المناضل الجسور مربي الأجيال ملهم الثوار
أبي الحبيب وأبو الشرفاء الأحرار
العميد عبد الله الناخبي
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أما بعد ...
لن أقول في ذكرى وفاتك الأولى فليس للمقيم الخالد ذكرى..
أنت معنا في البيت والشارع "في السفح" في الوادي في ميدان القتال وفي ساحة الاحتفال في مكاتب السياسيين والقادة واعتصامات الشباب ومسيراتهم..
في كل تفاصيل النضال الذي كنت باكورته الأولى مع السابقين من المناضلين الأحرار..
هل تدري أيها الشامخ أن التاسع والعشرين من فبراير الذي غادرت فيه امتنع أن يعود هذا العام ولن يجيء إلا بعد ثلاث سنين نتوقع أن تكون مدة كافية لانجاز حلمك بدولة اليمن الاتحادي الذي رسمت لوحته في مختلف مراحل نضالك الطويلة والمريرة..
ليست الذكرى الأولى إذن.. فقد أجلتها الأقدار لنحتفل بثمرة نضالك واستواء زرعك على سوقه ربما استجابة لرغبة كامنة فيك أو كرامة سماوية لك..
حسنا أيها المناضل الجسور دعني أخبرك أن الوطن الذي منحته شبابك وسكبت لأجله عرقك وذرفت عليه دمعك سيكون بخير وأن عملية ردم الكهف العتيق والنفق المظلم واحتكار السلطة والثروة تمضي بإصرار لا يعرف اليأس..
دعني أخبرك أن الجنوب الحر الذي حملت رايته مع رفاقك بالحراك الجنوبي السلمي لم يعد ساحة لسلطة صنعاء الفاسدة وعصابة صالح الفاشية وأن الجنوب يمضي بخطى ثابتة نحو استعادة المؤسسات و الحقوق والحريات والتوزيع العادل للسلطة والثروة..
دعني أخبرك أن صوتك الحر يصدح في الأرجاء وأن جبال ردفان ويافع وعدن وأبين وغيرها تردده كفاتحة نضال لا تنسى.. وأن سلطة المستبدين والفاسدين تتراجع كل يوم وستندثر كما كنت تحدثنا كحتمية تفرضها الإرادة الحرة والشعوب الثائرة..
شلال الدم لم يتوقف بعد لكن مساحته تتراجع وتضيق.. وغصن السلام الذي أحرقته جماعات الإرهاب الآتية من غبار التاريخ ومخلفات العصور لن ينمو كما قلت ما دامت تلك الجماعات تمتلك أدوات القتل وتغتصب السلطة، لكنها إلى انحسار من يوم إلى يوم..
أبشرك أن يوم الـ 11 من فبراير أصبح عيدا وطنيا كما كنت تتمنى.
وأن الجيش الوطني الحامي لمشروع الدولة بدأ يتشكل على أسس وطنية كما كنت تنادي في كل اجتماعاتك ونقاشاتك وتصريحاتك الرسمية ونشاطك الميداني .
وأن دولة (مروا) التي رفضها البيض مبكراً قد انطوت إلى الأبد وأن الجيوش العائلية لم تعد خياراً لحاكم أو منطقة أو قبيلة أو طائفة.
أيها المناضل الجسور كن على ثقة أن القافلة تسير وأن السفينة ماضية إلى شاطئ الأمان رغم موج البحر المتلاطم..
أما على الصعيد الأسري أيها الأب الرحيم والوالد الحبيب فلا جديد إلا انك تحتل كل لحظاتنا وتحضر كل تفاصيل حياتنا والجميع يقرؤك السلام.
ولا زال أصدقاؤك ورفاقك يمنحوننا الحب والتقدير والاهتمام عرفانا بدورك الريادي وتفانيك في خدمة وطننا الغالي على مستوى القرية والعزلة والمديرية والمحافظة والوطن .
ولا يزال وسيظل تاريخك الحافل بالنضال هو كنزنا الذي لا يفنى ابتداء بشقيقك عمر وانتهاء بحفيدك عبد العزيز ومن يليه.
كن مطمئنا لأجلنا فنحن بعين الله وعيون رفاقك وعيون كل الأحرار في وطننا الحبيب..
تواصلنا لن ينقطع فأنت الزاد الذي لا غنى عنه لنا ولكل التواقين والمناضلين من اجل حياة كريمة لكل أبناء اليمن .
والسلام عليك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .
كلمة بالذكرى الأولى لرحيل والدي عبدالله الناخبي رحمه الله
نجل الراحل عبدالله الناخبي
