وسقطت أحلامه ومشاريعه الشخصية من التاريخ الذي كان ينتظره ليهوي به تصرفه وشر عمله إلى مزبلة التاريخ ، بل وإلى دركه السحيق في جحيم المستقر السياسي، لكن نظامه لم يسقط، وحزبه ظل يحكم بنسبة تسعين في المئة وأكثر، فقد احتفظ بذلك، فكانت دولته العميقة التي بناها ورجال ونظامه وحضوره بكامل حرسه وقوته هو فتيله وفتنته وزيته سريع الاشتعال، وهو الذي يوقده ويشعله ويستخدمهم في إهلاك الحرث والنسل والإفساد في الأرض اليمنية كما استخدم فرعون الطاغية هامانه وسحرته وجنده، وتلك هي المشكلة اليمنية التي لا تزال قائمة حتى اليوم وإن كانت الشرعية قد بدأت تقص أجنحتها وأذنابها ونتف ريشها وتحرق أوراقها وتسقط أركانها بخطى حثيثة ومتسارعة؟!

⚪ وإذا كانت ضحايا هذا المخلوع بهذا الحجم والنوع العسكري والأمتي والمدني من الموافقين والمخالفين له فقد أفضى كل إلى ما قدمه، فإن المشكلة اليوم لا تكمن في ضحاياه الأموات من الحزب والشعب والمعارض والدولة والجيش والأمن العام والخاص، ومن المخالفين له في الرأي والسياسة وإنما تكمن المشكلة في بقايا ضحاياه الأحياء الذين اختطفهم سياسيا وأمنيا، الذين يحيون به، ويحيون من أجله في حزبه وجناحه المؤتمري الخاص، ومن دولته العميقة في الداخل والخارج، حتى وإن كانوا في صفوف المقاومة والجيش الوطني، أو في صفوف بعض رجالات دويلات في التحالف العربي للأسف، فهؤلاء هم الكائنات الحيَّة الذين لا يزالون يعتقدون أن في زعيمهم المخلوع خير، ويؤملون أنه صمام أمان اليمن، وفارس العرب، وأنه سيُصلح البلد، ولا زال في جعبته استكمال بناء اليمن الجديد، وأنه سيخرج اليمن من محنتها هذه، وهو القادر على ذلك، وأنه بيده مقاليد الأمور لأفراد هذا الشعب، وأنه بقدرته جلب النفع ودفع الضر عن هذا البلد. 

⚫ ولكي تكون هذه اليمن سعيدة في الحاضر والمستقبل فلا زالت شعاراته حنانة وطنانة ورنانة في نظر هؤلاء الأتباع المغرر بهم حتى اليوم وبعد كل ما فعله، فلا زالت تعز هي الحالمة، وإب هي البطلة ، وعدن جنة اليمن، والحديدة عروس البحر الأحمر، ومأرب الحضارة والآثار، وصنعاء التاريخ والسياسة، وذمار هي الأبية، وحضرموت هي الموادعة، وصعدة المناضلة الصابرة، وهكذا كل محافظة تنتظر مستقبلها في برنامج هؤلاء في اثناء الدعاية الانتخابية، وكل هذه المشروعات لم تستكمل. وشفرتها في لسانه ومشافره؟! هؤلاء المطبلون هم الذين عناهم بحكايته السياسية كيف تحكم شعبك؟ فتحدث بما يفيد أنه أدخلهم في شولاته (جونية) كالفئران ( العكابر) ثم خضهم ورجهم، وخضهم ورجهم حتى داخوا داخل الكيس أو الشوالة ، ثم فك لهم شوالته فخرجوا في دوار ودوخة لا يستطيعون الهروب ولا معرفة الاتجاه ولا التفكير، فهذا ينطبق أكثره على حزبه التائه معه حتى اليوم، تاهوا ثم شاهو حتى أدمنوا على هذه الحياة معه فكلما حكتهم جلودهم وظهورهم، ذهبوا إليه يبتغون تدليكه وضربه ورفسه وحذفه، كالعبيد الرقيق الزنبيل يساق إلى بين يدي وعصي سيده وقنديله ليبسطها على ظهورهم وأيديهم وأرجلهم وأقدامهم من خلاف؟!

🔴 هؤلاء الذين لا يزالون يشرِّعون له مؤامراته، ويبيحون له تدخلاته، ويباركون له نزع الأرواح البريئة الآمنة من صالات الأفراح والأتراح والأسواق والساحات، ويغتال أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية منذ 2011 وحتى الساعة يغتالهم بنظام التصفيات والدم البارد عن طريق زبانيته وقاعدته وتنظيماته الإرهابية وأذرعه السرية إيغالا منه في الخيانة وانتهاك لشرف المهنة والحريات الشخصية وحقوق الإنسان تحت شعار أنا وإلا الموت، أنا وإلا الطوفان، آمنوا بي وإلا سأصليكم الجحيم، لا رأي لكم ولا تصرف ولا اختيار ، فالرأي رأيي والتصرف تصرفي والاختيار اختياري فإن قلت (نعم) فقولوا ألف نعم، وإن قلت (لا) فقولوا ألف لا، فالصندوق صندوقي، والخير في تصديقي، والبَر وأشجاره أقلامي، وترابه صحائفي وأوراقي، والبحر ماؤه من عرقي وريقي، والزورق فيه زورقي، والزنبوق فيه زنبوقي، وهذه الأجواء ملكي وحقي، وما فيها من طيور وطائرات تجري بأمري من فوقي، وقومه يعتقدون ذلك ويفتخرون، وبأي حديث بعده يؤمنون ؟!

◀ يتبع 6