إن وجد في هذا الزمان حدث يمكن لنا أن نصفه بأنه ملحمة بطولية في زمن ندر فيه حدوث الأحداث الاستثنائية والتي تعد من الخيال، فهذا الحدث هو دون أدنى شك معركة تحرير مدينة عدن من المليشيات الانقلابية، ولعل الكل قد لمس العدد الكبير من الشهداء والجرحى والضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة الحرب الظالمة و حجم الدمار والأضرار المادية التي لحقت بالمدينة من مرافق عامة ومشاريع استثمارية ضخمة ومساكن المواطنين والبنى التحتية، ودون أن ننسى الأضرار النفسية التي لحقت بالمواطنين.
في ظل كل تلك الخسائر استطاعت مدينة عدن أن تحقق إنجازات سريعة بفضل توجيهات القيادة السياسية وإشراف مباشر ودعم من التحالف العربي وبتنفيذ من المحافظين الذين تعاقبوا على إدارة عدن والمحافظات المحررة وشركة من المقاومة الشعبية والقوات العسكرية والأجهزة الأمنية، وهي إنجازات عديدة على أبرزها تحسن الوضع الأمني والقضاء على المجاميع الخارجة عن القانون وتوقف مسلسل الاغتيالات المنظمة وهي إنجازات ليس بالهين تحقيقها وليس بالأمر اليسير المحافظة عليها. لهذا فإن المحافظة على تلك الإنجازات يستدعي شراكة وتوافقاً حقيقياً عملياً وسياسياً ومجتمعياً يتبلور في رؤية مستقبلية تسعى للنهوض بعدن وبقية المناطق المحررة ولعل أبرز تحدٍ يواجه تنفيذ أي رؤية تنموية في الوقت الحالي هو الصراع الدائر بين بعض القوى على ملف إدارة عدن وكذلك استمرار الانقلاب وتهديد لعدن ببقاء سيطرته على مناطق التوم المحيطة بعدن والمناطق المحررة ابتدأ من كرش مروراً بمكيراس وانتهاءً ببيحان.
لهذا فإن إيجاد وظهور مشروع سياسي متكامل الأركان تكون قاعدته التي يبنى عليها هي القاعدة التي انطلقت منها عاصفة الحزم وهو الهدف العام المتمثل بإعادة الشرعية والقضاء على الانقلاب وآثاره سيكون إن استطاعت القوى السياسية إيجاده رغم التحديات المحلية والإقليمية الصعبة التي تحيط بها هو المفتاح الحقيقي لتحقيق التحرير الحقيقي والمشروع الذي سينهض بالمناطق المحررة التي ستشكل مفخرة لدول التحالف العربي على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وللقيادة الشرعية للجمهورية اليمنية الاتحادية.
رئيس رابطة المحامين - عدن
