;
د. عبد الواسع هزبر المخلافي
د. عبد الواسع هزبر المخلافي

التاريخ بجامعة تعز.. سبق علمي وأكاديمي 1 894

2017-03-23 05:33:08

 السبت الموافق18مارس 2017م، كان (قسم التاريخ) في كلية الآداب بجامعة تعز قد أصبح في ثوبه الجديد الوحيد في جامعات الجمهورية اليمنية الحكومية والأهلية (قسم التاريخ والعلوم السياسية)، وكان له السبق العلمي الأكاديمي والنوعي في هذا المجال، وبهذا الاسم العلمي والأكاديمي يشق هذا القسم طريقه الأكاديمي التاريخي والسياسي بالتزامن، ينفض عنه غباره، يحرك مياهه الراكدة، يستدعي الحركة والنشاط والحيوية من جديد، كما بدأ حياته لأول مرة، في أول ولادته يوم كان أعداد طلبته في المستوى ستمائة طالب وطالبة، بهذا العدد المهول الذي لم يصل إليه أي قسم من أقسام الكلية من قبل ولا من بعد، كي يستعيد الماضي وأصالته ويدرس الحاضر ويستلهم سياسته،،  
يا له من تفكير عميق وتوفيق سديد، ويا لها من سياسة قيمة يقوم بها رئيس القسم وفريقه الفاعل الحاضر المتواجد، قاموا بالإنجاز رغم الظروف الصعبة التي تمر بها تعز ودكاترة جامعة تعز، هي ثمرة مبادرة ذاتية لأبناء القسم، استشعروها فنفذوها بجهود مالية متواضعة جداً جداً، لا تكاد تذكر، أو يستحي القلم أن يكتبها، والأنامل أن تسطرها هنا، لكن قيادة الجامعة سلمتها لهم وهي مفتخرة وفي الأخير هي عهدة! واستلمها رئيس القسم على استحياء ثم تولى إلى ظل فريق عمله في القسم، وحاله يقول:(رب إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير)؟! مبلغ زهيد جداً لا يساوي خمس ما يتقاضاه قيادي في الجامعة أو في الكلية كنثريات في أسبوع واحد؟!! لكن الكادر التدريسي في قسم التاريخ والعلوم السياسة يعيش حالة التسامي بالجراح، ويشق طريقه في التغيير والتطوير الأكاديمي بعيداً عن حساب الماديات الشحيحة، وبعيداً عن هواة التسلق والظهور والتسابق على كيمرات التصوير والتهافت على على عدساتها!.
أقولها بملء فِيَّ" أعضاء هذا القسم أنجزوا وأعجزوا! اعتمدوا كثيراً على أنفسهم، لأن هممهم مرتفعة، وجهودهم مضنية ومستمرة، وعملهم دءوب لا يتوقف، حتى كانت هذه الورشة العلمية الأكاديمية المعجزة، وإن شئت سمها حفلة إعلان وإشهار التوجه الجديد للقسم نحو التاريخ والسياسة، التاريخ والسياسة هما العلمان التوأمان المتزامنان اللذان يتلازمان ولا ينفصلان كثيرا (قسم التاريخ والعلوم السياسية)، فالتاريخ هو من السياسة، والسياسة هي من التاريخ، فحيث كان التاريخ كانت السياسة والعكس صحيح أيضا؟ 
تلك هي الروح الوثابة، والعقول المتجددة، والأفكار المتطورة، والقلوب المخلصة لأعضاء هيئة التدريس في هذا القسم، يصنعون هذا البرنامج المتكامل، ويعقدون ورشة بحسب وسائل الاتصال المتاحة زمانياً ومكانياً وموضوعياً، ويعقدون حفل الإعلان والإشهار والاعتماد لهذا الخطوة الإيجابية المنتظرة منذ زمن طويل، وبعد طول الانتظار ها هو الحلم العلمي والأكاديمي اليوم يتحقق، ورزق المتأخر قوي كما تقول الحكمة المشهورة، أو في كل تأخيرة خيرة ومشيئة، فالعام القادم (2017 -2018 ) في كلية الآداب بجامعة تعز هو عام(قسم التاريخ والعلوم السياسية) فيه مخرجات الثانوية العامة وما يعادلها الراغبون في العلوم السياسية سيُغاثون ويزرعون ويحصدون ويعصرون بإذن الله تعالى؟!.
وصلتني نسخة من برنامج (قسم التاريخ والعلوم السياسية) بعدد أوراقه التي لا تتجاوز( 22) صفحة!، صراحة البرنامج أبهرني لجودته وجِدَّته ومادته، ولفت انتباهي صغر حجمه وقلة عدد أوراقه مع عظيم فائدته وشموله لمفرداته وموضوعاته وحصره لعناوينه ودقته في طرحه ومعالجاته وتوزيعاته، فاستوقفني لقراءته بشغف، حيث قرأته صفحة صفحة، وعنواناً عنواناً، وسطراً سطراً وكلمة كلمة، وكلما أكملت صفحة منه اشتقت للأخرى، وهكذا كل صفحة منه تسلمني طواعية إلى التي تليها بسلاسة ومنطقة وموضوعية، وبلغة سهلة ومشرقة وجذابة! 
جاء في مقدمة هذا البرنامج، بل هي المقدمة كلها: " إدراكاً من قسم التاريخ لأهداف وإستراتيجية التعاليم العالي، ونظراً للتطورات التاريخية والتحولات السياسية المتسارعة التي تمر بها بلادنا، وحيث أن مدينة تعز هي مهد التغيير ومنطلق الثورات الوطنية، قدم مجلس القسم مشروع برنامج لقسم التاريخ والعلوم السياسية لتتميز كلية الآداب وجامعة تعز بهذا التخصص عن مثيلاتها من الجامعات اليمنية، وهو ما سيشكل إضافة هامة للخبرات المتراكمة للجامعة في مجال العلوم المختلفة، وبالأخص في مجال العلوم الإنسانية، وسيسهم الإسهام الفاعل في الارتقاء بالكوادر العلمية، وإعداد وتأهيل المؤرخين والكوادر السياسية المتخصصة والتي تلبي احتياجات تعز وإقليم الجند واليمن بشكل عام خلال هذه المرحلة المفصلية من تاريخ بلادنا وما بعدها " ص4.
اليوم، وفي زمن التخطيط والتكنولوجيا والجودة العالية في التعليم، تصير معايير الأقسام هي مخرجاتها كما جاء في المثل الشعبي(عَبَاره نباته) (لا تقل بر إلا وأنت تصر) أي العبرة بالنتائج أو بالناتج، وهذه الجزئية قد أولاها برنامج (قسم التاريخ والعلوم السياسية) اهتمامه وأولوياته، وركز عليها كثيراً، إذ هي معيار القسم والحكم عليه في المستقبل القريب، فمخرجات القسم سيشاركون في صناعة المجتمع في أكثر من موقع في المجتمع، ومجاله واسع، وفرصه متعددة، ويكفي في هذه الأمور المنشودة أنها ميزة كل الميزات! فهم سيعملون في مجال التنمية البشرية، والتربية الوطنية، وفي المجال السياسي المباشر، والتاريخي المباشر، وفي المجال الإداري وسلطاته، وفي العلاقات الداخلية والخارجية للدولة، وفي السلك الدبلوماسي وفي وظائف التدريس، وفي تأهيل وتدريب القيادات السياسية والتنمية البشرية الحديثة وغير ذلك من معاهد ووظائف القيادة والسياسة،، 
يكفي أن هذا القسم أعد برنامجه بعزم واقتدار بعد دراسة مستفيضة، وخطوات جادة، ونية خالصة، يقصد الإبداع والتجديد والتحسين، وقد جدد وأبدع وأحسن، حدد ذلك في رسالته، فهو يسعى :" إلى تخريج كوادر متخصصة في مجال التاريخ والعلوم السياسية تمتلك مهارات وقدرات عالية في الأداء المعرفي والمهني وقادرة على مواكبة خصائص العصر من خلال تقديم برنامج تعليمي حديث ومتميز يمزج بين التاريخ والعلوم السياسية معتمداً على أسلوب البحث العلمي وطرائق التدريس الحديثة باستخدام أحدث التقنيات، وبما يحقق معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، ويلبي حاجات ومتطلبات المجتمع وسوق العمل " ص7.
◀يتبع2⃣

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد